إعداد: أبو جلال الحموي
استمرت هذا الشهر في منطقة إدلب عمليات الانغماس والاستهداف على بعض خطوط الرباط؛ حيث حصلت عدة عمليات انغماسية ضد مواقع العدو القريبة من الجبهات خاصة في الساحل وريف حلب الغربي أدت لمقتل وإصابة عدد من جنوده، فيما استهدفت قوات العدو خطوط الرباط في تلك المنطقة بالقصف وقاموا بعدد من عمليات التسلل، وهي عمليات متبادلة لا تتعارض مع خفض التصعيد القائم في المنطقة في ظل هيمنة الاتفاقيات التركية والروسية على المشهد.
– وزادت التصريحات والترتيبات التي تسير في اتجاه التقارب التركي مع النظام النصيري برعاية روسية وإيرانية، مع الحديث عن تنسيق مجدد لتسيير دوريات روسية تركية في منطقة إدلب، ودخول قوافل مساعدات أممية من مناطق سيطرة النظام النصيري عبر معبر ترنبة إلى إدلب وهو الدخول المتكرر منذ عدة شهور والذي يشير في مفهوم الأمم المتحدة إلى صلاحية مناطق سيطرة النظام النصيري لاستقبال عامة المساعدات الأممية وتوزيعها وإعادة الإعمار، وهي خطوات تعمل على تعويم النظام النصيري وإضفاء نوع من الشرعية الدولية الجاهلية له في مقابل تخفيف بعض الضغط الذي تواجهه الحكومة التركية بسبب وجود اللاجئين السوريين فيها وهو ما تستخدمه المعارضة التركية لشيطنة اللاجئين وتحميلهم أزمات تركيا الاقتصادية الناتجة في الأساس من اقتصاد ربوي فاسد.
– وقد ووجهت تلك التحركات التطبيعية بين تركيا والنظام النصيري بخروج مظاهرات متعددة تندد بذلك وترفض التصالح مع نظام البراميل الكيماوي، وأخرج عدد من الأعيان والكيانات كلمات وبيانات ترفض كذلك المصالحة، من أبرزها كلمة موجهة ومترجمة للشعب التركي لأبي العبد أشداء، بعنوان: “بيان إلى الشعب التركي – التصالح مع بشار المجرم هو حصان طروادة”.
كما خرجت في منطقة إدلب مظاهرات عديدة تندد بجرائم السويد وهولندا في انتقاصهم لكتاب الله جل وعلا.
وقد ووجهت التحركات الشعبية والمظاهرات المنددة بالتطبيع بمحاولة من قيادة هيئة تحرير الشام لاحتوائها والتضييق على المطالب الجادة المنبثقة عنها؛ ولذلك قاموا بخطف وضرب وتهديد عدد من الكوادر الفاعلة في المظاهرات؛ مثل اعتدائهم طعنا بالسكاكين على الحاج أبي بكر خضرا الحموي الذي دعا لفتح الجبهات، واختطافهم المتظاهرين فادي العبود وعلي أبي عبد الله بعد تنديدهم في مظاهرات إدلب بالموقف التركي المتصالح مع بشار، وكذلك تهديدهم للمتظاهرين الحلبية في مدينة الدانا، وإحالة الطالب الجامعي ملهم السماعيل للجنة الانضباط في الجامعة لتظاهره الشهر الماضي ضد قرار تعديل شهادات خريجي جامعات النظام.
وقد أدت مظاهر القمع إلى إخراج أبي بكري مهنا جفالة قائد سرايا أبي عمارة لمقطع يؤكد فيه أن سجون المحرر فيها مجاهدون وثوار كفيلون بتحرير حلب ودمشق.
– واستمرارا للفساد الذي تدعمه قيادة هيئة تحرير الشام ظهر في مدينة عفرين بعد دخول أمنية الجولاني لها أول فريق كرة قدم نسائي في المناطق المحررة يمارس تلك الرياضة في الأماكن العامة وبتبرج مفضوح، كما وُضعت في منطقة إدلب دعايات تنفر من زواج الفتيات قبل سن 18 سنة، وأعلن الدفاع المدني عن رغبته في توظيف متطوعات لإزالة ذخائر غير متفجرة في مراكز مخلفات الحرب!.
– فيما يتوقع أن تحدث في الأيام القادمة صدامات بين هيئة تحرير الشام وبعض فصائل الجيش الوطني بسبب التنافس على السيطرة على معبر الحمران، وهو معبر بين منطقة درع الفرات ومناطق سيطرة قسد تدخل منه المحروقات، ومن يسيطر عليه يعمل غالبا بالتهريب الذي يدر عليه دخلا كبيرا.
لقراءة بقية مقالات مجلة بلاغ اضغط هنا
لتحميل نسخة من المجلة اضغط هنا