#التلاعب_بالوعي
كان حسنين هيكل أحد الأشخاص الذين ساهموا في تحريف التاريخ الحديث، من خلال اعادة كتابة التاريخ لتلميع الأنظمة، ومؤخرا بدأ رجل أعمال جديد يدعى طلال أبو غزالة، تروج قنوات تلفزيونية أفكاره، ومنها روسيا اليوم، بالترويج للأنظمة.
أبو غزالة هذا، يشير في استدلالاته دائما الى “نقلا عن مراكز دراسات” أو “مؤسسات بحث”، لكن لم يقم يوما بذكر اسم مركز دراسات واحد يؤكد فيه كلامه، والذي يدور دائما حول الترويج لبعض الأنظمة. فهو يروج أن هناك دراسة أمريكية تقول أن مصر ستصبح سادس أكبر اقتصاد في العالم، وروج للملك سلمان حيث قال أنه أكبر قارئ في الدنيا.
ما قام به هيكل وأبو غزالة وغيرهم من اللكعات، هو تحريف الوعي بنشر معلومات وتنبؤات على انها حقائق، مع انها لا تقوم على علوم الاحتمالات والسيناريوهات مع ترجيح بعضها على بعض، بهدف وضع استراتيجيات للتعامل مع كل سيناريو، وهذا ما تفعله مراكز الدراسات، على عكس التنجيم، ونشر المغالطات.
في علم الاحتمالات، هناك عدة احتمالات لكل شيء، وتقسم النسبة المئوية عليها بحسب المؤشرات والدلائل، وجميع الاحتمالات ظنية، ومن الممكن أن يصيب أضعفها ترجيحا، لهذا قال العرب قديما “رب رمية من دون رام”، قالوها لمن يصيب الهدف وهو أسوأ الرماة، لكنهم لا يقومون بتسميته راميا، ولا ينصبونه منجما، وهذا ما يعنيه مقوله (كذب المنجمون ولو صدقوا).
في عالم الجهل، تنتشر الخوارق والخرافات، والتنجيم والسحر، بسبب تعلق الناس بالشك والظن، وهذا يسمح بوجود سوق كبيرة للتنجيم والشعوذة والدجل وحتى الاشاعات.
وهناك طريقتان لمحاربة هذه الظواهر، إحداهما أن يتم ايقاف المنجمين والسحرة والكهنة، أو أن يتم محاربة الظاهرة ككل، ولمحاربة هذه الظاهرة، يتوجب نشر الوعي، ولا يتوجب على الانسان الواعي أو المدرك أن يكون ذكيا أو عالما، لكن يجب ان يكون لديه القدرات العقلية الضرورية أو ماتسمى المبادئ العقلية الضرورية، والتي سنشرحها في بحث منفصل.
نورس للدراسات