أبو جلال الحموي
ما زال الحراك الثوري في إدلب يواجه الجولاني المجرم وجهاز الظلم العام التابع له، ويسعى لتحقيق الشورى والعدل وإخراج المعتقلين المظلومين من الأقبية الأمنية، وفي تصعيد خطير اعتقل جهاز الظلم العام عدداً من المشايخ والناشطين المشاركين في الحراك، منهم الشيخ أبو الوليد الحنفي، كما اعتُقل الشيخ أبو شعيب المصري من جديد بعد أيام من الإفراج عنه، إثر منشور قصير يعايد فيه على أطفالٍ كانوا يجاورونه في المعتقل، ويستمر الجولاني في هذه السياسة الغاشمة، وتزداد أسباب الاستمرار في الحراك حتى الخلاص من سلطته المعادية للثورة وأهلها.
بعد تصريحات الرئاسة التركية عن مصالحات مع النظام النصيري المجرم، واعتداء العنصريين في ولاية قيصرية على اللاجئين السوريين، قامت مظاهرات عنيفة في المنطقة المحررة خاصة شمال وشرق حلب، قتل فيها عدد الأشخاص في مدينة عفرين، وأُحرقت سيارات شاحنة قادمة من تركيا، وأُنزلت الأعلام التركية من أماكن عدة، وأُحرق العلم التركي في إدلب، وكان للجولاني وأذرعه دورٌ بارزٌ في تأجيج الحركة الشعبية وتحويلها من الاحتجاج السلمي إلى التخريب والمواجهة المسلحة، ما أفقدها عاملاً من عوامل قوتها واستمرارها، وجعل كثيراً من الناس يتراجعون خطوات إلى الخلف خوفاً من الفوضى وتبادل الأعمال الانتقامية، وبذلك وكالعادة يقوم الجولاني بإفشال جهدٍ ثوريٍ منتجٍ.
في خطةٍ معدةٍ مسبقاً قام جهاز الظلم العام التابع للجولاني مدعوماً بأعداد من العسكريين التابعين للجولاني بدخول مدينة بنش واعتقال بعض المتظاهرين بعد صلاة الجمعة، منهم المنشد الثوري أبو رعد الحمصي الذي صدموه بالسيارة وأطلقوا النار عليه مباشرة فأصابوه في ذراعه، واقتادوه إلى أقبيتهم الأمنية، وفوراً دبروا هجوماً على مخفر بنش ليتهموا الحراك به، وتدخل الأرتال الجاهزة المعدة مسبقاً لتُقطع المدينة وتُحاصر أحياءها، ويراوغ الجولاني عن طريق قيادة المنطقة الوسطى الأهالي ويحاول إقناعهم بالكف عن التظاهر مقابل انسحاب الأرتال، الأمر الذي انقلب عليه الجولاني وتابع غدره واعتقاله للأحرار، والآن المنطقة متجهة نحو التصعيد والناس في حالة غليان ورفض للمجرم الظالم وأعوانه.
رفض رأس النظام النصيري المجرم دعوة الرئاسة التركية إلى اللقاء، وذلك بعد تصريحات تركيةٍ روسيةٍ تمهيدية، ودعوة جادة من الرئيس التركي للقاء في دمشق أو أنقرة أو أي بلد ثالث، لكن روسيا رفضت أن يعقد اللقاء في بغداد، لأن الولايات المتحدة الأمريكية وإيران يقفان ضد هذا التقارب، ويعملان على إفشاله، وجاء رفض النظام للقاء ليؤكد الرفض الإيراني وأن تركيا لا تملك الكثير لتقدمه له، إلا الانسحاب من الشمال الذي يشترطه النظام أو يشترط جدولاً زمنياً للانسحاب، كلي يجلس للتفاوض بشأن أمور أخرى، وهذا ما لا توافق عليه تركيا التي تطمح إلى استكمال السيطرة على الشريط الحدودي الذي تعتبره سياج أمنها القومي، والواضح منذ زمن أن النظام وتركيا لا يستطيعان الوصول إلى نقطة تفاهم حول هذا، وإن جلوس ممثلين عن النظام مع ممثلين عن تركيا علناً هو اعتراف ضمني بالأمر الواقع، وهو وجود القوات التركية شمال سوريا، وهذا ما يرفضه النظام وداعمه الإيراني.