محذور أسلمة مفاهيم غير إسلامية
يقول الأستاذ محمد قطب رحمه الله في كتاب واقعنا المعاصر:
(المحذور الثاني: هو إدخال بعض المفاهيم غير الإسلامية في الإسلام رغبة من الكاتب في الدفاع عن الإسلام، وهو كذلك أثر من آثار الهزيمة النفسية إزاء هجوم الأعداء، فحين نقول: إن الإسلام يعطي المرأة جميع الحقوق التي أعطتها إياها الحضارة الحديثة..، فيكونون بذلك قد وقعوا في الفخ المنصوب لهم، وأدخلوا كل ما صارت إليه المرأة من فساد في الفطرة وفساد في الأخلاق تحت المظلة الإسلامية، فيقوم آخرون من عصابة المستشرقين إمعانا في الكيد فيقولون: إن الإسلام لا يحارب المرأة ولا يحتقرها، بل هو نظام حضاري يسمح بالتطور ويسمح بالتقدم، وليس جامدا صلدا كما ادعى الذين لم يفهموه!، فنسارع نحن إلى الاستشهاد بما يكتبون، ونقول: انظروا إلى المنصفين من المستشرقين، لقد اعترفوا بأن الإسلام نظام حضاري تقدمي!… إنها دعوة لتمييع الإسلام وإزالة أصالته النابعة من كونه نظاما ربانيا متفردا لا يختلط بغيره من النظم ولا يمتزج بها).