إعداد: أبو جلال الحموي
كان الحدث الأبرز في الساحة السورية خلال شهر ذي الحجة هو حصار مليشيا الأسد ومن معها من المليشيات الرافضية لدرعا البلد، واستقدامها أرتال وتعزيزات كبيرة، ومحاولتها المتكررة اقتحام المنطقة، مع القصف المدفعي المتكرر، ونزوح كثير من الأهالي من المنطقة، في محاولة من تلك المليشيات لسحب سلاح الأهالي، وإخضاع المنطقة لمزيد من التبعية لها، واعتقال بعض أبنائها، وهو ما قوبل برفض الأهالي ومقاومتهم لتلك الحشود.
وإزاء توتر الوضع في درعا البلد تحرك أهالي كثير من مدن وقرى حوران نصرة لأهالي درعا؛ فهاجموا الحواجز والمقرات الشرطية والعسكرية في تلك المنطقة، وقتلوا عددا من مليشيا العدو النصيري وأسروا بضع مئات، كما تكررت العمليات النوعية والكمائن التي تستهدف تحركات قوات العدو في الجنوب السوري، بل وصل الأمر لحصول عملية تفجير نوعية لباص ضباط في قلب العاصمة دمشق تبناها تنظيم حراس الدين، مما جعل العدو أمام تحد أكبر مما كان يتوقعه.
وقد عقد المحتل الروسي عدة لقاءات بين الطرفين زعما منه أنه طرف ضامن، ولكن لم تخلص تلك اللقاءات إلى اتفاق، وظهر أن الروس ليسوا مستاءين من التحرك الرافضي في تلك المنطقة، وأن هناك تناغما بينهم في ذلك.
ورغم أن أهل درعا خاصة وأهل حوران عامة كرروا نداءات الاستغاثة إلا أن وضع الشمال السوري المحرر في مناطق إدلب ودرع الفرات وما حولهما، كان مثار الأسى، فقد التزمت جل الفصائل الكبرى بتلك المناطق بعدم النصرة الحقيقية الجادة المؤثرة لأهالي درعا، ورفضت فتح معارك في تلك الجبهات، التزاما باتفاقيات أستانا وما شابهها، واكتفت بعضها بإطلاق بعض صواريخ على مناطق محاذية للمناطق المحررة، وهو إطلاق لا تأثير له عادة في معادلة الصراع بدرعا بل ولا بالشمال السوري.
أما في جبهات إدلب فقد استمر القصف الروسي على جبهات إدلب وعلى بعض مناطقها الداخلية حتى في أيام العيد؛ مما تسبب في استشهاد وإصابة العشرات، فمن المناطق التي طالها القصف الروسي: مشون، والفطيرة، وسفوهن، وفليفل، والعنكاوي، والموزة، وبينين، وجوزف، وتلال الخضر، ومرعيان، والبارة، وحميمات، وإبلين، وإحسم، وبليون، وقليدين، والكبينة، وكنصفرة، والسرمانية، والشيخ بحر، والفوعة، والجينة، وكفر عمة، وكفر تعال، وتديل، ومكلبيس، وبلنتا، وتقاد، وبحفيس، وكفر نوران، وشلخ، ومعارة النعسان، والأتارب، والبيترون.
كما قام ثوار إدلب بقصف عدد من المناطق المحتلة؛ مثل: خان السبل، وجرادة، وبابيلا، ومعصران، والرويحة، وحنتوتين، وحزارين، وسراقب، وجورين، والبحصة، ومعردبسة، وكفر نبل..
وفي واقعتين تدلان على هشاشة دفاعات العدو اجتهد عدد من المجاهدين المهاجرين فتسللوا لنقاط العدو وقتلوا عددا منهم وأصابوا آخرين ونكلوا فيهم؛ حيث كانت العملية الانغماسية الأولى بمحور ميزناز في عيد الأضحى المبارك، وكانت العملية الثانية نهاية الشهر في محور حنتوتين، ونجحت العمليتان بسلاح فردي بلا مصفحات ولا أسلحة ثقيلة ولا أعداد غفيرة من المجاهدين ولا محاور إشغال….
أسأل الله أن يصلح الحال فتتخلص الثورة من قيود الذل الدولية والمؤامرات الخبيثة التي يراد منها نزع روح العزة من الأمة.
والحمد لله رب العالمين.