سلاحك يا فتى

الشاعر: أبو الفتح الحلبي

سلاحُك يا فتى رمزُ الكرامة

سَيفقدُ مَن يُسلِمه احترامه

ويقضي العمر في ذلٍّ وهُونٍ

يطأطئ للعدا رأساً وهامة

يسير لحتفه كمسير شاةٍ

إلى الجزار لا يُبدي ندامة

ويشكو عِرضُه هتكاً وظلماً

وتُنزع عنه أثوابُ الكرامة

فما يسْطيع دفعاً وانتصاراً

أيَنصرُ من غدا مثلَ النعامة؟

وهل قوسٌ تصدُّ أذىً وبغياً

إذا ما سلّم الرامي سهامَه؟

فكيف تُسلّم المحتلّ أرضاً

بلا حربٍ وتمنحه السلامة

وتعطيه السلاح بكل ذلٍّ

ليقتلَ فيه أهلك يا نُخامة

كأنك ما عرفت العزّ يوماً

وما نزلت بساحتك الشهامة

فحاذر أن تحدثنا – كذوباً –

عن الأخلاق تزعم الاستقامة

لأن الحرّ يُعرف حين يمضي

بدرب الحق لا يخشى الملامة

ويأبى أن يطأطئ للأعادي

ولو قتلوه أو طحنوا عظامه

يموت ولا يسلمهم سلاحاً

ولا أرضاً ولو دَنتِ القيامة

فكن حراً تكن أهلاً لأرضٍ

مباركةٍ على البلدان شامة

وقاتل في سبيل الله حتى

تظلّلَنا الشريعةُ كالغمامة

فإما النصرُ ترشُفه بعزٍّ

وإما الموت يمنحك الكرامة

سلاحك يا فتى  الشاعر/ أبو الفتح الحلبي

 

#مجلة_بلاغ
العدد الثاني

سلاحك يا فتى

الشاعر/ أبو الفتح الحلبي

Exit mobile version