⚡️ وأخيرًا، وبعد سنةٍ من الصمت المطبق لما يُسمى بـ”مجلس الإفتاء الأعلى في الشمال السوري”؛ صمتٌ عن عشرات النوازل في الساحة: العملاء / الأبرياء -حيثُ اعتقل أحد أعضائه بتهمة العمالة!-، المظاهرات، الإصلاحات، سلخ جلود المجاهدين في السجون، تجنيد الناس للخروج للقتال في النيجر.. الخ النوازل الكثيرة التي حلت في الساحة..
يُطل علينا هذا المجلس بفتوى حول زكاة الفطر..!! في صورةٍ مقززة؛ كأنها استنساخ لدور أهل العلم في النظم العلمانية: تذكير بأحاديث الصباح والمساء، ومباركة العيد وزكاة الفطر.. وترك كل النوازل في الساحة الشامية؛ خاصة المتعلقة بنظام الحكم!!
وهذا يُذكرني بقصة مشهورة في تشكيل هذا المجلس “الصوري”؛ من الحسن التذكير بها الآن:
– فقد دعانا أبو محمد عطون -رئيس مجلس الإفتاء للأسف!!- قبل تشكيله بعدة أيام، وكنتُ يومها شرعيا لقاطع الساحل، وقال: “إننا نريد قطع الطريق على المجلس الإسلامي السوري وتعيين مجلس إفتاء من الجماعة يكون باسم المحرر.. وهذه الأسماء هي التي يجب أن تختاروها؛ على رأسها نفسه -عطون- ومعه آخرون!!”، ثم جرت تلك الانتخابات التي كانت نتائجها مقررة مسبقًا.. ولم أختر أحد الذين أشار علينا بهم؛ بل اخترتُ غيرَهم مما يوجبه علي ديني.
– ومما يدل على أنَّ هذه الانتخابات “صورية” أنه لم تُنظر نتائجها أصلا؛ فقد كانت المفاجأة التي علمتها مؤخرًا أن رئيس لجنة الانتخابات “بكور” صرَّح أنَّ هذه الانتخابات لمجلس الإفتاء لا تزال أوراق المصوِّتينَ فيها عنده ولم تفرز حتى الآن؛ فتخيلوا أنه قد تم إعلان أسماء الفائزين بعضوية المجلس وترتيب الفائزين وان “عطون” أعلاهم أصواتًا أي هو المرشح لرئاسة المجلس، ويليه مظهر لويس نائبًا لحصوله على الأصوات بعدد أقل منه مباشرة.. وهذا كله قبل فرز الأصوات أصلا!!
ولا تزال حقيبة الأوراق عند رئيس اللجنة المذكور؛ حيثُ لم تفرز ولم ينظر مَن فاز أصلا؛ فقد كانت النتيجة التي صدرت ببيان يومها معلومة سلفًا؛ فربما كانوا من “أهل الخطوة” والذي “يعلمون ما في الغيب والحقائب المغلقة”!!
ولا داعي للذكر أنه تم إقالة / استقالة كثير من المشايخ من هذا المجلس “الصوري / المعطل” الذي عطله رئيسه ولم تُعقد فيه جلسة خلال ثلاث سنوات؛ بشهادة أعضائه أنفسهم، والذين استقالوا منه من مدة طويلة.. وعلى رأس أولئك المستقيلين المشايخ: د. إبراهيم شاشو، الشيخ أبو الحارث المصري.. وغيرهم كثير.. وقد كنتُ رثيتُ هذا المجلس “الصوري” يوم خرج منه الشيخان المذكوران، وهما أكبر أعضاء المجلس علمًا وسنا؛ تركاه لئلا يكونا شهود زور فتُعطل الفتوى باسم تنظيمها ومأسستها؛ في مقالة سميتها: “عمودا الفتوى، إذ يستقيلان من مجلس القضاء والفتوى.. وماذا بعد؟!” فلتراجع..
“مجلس الإفتاء”: كل عام وأنتم بخير، وإلى رمضان القادم؛ في فتوى قادمة مع صدقة الفطر 1446!!
والله الموفق
الزبير الغزي