الشيخ: محمد سمير
الحمد لله، والصلاة السلام على رسول الله، وآله وصحبه ومن والاه.. وبعد؛
فلا يزال حديثنا مستمرا عن إجرام الطائفة المارقة النصيرية، وسنستعرض في هذا المقال عددا من المجازر التي ارتكبتها بحق العزل والأبرياء والمدنيين في عام 2012، وكما سبق أن ذكرنا فهذه المجازر للتمثيل فقط، وإلا فإن الأعمار تفنى دون استيعاب جرائم ومجازر النصيريين وأشياعهم خلال سني الثورة السورية المباركة.
ولتكن البداية من مدينة الصمود الباسلة مرقد الصحابي الجليل أبي سليمان خالد بن الوليد رضي الله عنه، البداية من مدينة حمص العدية التي أراد النظام وأدها كما فعل في أختها حماة عام 1982، ولذلك اختار النظام الذكرى الثلاثين ليعتدي على مدينة حمص في جمعة أطلق عليها المتظاهرون والثوار اسم “جمعة عذرا حماة” فكانت المجازر:
1 – المجزرة الأولى “مجزرة حي الخالدية”:
بدأت المجزرة في الساعة الثامنة مساء يوم 3 شباط 2012م عندما حاصر جيش النظام حي الخالدية بمدينة حمص بالدبابات وقصف منازل المدنيين العزل بمدافع الهاون، ولم يطفئ هذا الإجرام الغل والحقد المشتعل في صدور المجرمين فدخلت قوات الأمن الحي وذبحت عائلات بأكملها في المنازل، واستمر القصف ساعتين كاملتين دون توقف حتى فاق عدد القذائف في ليلة المجزرة 300 قذيفة، ومنعت سيارات الإسعاف من دخول الحي، بل إن قوات الأمن اقتحمت المشفى الميداني في الحي ودمرته تدميرا كاملا، وبلغ عدد الشهداء 337 شهيد، وفاق عدد الجرحى 1300، وهدم 40 منزلا فوق رؤوس قاطنيها، وتطور القصف ليطال أحياء الإنشاءات وبابا عمرو والبياضة وباب الدريب والسباع وجورة الشياح.
2 – ثم كانت سلسلة مجازر أحياء بابا عمرو والخالدية والإنشاءات:
بدأت في 5 / 2 واستمرت بكثافة إلى نهاية الشهر تقريبا، بدأ القصف على حي بابا عمرو واستخدمت راجمات الصواريخ لأول مرة واستمر عدة أيام وأفادت الهيئة العامة للثورة السورية أن المدفعية وراجمات الصواريخ قصفت الحي بقرابة 500 قذيفة في 7 شباط ليصل عدد الشهداء خلال ثلاثة أيام إلى قرابة المائة، ويفوق عدد الجرحى المئات، وفي اليوم التالي استمر القصف كما هو، غير أن النظام أراد أن يكون له قصب السبق في مجزرة غريبة من نوعها فقتل ثمانية عشر طفلا خديجا بعد أن قطع الكهرباء عن المشفى الذي يتواجدون فيه، كما قتل 19 شخصا آخرين من ثلاث عائلات في حي السبيل ذبحا بالسكاكين، وارتفع عدد الجرحى ليبلغ 500 وعدد من قتل في هذا اليوم 93.
ولم يكن يوم الخميس 9 / 2 بأمثل من سابقه، بل زاد عليه بمشاركة المروحيات العسكرية للمرة الأولى في القصف على أحياء حمص، واستشهد العديد من الجرحى جراء النزف لعدم القدرة على الوصول إليهم وسحبهم.
وفي السبت 11 / 2 استشهد 15 شخصا، وفي اليوم الذي يليه 34، أما يوم الثلاثاء فكان القصف فيه أعنف من أي يوم مضى، حتى بلغ معدل سقوط القذائف قذيفة كل دقيقة، واضطر الأهالي إلى استخدام الحمام الزاجل للتواصل داخل الأحياء المحاصرة، واستمر الحال على هذه الوتيرة كثافة القصف، وعشرات الشهداء ومئات الجرحى إلى يوم الخميس 23 / 2 حيث استخدم النظام صواريخ سكود أرض – أرض وعددا من الغازات السامة، وتتابع ذلك إلى 29 / 2 حيث تمكن النظام من دخول الحي بعد أن أحاله إلى شبه ركام.
3 – مجزرة كرم الزيتون:
في 12 / 3 تعرض كرم الزيتون شرق مدينة حمص لقصف مدفعي بالهاون أدى إلى استشهاد 16 شخصا، تلا ذلك دخول مسلحين من الطائفة النصيرية، وفي هذه الأثناء اعتقل جنود النظام عشوائيا عشرات من أفراد أسر سنية مختلفة من الحي وجمعوهم في أحد المباني، واستمر التعذيب ساعتين ثم فصلوا الرجال عن النساء والأطفال وأضرموا النار في بعض الرجال بعد سكب البنزين عليهم وأعدموا بعضا آخر بالرصاص، أما الأطفال فذبحوا أمام أمهاتهم بالسكاكين ثم اغتصبوا النساء وفيهن بعض القاصرات وقتلوهن رميا بالرصاص، ووصل عدد القتلى إلى 144 منهم 28 طفلا و23 امرأة [انظر ويكبيديا: هجوم حمص 2012].
4 – مجزرة رام العنز والغجرية:
أثناء القصف الوحشي على بابا عمرو فر كثير للنجاة بأرواحهم، غير أن النظام اعتقل ثمانية وستين منهم، وتسلى الجنود بتعذيبهم، ثم قتلوا جميعا ما بين ذبح بالسكاكين أو رمي بالرصاص، ورميت جثثهم في أراض زراعية بين قريتي رام العنز والغجرية [انظر: ويكبيديا مجزرة رام العنز والغجرية، وصحيفة الاتحاد: 136 قتيلا، ومجزرة بالسلاح الأبيض في ريف حمص، مقطع مرئي على أورينت على اليوتيوب، ومذبحة كرم الزيتون وحي الرفاعي في حمص وثائقي جرائم الأسد].
5 – مجزرة الرستن:
في 2 / 3 / 2012 عندما قصف النظام مظاهرة سلمية حاشدة في الرستن، وسبق ذلك مجزرة في 30 / 1 / 2012 عندما دمرت أربعة منازل فاستشهدت أسر بكاملها [مقطع مرئي على الجزيرة بعنوان: شارك سوريا، مجزرة الرستن، ومقطع آخر بعنوان: مجزرة الرستن كاملة من بيت منصور].
6 – مجزرة دير بعلبة:
ارتكبت هذه المجزرة في نيسان 2012 في دير بعلبة في حمص، وهذا نص شهادة أحد الناجين منها كما نقلتها فرانس24، والشاهد يدعى إياد وهو من دير بعلبة: “كنت أسكن شمال دير بعلبة مع والدتي وأختي وإخوتي الثلاثة، وقد جاء إلى الحي شخص ذو رتبة عالية في الجيش يوم 8 نيسان / أبريل وأخبرنا أنهم هنا لحمايتنا، وطلب منا أن نلزم بيوتنا، لم نكن نريد المشاكل مع الجيش؛ لذلك انصعنا، وبعد بضع ساعات جاء أفراد قوات الأمن والشبيحة وأخذوا والدتي وأختي وأخي الأصغر، ما زلت لا أعلم أين هم اليوم ولا حتى إن كانوا أحياء.
أخذ كل من قوات الأمن والشبيحة شاحنة وطلبوا مني وإخوتي وأولاد عمي وجيراني أن يشحنوا أمتعتهم، وأفرغوا بيوتنا، وجمعونا في الإسطبل، كنا نحو ثلاثين، بعدها بدؤوا يذبحون، قتلوا نحو 12 شخصا، قال أحدهم لزميله: “لن نمكث طوال اليوم هنا.. هيا نتخلص من البقية رميا بالرصاص” فأطلقوا النار على الجميع، لحسن حظي الرصاصة التي أصابتني في ظهري لم تقتلني، ولأني وقعت أرضا مع من وقعوا فقد تساقطت فوقي الجثث وهم ظنوا أني مت، أذكر أنه في اللحظة التي غادر فيها عناصر قوات الأمن الإسطبل سمعت أحدهم يسأل زميله إن كان قد انتهى من “إحراق الآخرين”.
وخلال اليومين التاليين رجعت إلى البيت لأشرب بعض الماء وأحاول الاتصال بابن عمي الذي انضم إلى الجيش السوري الحر، كنت دائما أعود إلى الإسطبل خوفا من أن يكون الشبيحة أو قوات الأمن الموجودة في الشوارع المجاورة قد عثروا على مكاني، وأخيرا رد فرد آخر من الجيش السوري الحر، طلبوا مني أن أتسلل بين البيوت وأن أخترق بساتين الزيتون الموجودة في أطراف المدينة، وقد غادر الجيش السوري الحر حي دير بعلبة قبل بضعة أيام من وصول الجيش النظامي، وكان متمركزا في مدخل حمص الشمالي عند المزارع، أذعنت وحسب الاتفاق تلقاني جنود الجيش الحر في بساتين الزيتون، نقلوني إلى مستشفى ميداني في الرستن [على بعد 20 كم شمال حمص] حيث تلقيت العلاج، واليوم أنا أحسن، لكن الرصاصة ما زالت في جسمي”.
7 – مجزرة البويضة الشرقية في ريف حمص:
كانت في نيسان 2012 وخلفت قرابة ثلاثين ما بين شهيد وجريح معظمهم من النساء والأطفال، فقد استهدف النظام ملجأ يستعمله الأهالي للفرار من قصفه الوحشي، إلا أن إجرامه المتأصل أبى إلا أن يقصف الملجأ ببرميلين متفجرين [المركز الإعلامي السوري، ومقطع مرئي للجزيرة على اليوتيوب بعنوان: مجزرة في البويضة الشرقية بريف حمص].
8 – مجزرة الحولة:
وهي مجزرة فاق إجرامها كل إجرام، وستظل وصمة عار في جبين النظام وحلفائه والساكتين عن جرائمه إلى يوم الدين.
وقعت هذه المجزرة في أيار 2012 في الحولة في ريف حمص، واستشهد فيها 108 شخص بينهم عدد كبير من الأطفال ذبحوا بالسكاكين والسواطير بقسوة هي أشد من قسوة الحجر، وهناك العديد من مقاطع الفيديو على اليوتيوب تتضمن شهادة ناجين من تلك المجزرة وأهوالها، ولعل الله أن ييسر لي مقالا مفصلا عن أحداثها وتفاصيلها.
9 – مجزرة معمل السجاد:
في قرية قطينة في حمص 31 / 5 / 2012 فقد خطف الشبيحة حافلة نقل موظفي معمل السجاد ثم أعدموهم [مقطع فيديو على اليوتيوب بعنوان: مجزرة عمال معمل السجاد في حمص 31 / 5 / 2012، وأحد الشهداء أخرس لا ينطق، وهذا ما لم يعجب النظام فأطلقوا النار في فمه].
10 – مجزرة قلعة الحصن:
في 31 من الشهر السابع؛ حيث ذبحت قوات النظام أسرة الدكتورة الجامعية أحلام خالد عماد عن بكرة أبيها، والدكتورة أحلام مهندسة في كلية الهندسة البتروكيما في جامعة البعث [الشبكة السورية لحقوق الإنسان، ومقطع مرئي على اليوتيوب بعنوان قلعة الحصن، الصلاة على شهداء مجزرة آل عماد].
ونكتفي بهذا القدر لنكمل في المقال القادم إن شاء الله الحديث عن أشهر المجازر التي ارتكبها النصيرية في عام 2012 في أرجاء سورية.
والحمد لله رب العالمين.