إعداد: أبو جلال الحموي
كان شهر جمادى الأولى 1442 هـ شهر حذر وترقب ليس في إدلب فقط بل في الشرق الأوسط كله؛ خاصة مع اتخاذ الرئيس الأمريكي ترامب قبل نهاية مدة حكمه خطوات مضطربة تهدف لخلط الأوراق والملفات، فكانت احتماليات قيام اشتباكات في فلسطين وفي الخليج العربي وفي إدلب وفي شرق الفرات قائمة ومتوقعة، ولكن فشل ترامب في الداخل الأمريكي أعاق كثيرا من خطواته تلك، وإن ظهر خلال الشهر تحرك بسيط في منطقة شرق الفرات حيث أظهرت بعض مجموعات الجيش الوطني التابع لتركيا محاولتها التقدم إلى مدينة عين عيسى الواقعة تحت سيطرة ال ب ك ك، وقامت بعدة اشتباكات خفيفة ثم توقفت عن ذلك، كما أظهر الإعلام النصيري نيته السيطرة على مدينة الباب الواقعة تحت سيطرة الجيش التركي في منطقة درع الفرات، ولكن الأمر لم يتعد التهديد والتصعيد الإعلامي، فيما ظهر ترحيل الحديث عن عمل عسكري روسي على إدلب خلال هذه الشهر، خاصة مع انشغال العدو النصيري بهجمات تنظيم الدولة التي استهدفته هذا الشهر بشكل متكرر في بادية حمص وما حولها.
وعلى جانب سياسي متصل يبدو أن اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية في سوريا المحتلة يجعل المحتل الروسي والنظام النصيري يجنح لترتيب أوراقه الداخلية خلال هذه الشهور لتمرير مرحلة جديدة من مراحل طغيانه في البلد، كما ظهرت عبارات ملغومة من مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا “غير بيدرسون” وهي “العدالة التصالحية” و “العدالة التعويضية” وهي مصطلحات يراد منها الانقلاب على كل مفاهيم الثورة، وطي صفحة جرائم النظام النصيري والمحتل الروسي، والانتقال بالمسألة السورية إلى مسألة مراضاة لبعض الخائنين وبعض المتضررين، وهي خطوة خطيرة تحتاج حسما وجزما في رفض هذا المسار السياسي الإجرامي جملة وتفصيلا والعودة بالثورة لمبادئها الأولى في وضوح الهدف والقضية ورفض التنازلات الذليلة المدمرة.
أما على الصعيد الميداني فقد استمر العدو في قصفه المدفعي وغاراته الجوية على ثغور جبل الزاوية وسهل الغاب والكبينة وغيرها، خاصة في مناطق: سفوهن، والفطيرة، وكنصفرة، والبارة، وتلة الخضر، والزقوم، وزيزون، وكفر عويد، ومجدليا، وتقاد، وكفر عمة، كما قصف العدو مدينة أريحا السكنية وتسبب في استشهاد وجرح عدد من الأهالي، وشهدت العنكاوي عدة محاولات تسلل للعدو أسفرت عن استشهاد ثلة من مقاتلي جيش النصر، ومقتل عدد من جنود العدو المتسللين.
فيما قام الثوار باستهداف تجمعات العدو في عدد من الأماكن؛ منها: كفر نبل، وحزارين، والدار الكبيرة، وآفس، وجوباس، وداديخ، والبركة، وجورين، والعميقة، وسراقب، وميزناز، وحنتوتين، ومعرة موخص.
وفي عملية لافتة قام تنظيم حراس الدين المتمركز في منطقة إدلب ليلة رأس السنة الميلادية بضرب قاعدة للاحتلال الروسي بسيارة مفخخة في منطقة شرق الفرات بتل السمن شمال الرقة، وهي منطقة تعد آمنة بالنسبة للمحتل الروسي لم تشهد عمليات ضده من قبل، مما تسبب في وقوع قتلى وجرحى من المحتل الروسي.
وعلى عادتهم في مساعدة الاحتلال الروسي قام طيران التحالف الأمريكي باستهداف سيارة في ريف سلقين بمنطقة إدلب، ولكن نجت بفضل الله الشخصية التي كانت في السيارة دون أن تتضح طبيعة هذه الشخصية.
* حفظ الله عباده من كيد الأشرار ومكر الفجار وشر طوارق الليل والنهار، والحمد لله رب العالمين.
لمتابعة بيقة مقالات ⇐ مجلة بلاغ العدد 20 جمادى الآخرة 1442
تابع هنا ⇓
وتتساقط الأصنام – كلمة التحرير
الركن الدعوي
– الشيخ محمد سمير
– بَقِيَّة..
– الشيخ أبو شعيب طلحة المسير
– الشيخ أبو حمزة الكردي
صدى إدلب
إدلب في شهر جمادى الأولى 1442هـ
– أبو جلال الحموي
– أبو محمد الجنوبي
مواقيت الصلاة في إدلب لشهر جمادى الآخرة 1442هـ
كتابات فكرية
– د. أبو عبد الله الشامي
مفوضية نصر الحريري وعدالة بيدرسون التصالحية.. لحظة النضج؟
– الأستاذ حسين أبو عمر
– الأستاذ أبو يحيى الشامي
حماس وإيران؛ وجدلية العلاقة هل هي تقاطع مصالح أم تحالف أم تبعية!
– الأستاذ الزبير أبو معاذ الفلسطيني
– الأستاذ خالد شاكر
الواحة الأدبية
1 – الأستاذ غياث الحلبي