أبو جلال الحموي
استمر الحراك الثوري ضد الجولاني في إدلب رغم الصعوبات التي واجهته، ورغم افتعال الجولاني وأتباعه جريمة قتل أبي عمر سيو في جسر الشغور، ووضع العبوات في الطرقات لاتهام الحراك بتأجيج الفوضى، إلا أن الحراك استمر ولم تؤثر هذه الحيل، ورغم اعتقال ناشطين مؤثرين بقي زخم الحراك وازداد في بعض المناطق، وإن كان خف في مناطق أخرى بسبب التضييق والتهديد وسجن المنسقين.
أطلق جمع من أهل العلم والأكاديميين مبادرة للحل في إدلب وسموها مبادرة الإصلاح والتغيير، ومضمونها يقضي باعتبار هيئة تحرير الشام فصيلاً قائده الجولاني، أما الشورى وإدارة المؤسسات فتترك للشعب يختار من يمثله، فأعلن تجمع الحراك الثوري القبول الأولي للمبادرة، لكي يناقش آلياتها وضماناتها، لكن الجولاني أعلن رفض المبادرة لوفد من أعضائها، فالمباراة تكرر الفكرة التي طرحها الدكتور فاروق كشكش، ورد عليه الجولاني أن إذا أصر الحراك على التغيير، فسيسلم إدلب بدون مؤسسات كما استلمها.. هو يزعم.
ازداد عدد الحوادث بشكل ملحوظ، فغير استهدافات النظام المجرم وداعميه المحتلين، وهجماتهم بالقصف المدفعي والطيران الانتحاري على أطراف المحرر، تدهورت حافلة مدرسية تقل طلابًا أيتامًا في رحلة عند دركوش، وسقطت في العاصي، ما تسبب بوفاة سبعة من الركاب، وجروح خطيرة في ركاب آخرين، كما تسببت حوادث مرورية أخرى بوفاة عدد من المدنيين في المنطقة المحررة.
فرج الله بفضله وكرمه عن الشيخ أبي شعيب المصري والأستاذ عصام الخطيب من سجون الجولاني، وخرجا بوساطة وكفالة ألا يتكلما بشيء ضد الجولاني ومن معه، وتعهدا بذلك، بعد سجن لمدة عشرة أشهر وعشرين يومًا من الضغوطات والعذاب، وما كانا ليخرجا لولا فضل الله ثم هذا الحراك المبارك، كما استعمل الجولاني هذا الأسلوب ضد سجناء آخرين، ونجح في ذلك بالتعاون مع بعض أعوانه المتخصصين.
في محاولة من محاولات التطبيع مع النظام المجرم وداعميه المحتلين، حاولت دورية روسية دخول مدينة الباب شرق حلب، مع وفد يتبع للأمم المتحدة، بذريعة الاطلاع على وضع محطة ضخ المياه إلى مدينة الباب من الفرات، لكي يكون تبادل ماء مقابل الكهرباء التركية تذهب إلى مناطق النظام، فوقف أهل الباب والمهجرين إلى الباب وقفة بطولة مشهودة لمنع الروس من دخول المنطقة المحررة، وبالفعل لم يمروا.