أبو جلال الحموي
في إدلب لا صوت مهما علا يحجب صوت المتظاهرين الذين يتحدون الطغيان الذي سيطر عليها واستضعف أهلها، لكنهم أقوياء وإن ملكوا أصواتهم فقط، فكلمة الحق قوية بذاتها، يستمد قائلها الثبات من الإيمان أنها مفروضة من جبار السموات والأرض، وها هي أصداء رفض الظلم والاستبداد وإسقاطه من خريطة الثورة والجهاد تستمر في شهرها الرابع.
مضى شهر على اختطاف الشيخ أبي شعيب المصري والأستاذ عصام الخطيب، من قبل عصابة الجولاني، بطريقة إجرامية لا تختل ف عما يفعله النظام النصيري المجرم، وما يزال خطف الثوار والمجاهدين مستمراً لإسكاتهم ومنع كلمة الحق والوعي من الوصول إلى الناس، لكنهم يخيبون باستمرار من بقي وظهور صادعين جدد، يطالبون بإخوانهم، ويستمرون على طريقهم، حتى يفتح الله عليهم، ويهلك القوم الظالمين.
خريجو جامعات النطام المجرم مقدمون في جامعة إدلب ومؤسسات حكومة الإنقاذ، ومثال على ذلك بنت الدكتور عبدالرزاق الحسين عميد كلية الهندسة في جامعة إدلب، التي حصلت مؤخراً على شهادة الهندسة من جامعات النظام، وحصلت على التكريم من يد والدها والدكتور أحمد أبو حجر رئيس جامعة إدلب!، لكن الأحرار لهم بالمرصاد، رفضوا أن تمر هذه الخطيئة بغير حساب، فبحرصهم الثوري أقيل الدكتور عبدالرزاق الحسين، ولو أنهم عرفوا قوتهم وقدرتهم بعد التوكل على الله، لما بقي فاسد مفسد.
واعترفت الهيئة ببيان رسمي بعمالة أبي ماريا العراقي الهراري الذي ينسب نفسه إلى قحطان، وقد أشارت التحقيقات مع العملاء الكثيرين الذين اعتقلوا قبله إليه، قال البيان أنه قام بتواصلات مشبوهة بغير إذنهم، وفهم كل ثائر شريف نظيف القلب والعقل أن هذا اعتراف بالعمالة من قيادة الهيئة وتلطف مع “أخيهم القحطاني” لأنهم في هذا الجرم شركاء، سواء فرقتهم الدنيا أو جمعتهم، ولم تمض أيام على صدور البيان الذي فيه تجميد لصلاحيات العميل فقط، حتى قام شركاؤه وأنصاره بالضغط لإعادته، وهذا ما قبل به الجولاني الذي يريد كسب كل العملاء تحت جناحه، وتوجيههم بما يخدم مصالحه، وإن هذه حتى حين، فلكل خائن نهاية، تكون قريبة جدا جدا عندما يفتضح أمره أمام العامة.
الطيران الحربي الروسي يشن غارات جوية دقيقة على مواقع تتبع للهيئة، وهذا على غير العادة، فقصف الأهداف المدنية عادته، لكن بعد اكتشاف هذا العدد الكبير من العملاء داخل الهيئة، لا بد أن من بقي منهم يكثف نشاطه، ويعطي معلومات دقيقة لطيران العدو لضرب فريق من الهيئة يصر على كشف العملاء محاسبتهم، وسواء كان صراع تيارات أو حس ثوري بالدرجة الدنيا يبدو أنه حرك شيئا لدى العدو المجرم، وأذنابه الذين يحميهم ويتستر عليهم رأس العصابة التي تسيطر على الهيئة.