في مثل هذا اليوم 27 رمضان ﻋﺎﻡ 65 ﻫـ 684 م ﺗﻮﻟّﻰ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺍﻷﻣﻮﻳّﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻤﻠﻚ ﺑﻦ ﻣﺮﻭﺍﻥ، وهو ﻣﻦ ﺃﻋﻈﻢ ﺍﻟﺨﻠﻔﺎﺀ ﻭﺩُﻫﺎتهم، فقيه ﻭﺍﺳﻊ ﺍﻟﻌِﻠْﻢ، ﻣﺘﻌﺒﺪ ناسك، ﺍﺳﺘﻌﻤﻠﻪ ﻣﻌﺎﻭﻳﺔ رضي الله عنه ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﻤﻨّﻮﺭﺓ ﻭﻫﻮ ﺍﺑﻦ ﺳﺖ ﻋﺸﺮﺓ ﺳﻨﺔ، ﻭﺍﻧﺘﻘﻠﺖ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﺑﻤﻮﺕ أبيه، ﻓﻀﺒﻂ ﺃﻣﻮﺭَﻫﺎ، ﻭﻇﻬﺮ ﺑﻤﻈﻬﺮ ﺍﻟﻘﻮﺓ، ﻭﺍﺟﺘﻤﻌﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ، ﻭﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﺻﻚّ ﺍﻟﺪﻧﺎﻧﻴﺮ ﻓﻰ ﺍﻹﺳﻼﻡ، ﻭﻛﺎﻥ ﻧﻘﺶُ ﺧﺎﺗﻤِﻪ (ﺁﻣﻨﺖُ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻣُﺨﻠﺼﺎً)، ﺗُﻮﻓﻰ ﺑﺪﻣﺸﻖ ﻋﺎﻡ 86 ﻟﻠﻬﺠﺮﺓ ﺍﻟﻨﺒﻮﻳﺔ، وصلى عليه ولده الوليد، ودفن في الجابية.
وفي مثله عام 392 ﻫـ 1002 ﻡ، توفي ﺍﻟﺤﺎﺟﺐ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺭ ﻣﺤﻤﺪ ﺑﻦ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻦ ﺃﺑﻲ ﻋﺎﻣﺮ ﺍﻟﻤﻌﺎﻓﺮﻱ ﺳﻦ ﺍﻟﺨﺎﻣﺴﺔ ﻭﺍﻟﺴﺘﻴﻦ، وهو من أقوى الملوك الذين حكموا الأندلس، ﺗﺪﺭَّﺝ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺐ ﻣﻨﺬ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﺼﺮ ﺑﺎﻟﻠﻪ ، ﻭﻛﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻋﻼﻗﺔ ﻭﻃﻴﺪﺓ ﺑﺰﻭﺟﺔ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﺻﺒﺢ ﺍﻟﺒﺸﻜﻨﺠﻴﺔ ﺃﻡ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻫﺸﺎﻡ ﺍﻟﻤﺆﻳﺪ بالله والوصية عليه بعد وفاة والده، استغل هذه العلاقة ليقصي كل منافسيه ثم ليحجر على الخليفة الصغير ويتفرد بالحكم، ﻭﺍﻣﺘﺪﺕ ﻓﺘﺮﺓ ﺣﻜﻤﻪ ﺧﻤﺴﺔ ﻭﻋﺸﺮﻳﻦ ﻋﺎﻣﺎً.
ﻭﻓﻲ مثله ﺳﻨﺔ 986 ﻫـ 1578م ﺍﻧﺘﺼﺮ ﺍﻟﺼﻔﻮﻳون على ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﻛﺔ “ ﺷﻤﺎﻫﻲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ” ﻭﺃﺳﺮﻭﺍ ﻋﺪﺩﺍً ﻣﻦ ﻛﺒﺎﺭ ﺍﻟﻘﺎﺩﺓ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﻴﻦ ﻣﺜﻞ “ ﻋﺎﺩﻝ ﻛﻴﺮﺍﻱ ”، ﻭﻗﺪ ﻗﺘﻞ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ 10 ﺁﻻﻑ ﻋﺜﻤﺎﻧﻲ ﻭ 20 ﺃﻟﻒ ﺻﻔﻮﻱ.
وفي مثله 1093 ﻫـ 1682ﻡ ﻓﺘﺢ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤون ﻗﻠﻌﺔ ﻓﻮﻟﻚ ﺍﻟﺤﺼﻴﻨﺔ ﻓﻲ ﺳﻠﻮﻓﺎﻛﻴﺎ، حيث قام ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﺃﻭﺯﻭﻥ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﺑﺎﺷﺎ بالاستيلاء ﻋﻠﻰ القلعة ﺇﺿﺎﻓﺔ إلى 28 ﻗﻠﻌﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ، ﻭﻗﺪ ﺍﺳﺘﻄﺎﻉ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﺎﺋﺪ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺴﻴﻄﺮﺓ ﺍﻟﻜﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﻠﻮﻓﺎﻛﻴﺎ.
وفي مثله عام 1107 ﻫـ 1696ﻡ قام ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﺑﺤﻤﻠﺘﻪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻧﻴﺔ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ، ﻭﺍﻟﺘﻲ ﺃدت إلى ﺣﺮﺏ ﺷﺮﺳﺔ ﻣﻊ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻷﻟﻤﺎﻧﻲ، وﺃﺳﻔﺮﺕ ﻋﻦ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﻴﻦ، ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻫﺬﻩ اﻟﺤﻤﻠﺔ 6 ﺃﺷﻬﺮ .
وفي مثله عام 1223 ﻫـ 1808م قامت ﻓﺮﻕ ﺍﻻﻧﻜﺸﺎﺭﻳﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﺑﺜﻮﺭﺓ ﻋﻨﻴﻔﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺍﻟﺜﺎﻧﻰ ﺑﻌﺪ ﻣﺤﺎﻭﻟﺘﻪ ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ، وﺍﻻﻧﻜﺸﺎﺭﻳﺔ ﻓﺮﻗﺔ ﻣﺸﺎﺓ ﺧﺎﺻﺔ ﺩﺍﺧﻞ ﺍﻟﺠﻴﺶ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻰ، ﺗﻜﻮﻧﺖ ﻓﻰ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﻣﺮﺍﺩ ﺍﻷﻭﻝ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮﻩ، ﻭﻧﻔﺬﻫﺎ ﺍﻟﻮﺯﻳﺮ ﺟﺎﻧﺪﺍﺭﻟﻰ ﺧﻠﻴﻞ ﺑﺎﺷﺎ ﻟﺘﻘﺘﺼﺮ ﻣﻬﻤﺘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﺮﺏ ﻭﺗﺘﻔﺮﻍ ﻟﻬﺎ، ﻭﺑﺬﻟﻚ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺃﻭﻝ ﻓﺮﻗﺔ ﻋﺴﻜﺮﻳﺔ ﻧﻈﺎﻣﻴﺔ ﻓﻰ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ، ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻻﻧﻜﺸﺎﺭﻳﺔ ﻭﺳﻴﻠﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻓﻰ ﺍﻧﺘﺼﺎﺭﺍﺕ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻴﺔ ﻭﻓﺘﻮﺣﺎﺗﻬﺎ ﻓﻰ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ ﻭﺍﻟﺒﻠﻘﺎﻥ ﻭﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻭﺳﻂ، ﻛﻤﺎ ﺗﺴﺒﺒﺖ ﻓﻰ ﻫﺰﺍﺋﻢ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﻭﻧﻜﺴﺎﺗﻬﺎ في آخر عهدها، استطاع السلطان ﻣﺤﻤﻮﺩ ﺍﻟﺜﺎﻧﻰ على ﺍﻻﻧﻜﺸﺎﺭﻳﺔ وإلغائها، بعد أن ﺿﺮﺏ ﺛﻜﻨﺎﺗﻬﻢ ﺑﺎﻟﻤﺪﺍﻓﻊ ما تسبب بمذبحة ﺷﻬﻴﺮﺓ تعرف ﺑﺎﺳﻢ “ﺍﻟﻮﺍﻗﻌﺔ ﺍﻟﺨﻴﺮﻳّﺔ ” ﻋﺎﻡ 1825ﻡ.
وفي مثله ﻋﺎﻡ 1237ﻫـ 1822م ﺗﻤﻜّﻦ ﺍﻟﺒﺤﺎﺭﺓ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﻮﻥ ﻣﻦ ﺇﺣﺮﺍﻕ ﺍﻟﺪﻭﻧﺎﻧﻤﺔ، ﺃي ﺍﻷﺳﻄﻮﻝ ﺍﻟﺒﺤﺮﻯ ﺍﻟﺘﺮﻛﻰ، ﻓﻰ ﺇﻃﺎﺭ ﺛﻮﺭﺓ ﺍﻟﻴﻮﻧﺎﻧﻴﻴﻦ ﺍﻟﺘﻰ ﺍﻧﺪﻟﻌﺖ ﺷﺮﺍﺭﺗﻬﺎ ﻓﻰ ﺍﻟﻤﻮﺭﺓ، ﺿﺪ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ، ﻭﺃﺳﺘﺸﻬﺪ ﻓﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻌﺮﻛﺔ ﻧﺤﻮ ﺛﻼﺙ ﺁﻻﻑ ﻣﻘﺎﺗﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﺮﻛﻴﺔ.
ﻭﻓﻲ مثله عام 1366 ﻫـ 1946م، ﺃُنشئت ﺟﻤﻬﻮﺭﻳﺔ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﺃﻥ ﺍﻧﻔﺼﻠﺖ ﻋﻦ ﺍﻟﻬﻨﺪ، ﻭﻳُﻌَﺪّ ﻣُﺤَﻤّﺪ ﻋﻠﻲ ﺟﻨﺎﺡ ﺍﻟﻤُﻠﻘﺐ ﺑﺎﻟﻘﺎﺋﺪ ﺍﻷﻋﻈﻢ ﻫﻮ ﻣﺆﺳﺲ ﺩﻭﻟﺔ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎﻥ ﺑﺠﻨﺎﺣﻴﻬﺎ ﺍﻟﺸﺮﻗﻲ ﻭﺍﻟﻐﺮﺑﻲ، ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﻟﻠﻔﻜﺮﺓ ﺩﻋﺎﺓ ﺁﺧﺮﻭﻥ ﺃﻳﻀﺎً، ﻣﻦ ﺃﺑﺮﺯﻫﻢ ﺍﻟﺸﺎﻋﺮ ﻭﺍﻟﻤﻔﻜﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣُﺤَﻤّﺪ ﺇﻗﺒﺎﻝ، ﻭﺗﻌﻨﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﺑﺎﻛﺴﺘﺎﻥ ﻓﻲ ﺍﻟﻠﻐﺔ ﺍﻷُﻭﺭْﺩﻳﺔ “اﻷﺭﺽ ﺍﻟﻄﺎﻫﺮﺓ”.
{إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْإِصْلَاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ} [هود:88]
أبو يحيى الشامي