هيك بدو المعلم – كلمة التحرير – مجلة بلاغ العدد ٤٢ – ربيع الثاني ١٤٤٤ هـ

كلمة التحرير

 عبارة قالها أحد المجرمين المشاركين في جريمة قتل الناشط الإعلامي أبي غنوم رحمه الله قبل أيام في مدينة الباب شرق حلب، تلك الحادثة الشهيرة التي أخذت صدى كبيرا في أوساط المجتمع ونتجت عنها أحداث عديدة في المنطقة.

“هيك بدو المعلم” عبارة سهلة بسيطة ولكنها عميقة الدلالة، تلخص كثيرا من أحداث الساحة، بل وكثيرا من مسائل علم النفس والاجتماع.

– لقد كان قتل أبي غنوم رحمه الله تنفيذا لرغبة “المعلم”.

– وكان القتال الحاصل بين الفصائل بعد مقتله تنفيذا لرغبة “المعلم”.

– وكان الاتفاق الحاصل بعد القتال تنفيذا لرغبة “المعلم”.

– وكان التموضع الحاصل بعد كل ذلك تنفيذا كذلك لرغبة “المعلم”.

 

* إن الأمر في حقيقته نوع من أنواع الشرك في العبادة والطاعة؛ حيث:

– يطاع غير الله جل وعلا.

– وتقدم طاعته على طاعة الله عز وجل.

– وتكون تلك الطاعة حربا على من يطيع الله سبحانه وتعالى.

ولذلك أمر القرآن الكريم بطاعة الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: (وَأَطِيعُوا اللهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ).

وقال جل وعلا: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ).

وحذر القرآن الكريم من طاعة كل أمر في غير طاعة الله ورسوله، قال تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تُطِيعُوا الَّذِينَ كَفَرُوا يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنْقَلِبُوا خَاسِرِينَ).

وقال تعالى: (وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا).

 

ولكن:

– من هم أدوات “المعلم”؟

– ولماذا يريد “المعلم” القتل والفساد؟

– ومن هو “المعلم”؟

– وكم “معلم” في الساحة؟

– وكيف نستطيع تجنيب الساحة شرور “المعلم”؟

أسئلة مهمة تلخص حقيقة المأزق الذي تمر به الساحة السورية اليوم في ظل ارتهان قرارها وتراجع أدائها والمخاطر التي تحيط بها.

* إن الذي باشر قتل أبي غنوم رحمه الله هم ثلة من المرتزقة المجرمين، ولكن:

– “المعلم” هو الذي أمر بقتل أبي غنوم.

– كما أن “المعلم” هو الذي حارب الفصائل المجاهدة في إدلب عبر ثلة من المرتزقة المجرمين.

– و”المعلم” هو الذي قتل المعتصمين على طريق الإم فور عبر ثلة من المرتزقة المجرمين.

– و”المعلم” هو الذي فرض الهدنة على الجبهات.

– و”المعلم” هو الذي فتح معابر التهريب مع النظام النصيري.

– و”المعلم” هو الذي مكن لمناهج التعليم المنحرفة والمحاكم الفاسدة والقوانين الوضعية والمنظمات غير الأخلاقية..

كل ذلك عبر ثلة من المرتزقة المجرمين، ولا يختلف الوضع كثيرا إن كان الذي فعل كل ذلك عبر مرتزقته الوظيفيين “معلم” واحد أم عدة “معلمين”، فكلهم يصرحون علنا ويعملون جهارا على تمكين الحل السياسي الاستسلامي، هذا ما بدا من أفواههم وما تخفي صدورهم أكبر.

* إن الفصائل الوظيفية اليوم المرتهنة لدول إقليمية أو عالمية هي في حقيقتها ثورة مضادة تخدم النظام العالمي الداعم للنظام النصيري، والهادف إلى إنهاء الثورة عبر تمكين الحل السياسي بين ما يسمونه “النظام” و”المعارضة” والذي يرسمون مساره في جنيف والأستانا وسوتشي وما شابه ذلك.

وإن إفراد الله بالعبودية، والتحذير من الشرك في الطاعة، ونبذ من يقومون بذلك، خطوة مهمة في طريق إنقاذ الأمة من براثن النصيرية الكافرين و”المعلمين” الجاهليين، والله المستعان على ما يصفون.  

لتحميل نسخة من مجلة بلاغ BDF اضغط هنا

Exit mobile version