إعداد: أبو جلال الحموي
استمر في هذا الشهر سيلان دماء أهل إدلب، ولكن يختلف هذا الشهر عن بعض الشهور السابقة بأن أكثر الدماء التي سالت هذا الشهر سالت في قتال الفصائل بعضها بعضا وبالبغي والعدوان على المجاهدين؛ حيث استخدمت فجأة هيئة تحرير الشام الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة وزجت بالجنود في المهالك لتسطو وتعتدي على الفصائل المجاهدة المرابطة بجبل التركمان لا لشيء إلا لتخلو المنطقة من أي فصيل لا يسير خلف غرفة العمليات التابعة للأتراك والمسماة غرفة عمليات الفتح المبين، وقد افترت قيادة الهيئة كثيرا من الافتراءات على تلك الفصائل واتهمتها بالغلو والفساد..، رغم اشتهار بعضها بالسمعة الحسنة بين عموم المجاهدين؛ حيث أثنى أهل إدلب خيرا على فصيل أجناد الشام الذي يقوده مسلم الشيشاني وهو مجاهد قديم جاهد الروس في الشيشان وشارك في الجهاد بسوريا من بداياته، وبعض الفصائل الأخرى التي قاتلتها الهيئة منشغلة بحالها لم يشتك منها أحد، ولم تقبل قيادة الهيئة كعادتها بأي حل شرعي من إصلاح بين المتخاصمين أو قضاء شرعي محايد يبين المحق من المبطل أو بهدنة تحقن دماء الطرفين..، وسقط في الهجوم قرابة مائة شخص بين قتيل وجريح معظمهم من جنود الهيئة، في تعداد قد يفوق من سقطوا بإدلب قتلى وجرحى على يد الروس في هذا الشهر، وانتهى الهجوم بموافقة تلك الفصائل على ترك الرباط بالثغور، واستيلاء الهيئة على معظم سلاحهم.
وفي سياق متصل دخل عدد من المجاهدين الأسرى في سجون هيئة تحرير الشام في إضراب عن الطعام احتجاجا على المعاملة السيئة التي يلاقونها والظلم الواقع عليهم، وقد تدهورت حالتهم الصحية وأصبح وضعهم خطرا.
* وأما على صعيد الجبهات مع العدو الروسي فقد استمر المحتل الروسي في قصفه للمدن والقرى في منطقة إدلب مع تعمد ارتكاب عدد من المجازر في الأحياء السكنية؛ حيث قصف سوق أريحا في وقت ذهاب الطلاب للمدارس مما أدى لحصول مجزرة مروعة بين الأهالي، كما قصف العدو الروسي مخيمات ترمانين ومنطقتي قاح وسرمدا المكتظتين بالسكان، بالإضافة إلى قصفه المناطق القريبة من الجبهات في الغاب وجبل الزاوية وريف حلب الغربي وغيرها من المناطق. وقد رد الثوار بقصف لعدد من جبهات العدو القريبة من مناطق الرباط.
* إقليميا لا زالت تركيا تدور بين أمريكا وروسيا وتتأرجح مواقفها بين لقاء هنا ولقاء هناك، فبعد لقاء رئيس تركيا الشهر الماضي مع رئيس روسيا التقى الرئيس التركي هذا الشهر مع الرئيس الأمريكي، وظهرت بناء على هذا اللقاء تحركات عسكرية تركية أُشيع أنها لعمل عسكري ضد قسد، ولكن الذي يظهر أنها كانت للضغط عليها لتقبل بزيادة النفوذ النصيري والروسي في مناطقها؛ حيث استغل الروس هذا الضغط التركي لإدخال قوات عسكرية نصيرية لمناطق قسد وانتشار عسكري روسي في قواعد بتلك المناطق، وكأن الأمر عبارة عن اتفاق تركي روسي أمريكي يلعب كل طرف فيه دورا محددا لتحقيق مصالحه الخاصة والتي تصب في مجملها في غير مصلحة الثورة؛ حيث إن ازدياد نفوذ الروس والنصيرية في منطقة ملاحدة ال ب ك ك يشكل مزيد خطر على مناطق الثورة السورية ويوسع جبهات احتكاكها مع العدو النصيري، ويمد العدو النصيري بخيرات البترول ويفتح مجالا له لتجنيد شباب تلك المناطق..
* وفي فصل من فصول الحملة الصليبية على بلاد الشام استهدف طيران التحالف الأمريكي أحد قادة تنظيم حراس الدين وهو أبو عبد الله الرقاوي رحمه الله في مدينة سلوك بمنطقة نبع السلام الواقعة تحت سيطرة الجيش التركي والفصائل المتعاونة معه، وقد كان أبو عبد الله الرقاوي رحمه الله مسؤولا عن بعض أعمال خلف الخطوط في شرق سوريا ضد الروس والنصيرية، فما كان من الأمريكان إلا أن قصفوا من يهدد الروس في تكامل واضح بين الدور الأمريكي والدور الروسي في محاربة الثورة السورية.
* وفي الشأن الصحي بإدلب لا زالت نسبة الوفيات بكورونا مرتفعة، وقد فقد الجهاد الشامي أحد الكوادر الفاعلة وهو الأستاذ محمد حافظ (المشهور حركيا باسم حازم المصري) المهتم بالتاريخ الإسلامي وصاحب حساب كتيبة التاريخ على تويتر؛ حيث توفي هذا الشهر نتيجة إصابته بكورونا رحمه الله.
لتحميل نسختك من العدد 30 من مجلة بلاغ اضغط هنا
لقراءة باقي المقالات اضغط هنا