واقع طلب العلم الشرعي في إدلب 

واقع طلب العلم الشرعي في إدلب 

عشر سنين في الثورة السورية كان يمكن أن تنتج بيئة علمية واعدة،  ولكن في ظل ظروف الحرب فإن واقع طلب العلم الشرعي يتلخص أهمه فيما يلي:

 – دورات شرعية مدتها عدة شهور، يتخرج منها الطالب وقد أخذ بعض مبادئ العلوم الشرعية وقد يعمل بعدها كدعوي في فصيل من الفصائل أو مدرس رشيدي وقرآن للأطفال.

– معاهد شرعية فيها عدة مستويات وهي أرقى بعض الشيء من الدورات الشرعية وقد يعمل بعدها المتخرج في الخطابة والإمامة، وشبيه بمستوى هذه المعاهد الثانويات الشرعية . 

– كلية الشريعة والحقوق، وهي أرقى بعض الشيء من المعاهد الشرعية، وقد يعمل المتخرج منها في التدريس أو المحاماة أو القضاء. 

وهذه الجهود في طلب العلم تواجه بإشكاليات منها:

– عدم انتظام الطالب في كثير من الأحيان فغيابه أكثر من حضوره، والتركيز على كيفية تخطي الامتحان النهائي. 

– كثير من المناهج  والجهود تكون مكررة وليس بها ارتقاء متقدم في طلب العلم، فمثلا كلية الشريعة التي هي أرقى مستوى تعليمي نصف موادها حقوقية وأغلب النصف الثاني مواد فقهية ومستوى الدراسة فيها في جل علوم الشريعة كالقرآن والعقيدة والتفسير والحديث والدعوة والأخلاق هو مستوى أولي، مع أن الأصل في كثير من الكليات الإسلامية أن تكون الدراسة الجامعية فيها تخصصية فكما أن كلية الشريعة متخصصة بالفقه فهناك كليات أو أقسام متخصصة في العقيدة أو التفسير أو الحديث أو الدعوة…..

– الخلط بين طلب العلم الذي هو رغبة شخصية في زيادة معرفة وطلب العلم الذي هو مسؤولية اجتماعية لها دورها في المسيرة الجهادية، فكثير ممن يدخلون تلك المعاهد والكليات وكثير من القائمين عليها يتعاملون مع الأمر على أن الهدف تثقيفي محدود فلذا لم تكن البيئة العلمية في الغالب بيئة أداء رسالة جوهرية.

– يضاف إلى ذلك أن محاولة فصل طلب العلم عن بيئته الجهادية وتحويله إلى صورة نمطية بحتة سواء في اختيار المدرسين أو وضع المناهج أو توجيه الطلاب أضعف الروح التحفيزية في تلك الطريقة التعليمية وأضعف دور طلاب العلم أولئك في الواقع الجهادي.

* لقد كانت من أهم الصور المؤثرة في تاريخ الأمة صورة المدرسة المشيخية التي يقوم عليها شيخ صاحب هم وهمة يتخرج الطلاب من عنده وقد تعلموا من سمته وهديه وعلموا رسالته وأكملوا مسيرته، وقد استمرت هذه الطريقة حتى بعد تنظيم طلب العلم عبر الجامعات، فحرصت كثير من الكليات الإسلامية على وجود رمز كبير فيها يكون مشعل إلهام لطلاب الكلية.

إن الرموز لا تصنع، بل هو الشيخ القدوة صاحب الهم والهمة تدل أعماله عليه ويجتهد ويجاهد حتى يبلغ الرسالة المناطة به.

تابعنا على تليجرام

واقع طلب العلم الشرعي في إدلب

Exit mobile version