.
⚡️أخي المجاهد؛ أعط نفسك دقيقة للتفكر فقط:
لن أتكلم عن المجالس الخاصة وما يُقال فيها من اعترافات وكلام يُنقل فمًا لأذن، وبالسماع المباشر؛ عن اعتراف فلان وفلان..
ولن أتكلم عن القرائن الكثيرة الكثيرة التي ذُكرت وتناقلها الشباب عن أن فلان عميل واعترف عليه أربعة أو خمسة بهيئات مختلفة، وتفصيل مختلف.. الخ.
ولكن ولأن الكلام على الإعلام؛ فسأتكلم عن التوضيح الإعلامي “الرسمي” الذي نشرته الهيئة في غرفها الداخلية، ونشرتُه في القنوات الإعلامية الرسمية، ومنها قناة “مراقب المحرر” والواضح أنها قناة تتكلم بامتلاء وتصمم مقاطع فيديو عالية الجودة؛ مما يدل على وجود عمل منظم يقف خلفها، وبغض النظر فإن القناة نُشرت في الغرف الداخلية للهيئة من معرفات النشر الرسمي؛ فهي بهذا رسمية إذًا..
في غرفة “مراقب المحرر” وتوضيحًا للشباب نُشر أمرٌ مهم يظهر تناقضا جليًّا وهو:
أن اللجنتان كانت بقيادة أمير الهيئة “الجولاني”؛ كما يظهر في هذه الصورة التي كانت في 25 جمادى الاخر، ثمَّ إن نفس القناة اليوم ذكرت أنّ لجنة جديدة شكلت بقيادة نفس الرجل كذلك كما يظهر في هذه الصورة بتاريخ اليوم.
ومثل هذا الامر ظاهرٌ جلي لكني دللتُ عليه لئلا يُقال إن الشيخ لم يكن يعلم.. بل في أثناء عمل اللجنة الأولى كانوا عملاء؟ وفي اللجنة الثانية صاروا إخوة شرفاء؟! فأي اللجنتين سنصدق.. وما العصمة أن يتكرر مثل هذا مع أي واحدٍ منا بعد ذلك؟
تناقض ما لنا إِلَّا السكوت له … وأن نعوذ بمولانا من النار!
وفي كتب الفقه يقرر العلماء قاعدة وهي: “الأمران إذا تعارضا تساقطا”، واللجنتان قد تعارضتا؛ حتى لا يدري المرء أيصدق اللجنة الأولى فيكون مكذبًا للثانية أم العكس؟!
ولم نعد ندري هل العسكريون والأمنيون والأمراء والجنود.. الخ الذين قاربوا 200 واعتقلوا على قضية العملاء كانوا كلهم عملاء؟ أم بعضهم؟ أم كلهم برءاء؟!
هل يُعقل أن يكون الجميع برءاء تمامًا بلا مسؤولية؟ وكذلك هل يُعقل أن يكونوا كلهم عملاء؟!
لما كان الأمر مشكلًا لهذه الدرجة..
ولما تعارض أمر اللجنتين اللتان صدرا عن جهةٍ واحدة وأمير واحد؛ كان لزامًا علينا أن ننظر طريقًا شرعيا آخر؛ هو الذي دل عليه قوله تعالى:
{فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ}.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:
“وإن كان أمرًا قد تنازع فيه المسلمون؛ فينبغي أن يستخرج من كل واحدٍ منهم رأيَه ووجْهَ رأيِه، فأيُّ الآراء كان أشبهَ بكتاب الله وسنة رسوله عُمِلَ به.. وأولو الأمر صنفان؛ الأمراء والعلماء ، وهم الذين إذا صلحوا صلح الناس، فأكثر ما يُخافُ على الناس ضررهما”.
يعلم الله أن عقولنا لا تستوعبُ كلَّ هذه التناقضات، وكل هذا اللف والدوران في القضية..
وقد زعموا أن كل الاعترافات أخذت بالتعذيب ورأينا صور من خرجوا من السجن فلم نجد عليهم أثر تعذيب في الظاهر، وضحكتهم تملأ وجوههم، وأنا لا أتهمهم هنا ولا أبرئهم، ولكني لا أدري كيف يُراد منا قَبول كل هذه التناقضات؟!!!!
ولذلك فلا بُد من تفعيل لجنة موثوقةٍ في دينها مستقلةٍ في قرارها، تنظرُ في أمرِ العملاء المدعين، وحقيقة القضية، وهو ما اقترحه المشايخ الكرام في بيانهم؛ نسأل الله تعالى أن يجعلَ في ذلك صلاح أحوال أهل الإسلام في الشام..
#الزبير_الغزي
https://t.me/+8kYIRWj4zm81MTM0