حقيقة التقارب الخليجي

كانت السعودية تراهن على فوز ترامب في الانتخابات الأمريكية فهي قد دفعت مئات المليارات استجلابا لرضاه ودفعا للضغوطات التي يمكنه أن يمارسها عليهم مقابل السماح لابن سلمان في الاستمرار في منصبه وتسهيل جرائمه في اليمن والصمت عن قتل جاشقجي الكاتب الصحفي في الواشنطن بوست…

ولكن خاب ظن السعودية وفاز بايدن بالانتخابات وضاعت عليها الرشاوى التي قدمتها لترامب، فاضطرت السعودية حاليا للتقارب مع قطر وتركيا وإيران وهي الدول التي توجد لها مشاكل كبيرة معها وتستغل أمريكا هذه المشاكل في استجرار خيرات السعودية وإذلال مسؤوليها.

لذا كانت التصريحات واللقاءات متكررة خلال الأيام الماضية ومن أبرزها الإعلان عن قرب توصل لحل المشكلة السعودية القطرية بوساطة كويتية…

ولكن تبقى تلك اللقاءات والمقاربات صورية أكثر من كونها حقيقية وذلك أن جذور الخلاف لم تعد خلافات ثنائية بل تشعبت لتصبح خلافات متجذرة ومتعلقة بالشؤون الدولية عامة والعربية خاصة، وهو ما ظهر أثره في كل دول المنطقة من حروب باردة وساخنة بين معسكرات هذا الفريق أو ذاك.

فالمتوقع أن تعود العلاقات بين السعودية وقطر لمرحلة الحرب الباردة وهي المستمرة منذ سنة ١٩٩٦ إلى ما قبل الحصار الخليجي لقطر قبل ٤ سنوات.

Exit mobile version