كلمة التحرير
بين مشاعر الفرح والدهشة تابع العالم كيف اقتحم أنصار الرئيس الأمريكي ترامب مبنى الكونجرس الأمريكي وأسقطوا هيبته وجعلوا النظام الأمريكي مثار سخرية العالم، لقد كانت الفرحة بسقوط الكونجرس فرحة بسقوط شعار الدجل الديمقراطي الذي باسمه غزت جيوش أمريكا وقواعدها دول العالم ونهبت ثرواته وأفسدت قيمه وأخلاقه، فبالت الثعالب على صنم الديمقراطية الأصم الذي عبدته أمريكا من دون الله تعالى.
لقد كانت متابعة العالم لهذا المشهد المثير لسقوط الديمقراطية الأمريكية شبيهة بمتابعة العالم قبل عشرين سنة لمشهد سقوط برجي التجارة العالمية رمزي التغطرس الأمريكي، وهو الانهيار الذي تبعه انهيار عسكري وسياسي للإمبراطورية الأمريكية؛ ليصبح الحديث اليوم عن أمريكا المضطربة المفككة التي يعمل خصومها على التدخل في شؤونها وتسييرها في الوجهة التي تخدم مصالحهم.
إنه مشهد يماثل في ذاكرة العالم الإسلامي مشهد سقوط صنم حافظ الأسد في درعا، ومشهد تنحى مبارك في مصر، ومشهد إعدام القذافي في ليبيا..
والحق أن مشاهد سقوط الأصنام وتهاوي الطغيان سنة متكررة عبر الزمان، ومن فتش التاريخ رأى مصارع الطغاة بادية ظاهرة جيلا بعد جيل، ولكن الغفلة تحت ضغط معاناة اللحظة الحاضرة هي التي تحجب العقل عن رؤية تلك الحقيقة الراسخة رسوخ الجبال الرواسي، قال تعالى: (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ دَمَّرَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَلِلْكَافِرِينَ أَمْثَالُهَا)، قال السعدي في التفسير: “وللكافرين في كل زمان ومكان أمثال هذه العواقب الوخيمة والعقوبات الذميمة”.
إن مراجعة المائة سنة الأخيرة من تاريخ العالم فقط تكشف للمتبصر بعض انتقام الله تعالى من الأعداء، وكيف تهاوت دولهم وسقطت أصنامهم ونالهم أشد العذاب، لقد ذاق كفار أوربا في ست سنوات هي مدة الحرب العالمية الثانية فوق ما أذاقوه المسلمين في ألف عام من الحروب الصليبية، ثم انهار الاتحاد السوفيتي وانهارت تشيكوسلوفاكيا، وها نحن اليوم نرى مظاهر ضعف أمريكا وبريطانيا وفرنسا وغيرها من الدول التي أجرمت في حق الإسلام.
إن لحظة سقوط الأصنام وتحطم الأوثان وهلاك الطغاة وانكسار المجرمين وإذلال الظالمين لحظة متكررة متجددة لها مواعيدها التي لا تتخلف، والتي لا يفصلنا عنها سوى لمحة لا تساوي شيئا في دنيا الناس وأعمار الدول، فهي أقرب ما تكون، ولكن الناس يستعجلون.
– فيا أيها المجاهدون الثابتون الصابرون، يا طلائع الأمة ورجال العقيدة وفرسان الإسلام، يا من اشتريتم الجنة وبعتم النفس والنفيس، يا من تطيرون عند كل هيعة أو فزعة تبتغون القتل والموت مظانه: أبشروا فالله معكم ولن يتركم أعمالكم، واعلموا أن تجديدكم التوبة يوم غفل الغافلون، وثباتكم على الطريق يوم سقط المتساقطون، ولزومكم في كل وقت واجبه، هو وظيفتكم في صبابة الدنيا الباقية إلى أن يأتي اليقين فترجع النفس المطمئنة إلى ربها راضية مرضية داخلة في عباد الله الصالحين وجنته.
* فاللهم زد الأصنام تساقطا وانكسارا، وثبت عبادك المجاهدين وصبرهم، والحمد لله رب العالمين.
لمتابعة بيقة مقالات ⇐ مجلة بلاغ العدد 20 جمادى الآخرة 1442
تابع هنا ⇓
وتتساقط الأصنام – كلمة التحرير
الركن الدعوي
– الشيخ محمد سمير
– بَقِيَّة..
– الشيخ أبو شعيب طلحة المسير
– الشيخ أبو حمزة الكردي
صدى إدلب
إدلب في شهر جمادى الأولى 1442هـ
– أبو جلال الحموي
– أبو محمد الجنوبي
مواقيت الصلاة في إدلب لشهر جمادى الآخرة 1442هـ
كتابات فكرية
– د. أبو عبد الله الشامي
مفوضية نصر الحريري وعدالة بيدرسون التصالحية.. لحظة النضج؟
– الأستاذ حسين أبو عمر
– الأستاذ أبو يحيى الشامي
حماس وإيران؛ وجدلية العلاقة هل هي تقاطع مصالح أم تحالف أم تبعية!
– الأستاذ الزبير أبو معاذ الفلسطيني
– الأستاذ خالد شاكر
الواحة الأدبية
1 – الأستاذ غياث الحلبي