مصانع النساء رسالة إلى مربيات الأجيال

مصانع النساء رسالة إلى مربيات الأجيال

( ست الركب )
امرأة أخرجت عالماً !

رغم صغر سنها إلا أنها استطاعت أن تخرج فريد عصره وأعجوبة زمانه ، وحافظ وقته..
رحلت في طلب العلم مع صعوبة التنقل والحركة فبلغت الحجاز وأخذت عن شيوخها وكذا رحلت لدمشق وحلب وبعلبك وتونس حتى كانت قارئة كاتبة أعجوبة في الذكاء
إنها ( ست الركب ) بنت علي بن حجر العسقلانية شقيقية ابن حجر العسقلاني..

وقد قال ابن حجر عنها ( كانت قارئة كاتبة أعجوبة في الذكاء، وهي أمي بعد أمي وأُصبت بها ) يعني تألم لموتها..

وقال ابن حجر عنها في موضع آخر ( وكانت بي برَّة رفيقة محسنة جزاها الله تعالى عني خيراً فلقد انتفعت بها وبآدابها مع صغر سنها وماتت شابة فقد رحلت عن الدنيا وعمرها 28 سنة..

وكانت مكثرة لمطالعة الكتب فمهرت في ذلك جداً بحيث كان يظن من يراها تقرأ من الكتاب أنها تحفظه لجودة استخراجها..

الجواهر والدرر في ترجمة ابن حجر

هناك من تعيش الزمن الطويل وتموت ولا يشعر بها أحد، ولو كان أقرب المقرَّبين ، وهناك من تنثر لها المدامع عند موتها وترثيها أقلام المحبين بأعذب الكلمات ولقد تألم ابن حجر لفراقها ألماً شديداً، وكتب يرثيها وكأنَّه يرثي أمه، لأنَّها كانت أمَّه بالفعل، ويقول:
بكيت على تلك الشمائل غالها
كيف الثرى بعد التنعم واللطف..
بكيت على حلمٍ وعلم وعفةٍ
يقارن مع عزّ الهدى هزَّة الظرف..
بكيت على الغصن الذي اجتث أصله
ولم أجن من أزهاره ثمر القطف..

وقال:
فقدت بك الأهلين قربى وألفة
فأقسمت مالي بعد بعدك من إلف..

إلى مصانع النساء
اتركي أثراً واصنعي مجداً فلولا هذا العالم الذي صنعته للأمة ما عُرِفت “ست الركب”..!

 

أبو حمزة الكردي

Exit mobile version