جمع وترتيب الشيخ: رامز أبو المجد الشامي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد:
* قال تعالى: (وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) [سورة آل عمران: الآية 104].
وقال في وصف المؤمنين الصالحين: (يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَأُولَئِكَ مِنَ الصَّالِحِينَ) [سورة آل عمران: الآية 114].
وقَالَ جَلَّ ذِكْرُهُ: (وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ) [سورة التوبة: الآية 71].
وقال تعالى: (كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ) [آل عمران: الآية 110].
وعن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَأْمُرُنَّ بِالمَعْرُوفِ وَلَتَنْهَوُنَّ عَنِ المُنْكَرِ أَوْ لَيُوشِكَنَّ اللهُ أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عِقَابًا مِنْهُ ثُمَّ تَدْعُونَهُ فَلَا يُسْتَجَابُ لَكُمْ» رواه الترمذي.
وقال صلى الله عليه وسلم: «مَثَلُ القَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللهِ وَالوَاقِعِ فِيهَا، كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاَهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا، فَكَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ المَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ، فَقَالُوا: لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا، فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا، وَنَجَوْا جَمِيعًا» رواه البخاري.
وكان النبي صلى الله عليه وسلم يشتد غضبه حين تنتهك حرمة الله، تقول عائشة رضي الله عنها: «وَمَا انْتَقَمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لِنَفْسِهِ إِلَّا أَنْ تُنْتَهَكَ حُرْمَةُ اللهِ، فَيَنْتَقِمَ لِلَّهِ بِهَا» متفق عليه.
– إن الله عز وجل فضل هذه الأمة على سائر الأمم، وجعلها خير أمة أخرجت للناس، وجعل الخير باقيا فيها إلى قيام الساعة، وهي أمة مرحومة في أولها وآخرها، مرت عليها أزمات طاحنة وابتلاءات عاتية، ومع ذلك لم تركع ولم تستسلم، وكان أمر الله باقيا فيها.
وإن من أهم أسباب خيريتها وقوتها -كما تعلمون- هو أمرها بالمعروف ونهيها عن المنكر؛ فهو الحصن الحصين الذي يضمن أن الأمة ستأخذ على يد سفهائها ومفسديها…
– والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر صفة للنبي محمد صلى الله عليه وسلم وصفة لأتباعه المؤمنين، وبه تحفظ الأمة من الضياع والهلاك، بل جعله بعض علماء الإسلام ركناً من أركان الإسلام.
– إن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر من الفوارق الواضحة بين المؤمنين والمنافقين، بل إن الله تعالى وصف المنافقين بأنهم يأمرون بالمنكر وينهون عن المعروف، قال عز وجل: (الْمُنَافِقُونَ وَالْمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمَعْرُوفِ) [سورة التوبة: الآية 67]…
* ومن المنكرات المشؤمة المهلكة التي حلت في بعض الأماكن على سبيل المثال لا الحصر:
١ – سبُّ الله تعالى وشتمه والانتقاص من دينه، والعياذ بالله.
٢ – الحكم بغير ما أنزل الله تعالى والتحاكم إلى غير شرعه.
3 – تعطيل شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، حتى أصبحت المنكرات علناً ولا حول ولا قوه إلا بالله العلي العظيم.
٣ – تجميد الجبهات على طولها من أولها إلى آخرها، ونسيان آلام الأسيرات والأسرى، وعدم فتح أي معركة ضد النصيرية وأسيادهم رغم مرور سنوات دون فتح معركة حقيقية تكسر القيود المفروضة على الساحة.
٤ – ارتهان القرار للاتفاقيات الإقليمية والدولية.
٥ – العمل على تهريب المواد الغذائية الأساسية إلى مناطق قسد الإرهابية ومناطق سيطرة العصابة النصيرية المجرمة دون مبالاة بارتفاع سعرها على أهلنا في المحرر.
٦ – العمل الدؤوب والسباق المستمر نحو فتح معابر نظامية مع الطائفة النصيرية بما فيها من مخاطر تهدد الثورة وأهلها.
٧ – انتشار المخدرات في المحرر حتى أدمن عليها كثير من الشباب والجيل الناشئ؛ لتعصف المخدرات بحياتهم وقدراتهم وتحرفهم عن الأهداف العظمى كإقامة الشريعة وتحرير الأسرى وغيرها.
٨ – انتشار أفكار النسوية الهدامة التي أخرجت بعض النساء والبنات من خدورهن وحيائهن وعفافهن وحجابهن إلى مراتع الرذيلة وشؤم الاختلاط والسفور.
* نصيحة محب:
إلى العاملين لدين الله ولقضايا بلدهم وأمتهم: اسعوا إلى إحياء فريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فهي الحصن المنيع الذي يحفظ العباد والبلاد من الفتن الداخلية ما ظهر منها وما بطن، كما أن إحياء الجهاد في سبيل الله يحفظ الإسلام وأهله من الفتن الخارجية ما ظهر منها وما بطن.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
والحمد لله رب العالمين.\