إدلب في شهر ذي الحجة 1444هـ – مجلة بلاغ – العدد الحادي والخمسون المحرم 1445 هـ

مجلة بلاغ - العدد الحادي والخمسون المحرم 1445 هـ

أبو جلال الحموي

كان الحدث الأبرز في إدلب خلال شهر ذي الحجة هو افتضاح حجم الاختراقات التي تعرضت له هيئة تحرير الشام من قبل المخابرات الأمريكية (CIA)، وروسيا، والنظام، وحزب الله، وإيران. اخترق هؤلاء جهاز الأمن العام التابع للهيئة وعدة ألوية عسكرية فيها (لواء طلحة، ولواء الزبير، ولواء سعد، ولواء معاوية…)، كما اخترقوا حكومة الإنقاذ التابعة للهيئة أيضا، وجندوا عشرات العملاء -ذكرت بعض المصادر أن العدد تعدى الثلاثمائة عنصر- ومن ضمن المجنَّدين شخصيات قيادية في الهيئة.

كثرت التسريبات حول الموضوع، وغدى حديث الناس، ما اضطر الهيئة إلى إخراج تصريح على لسان المتحدث باسم جهاز الأمن العام لتوضيح الأمر؛ فجاء التصريح باهتا، يهون من الأمر، ويذكر عموميات فقط، دون ذكر أعداد العملاء أو صفاتهم أو لمن يتبعون…

ثم عندما لم يف التصريح بطمأنة الناس، بل كانت النتيجة عكسية أن زاد الشك، اضطرت الهيئة أن تذكر على لسان المتحدث باسم جهاز أمنها في مقابلة على “راديو الثورة” أسماء بعض الأطراف التي اخرقتهم، وعدد العملاء، دون التصريح بتجنيد الولايات المتحدة لعملاء، كما قللت من العدد!!

بالنسبة للأحداث الميدانية فكانت الأمور تسير على ماهي خلال الشهور الماضية؛ حيث القصف على بعض المناطق المدنية، وخطوط الرباط، إلا أن القصف الاكثر إيلاما كان قصف الطيران الروسي لسوق الخضار في مدينة جسر الشغور؛ إذ كانت نتيجة هذا القصف ارتقاء عشرة شهداء وعشرات الجرحى..

شهدت مناطق إدلب تعاطفا وتضامنا كبيرا مع مرضى السرطان الذين لا تتوفر الإمكانيات لعلاجهم في المحرر، وترفض تركيا إدخالهم للعلاج، حتى مات بعضهم بسبب عدم توفر العلاج.

استمرت المظاهرات الليلية المنددة بجرائم الهيئة، والمطالبة بإسقاط الجولاني، في الكثير من القرى والبلدات في ريف إدلب، كما استمرت الهيئة بنهجها المتعنت، وبالاعتداء على الناس، واقتحام البيوت، دون مراعاة أي حرمة.

كما خطفت مجموعات مجهولة الشيخ أبا شعيب المصري والمحامي عصام الخطيب من مدينة اعزاز، بعد أن صدمتهما بالسيارات؛ ما يقوي الشك أن الفاعل هو هيئة تحرير الشام، حيث استعملت نفس الطريقة مع عدة مجاهدين سابقا، كأبي الدرداء عسكري أنصار الإسلام سابقا..

قتل أحد الحواجز التابعة للهيئة صهيب ابن الشيخ أبي جابر، أمير الهيئة السابق؛ حيث أطلق الحاجز النار على اثنين من أبناء الشيخ قبل وصولهما الحاجز بموتورهما باكثر من خمسين مترا، في استهتار واضح بدماء الناس

هنا بقية مقالات العدد الحادي والخمسون من مجلة بلاغ لشهر المحرم ١٤٤٥هـ

https://fromidlib.com/مقالات-مجلة-بلاغ…٥١-_-المحرم-١٤٤٥/

Exit mobile version