الشيخ: محمد سمير
يغتر الطغاة بحلم الله عنهم، ويظنون أن الله تبارك وتعالى غافلا عنهم، أو يظنون أن إفسادهم في الأرض وإجرامهم فيها هو من الإصلاح وهذه عقوبة طمس البصيرة وحرمان التوفيق، فيزداد الطغاة غيا، ويصمون آذانهم عن سماع النصح، ويتهمون المطالبين بالإصلاح بأنهم أصحاب هوى ومآرب شخصية وحظوظ نفسية، وتعظم في أعينهم نفوسهم حتى يرى الواحد منهم أنه صمام الأمان للأمة والمجتمع وأن ذهابه يعني ذهاب الحياة بمقوماتها فيشتد على من يخالفه في سياسته ويبطش به ولا يزال هذا دأبه حتى يبلغ الكتاب أجله فيحيق به سوء عمله وينزل به انتقام الله فلا يجد حينها وليا ولا نصيرا ولا يغني عنه ملكه وجنوده
ولنتابع في سرد مسيرة القذافي حتى نرى وصوله إلى هذه النتيجة
كان القذافي حين كان طالبا يظهر التعبد بشكل مبالغ فيه وظاهر فيه الرياء يقول وزير خارجيته عبد الرحمن شلقم: ” حين كان طالبا كان شبه قديس يواظب باستمرار على الصلاة والصيام، استقامته وورعه كانا مصدر إحراج لرفاقه الذين لا يتمتعون بالقدر نفسه من التمسك بهذا السلوك، كانوا لا يلعبون الورق في حضوره ويطفؤون السجائر إذا وصل، والأمر نفسه كان في الكلية الحربية كان متدينا”[1]
انقلب القذافي على الملك السنوسي في ليبيا عام 1969م، بالاشتراك مع عدد من الضباط وكأي طاغية آخر تكبر عليهم بعد وصوله إلى الحكم وأراد منهم أن يكونوا تابعين له لا شركاء فقام أحدهم وهو المحيشي بتدبير انقلاب عليه لكنه اكتشف وشعر القذافي بالخطر فجعل كل السلطات بيده وقرب إليه الإمعات المصفقين وأقصى غيرهم
” صحيح أن هذه المحاولة الانقلابية فشلت لكنها أسست لانقلاب معمر على الثورة ولذا قاد معمر انقلابا ناعما وماكرا ومخادعا وشيطانيا استغرق تنفيذه حوالي تسع سنوات عاد في نهايته ليصبح شيخ قبيلة بامتياز وحاكما وطاغية مطلق الصلاحيات فقد شن حملة شعواء على قيادة الثورة وشكك فيها وفي قدراتها قصد ضربِ مصداقيتها في أعين الجماهير كما عمل على تفسيخ حركة الضباط الأحرار وكان يقول لي: يا عبد السلام الضباط الأحرار لا يفيدوننا الآن إنهم سيتعاملون معنا على أساس أنهم شركاء في الثورة نحن في حاجة إلى ضباط وناس جدد يكون لنا عليهم جميل”[2]
وبعد أن أقصى الشركاء أتى بالإمعات ليحلوا محلهم “في هذا الوقت أمر إدارات التعليم بتزوير الشهادات الدراسية لأقاربه من أجل تمكينهم من دخول الكليات والمدارس العسكرية وأقام تحالفا قبليا بين قبيلته وقبيلة ورفلة وشرع في تفريغ الحرس الجمهوري وقوات الردع من الضباط الأحرار والضباط الوطنيين وإحلال أقاربه محلهم وعين أقاربه والأتباع والانتهازيين في مراكز حساسة في أجهزة الأمن والمخابرات”[3]
وكان القذافي منذ عام 1974يعلن بين الفينة والأخرى أنه سيستقيل ” وكان مع كل استقالة يطلب من الانتهازيين من حوله وأجهزة القمع أن يفرضوا على الجماهير الخروج لمطالبته بالعدول عن استقالته…كانت هناك مجموعة من المنافقين والأتباع وموظفي الأجهزة تقود هذا التلاعب بالجماهير وكان الغرض من إعلان الاستقالة الزائفة في كل مرة أن يقول الأخ معمر للشعب الليبي: إما أنا وأما أعضاء مجلس قيادة الثورة
أذكر في إحدى استقالاته أنه كان قد سلم الاستقالة إلى أبو زيد دوردة وطلب منه أن يسلمها بنفسه إلى الإذاعة فاجتمعت غالبية أعضاء مجلس قيادة الثورة وقبلت الاستقالة اتصل بي الأخ معمر وقال لي: لقد ظهرتم على حقيقتكم بأنكم تتآمرون علي ثم أوعز إلى المحيطين به بسحب الاستقالة قبل أن تصل إلى الإذاعة”[4]
والإمعات الذين وثق بهم القذافي وعهد إليهم بحراسته وحمايته غدروا به وحاولوا الانقلاب عليه “في عام 1998 وقعت محاولة انقلابية دبرتها مجموعة من أقاربه وحرسه الخاص وكانت تستهدف اغتياله قام الأخ معمر بإعدام المتآمرين والتمثيل بجثثهم… بعد ذلك جلسنا وقال: هل يخطر عليك يا خوي عبد السلام أن أقاربي وحراسي يريدون قتلي؟”[5]
وتكبر القذافي وإعجابه بنفسه لا حدود له
وقد سئل الصحفي غسان شربل رئيس الوزراء عبد السلام جلود: كم هم أصحاب الأدوار المهمة حول القذافي؟
فأجاب: ” لا وجود لهؤلاء، القذافي لا يقبل مطلقا أن يكون حوله أو قربه صاحب دور. إنهم في الحقيقة خدم وعبيد مهمتهم التطبيل والتزمير والكذب والنفاق إنهم بالتأكيد أقل من موظف عادي جدا مهمتهم القبض والتنكيل بالناس وإرضاء الطاغية”[6]
وسئل “هل تعتقد أنه وقع في عبادة الذات؟
فأجاب: صار يعتبر نفسه كل شيء في البلاد وزير الداخلية، وزير الاقتصاد، وزير الدفاع، مسؤول الحدائق، ومسؤول إشارات المرور، ومدير الجمارك، والرياضي الأول… لم يتوقف عند حدّ، لم يعد يقبل بأي نقاش، صار فوق الجميع، صار يحتقر الجميع بلا استثناء[7]
وسئل عبد الرحمن شلقم وزير الخارجية سابقا: بمن كان القذافي معجبا؟
فأجاب: ” أقول بأمانة إن معمر القذافي لا يمكن أن يعجب بأحد، إذا قلت أمامه قصيدة للمتنبي عليك أن تتفادى المقطع المتعلق بسيف الدولة، يغار من سيف الدولة كأنه يعتقد أنه وحده يستحق المديح[8]
بل بلغ الحال به لشدة غروره بنفسه وبغضه لتصدر أي إنسان آخر أنه منعفي وسائل الإعلام الليبية من “إطلاق اسم أي مسؤول في ليبيا مهما كانت رتبته وموقعه فالليبيون لا يعرفون أسماء مسؤوليهم فهم صفات لا اسم لها… فمثلا يقال: استقبل الأخ قائد الثورة الفاتح العظيم الأخ المفكر معمر القذافي أمين الجنة الشعبية العامة (رئيس الوزراء في أي مجتمع) ودون ذكر اسمه[9]
ولشدة إعجابه بنفسه وولعه بالغرائب ومحبته للمخالفة والظهور، “[10]خطب مرة ساعة ونصف في الجمعية العامة للأمم المتحدة مع أن الوقت المحدد للمتحدث هو عشر دقائق فقط”
وتصرفات القذافي الرعناء كخيمته التي كان يصطحبها معه في أسفاره ويصر على نصبها حيثما نزل، وكتابه الأخضر الذي نقلنا طرفا من غثائه في المقال السابق، وألقابه الكثيرة وملابسه الغريبة كانت تثير سخرية أهل الأرض غير أن ذلك لم يكن يثني العقيد عن أفعاله بل بلغت به الوقاحة أن شبه نفسه بنبي الله نوح الذي كان قومه يسخرون منه عند صناعته السفينة “كان يقول: إن المشركين كانوا يهزؤون من سيدنا نوح حين كان يعد المركب ويتندرون حول ما يقوم به ويضيف أن من كانوا مع نوح في المركب هم الذين نجوا حين جاء الطوفان وهلك الذين كانوا يضحكون منه”[11]
وأما سياسته للشعب فقد بنيت “على القمع والقهر والتخويف والتجويع والتجهيل كانت هذه سياسته بعدما تفرد بالسلطة إثر انقلابه في عام 1975م دمر التعليم لأنه كان يعرف أن فرنسا قبل الثورة كانت تعيش أحسن مستوى اقتصادي ومع ذلك قامت الثورة لأنه إذا كان الوضع الاقتصادي جيدا فسيهتم الناس بالشأن العام ويقرؤون ويتابعون لكن عندما يكون المرء تحت ضغط الفقر سيعمل 24 ساعة لتوفير رغيف الخبز ولن يكون لديه وقت للتفكير”[12]
” كان يدير البلد على هواه وفقا لمزاجه ويعامل المواطنين كالأغنام ويعتبر البلد مزرعة له ولأبنائه وحاشيته”[13]
” وأذكر أني كنت في منزلي وفتحت الإذاعة المرئية وكانت تنقل على الهواء لقاء الأخ معمر مع بعض أعضاء اللجان الثورية … ورأيت سيدة تنهض من مقعدها وهي تصيح: يا أخ القائد يا أخ القائد يا أخ القائد جوّع كلبك يتبعك جوع الليبيين يتبعوك، وصعقت لما رأيت معمر يضحك ويصفق ويهز رأسه موافقا”[14]
ومع أنه كان يعلم أنه سياسته ظالمة سيئة إلا أن كبره منعه من التراجع فأصر على غيه وأيده على ذلك المنتفعون
“ألقى معمر كلمة وكان عدد المشاركين يناهز 30 ألفا قال فيها حرفيا: “نحن قدمنا نموذجا سيئا ودمرنا أنفسنا، المهم أننا قدمنا نموذجا ولا نريد أن نتراجع” فصفق أعضاء الملتقى وهتفوا: دوم معمر هو القايد، الفاتح، الفاتح ثورة شعبية”[15]
” وأذكر أيضا أن أحد كبار مشايخ القبيلة من الفرع نفسه يدعى نصر حنيش كان يزورني في منزلي باستمرار ويقول لي وهو في حالة من الشعور بالألم والمرارة: معمر لا يريد رجالا إذا لم أصفق له وأتودد إليه وأنا في سني هذه ومكانتي في القبيلة فإنه سوف يحقق معي ويقول: أنت رافع رأسك علي (أي أنت لا تعترف بي)
وكذلك كان يتعامل مع الرؤساء الذين يأتون لزيارته بصلف شديد وكبر منقطع النظير
يقول مسؤول المراسم والتشريفات نوري المسماري: “كان يعطي مواعيد ومقابلات على مزاجه، وحين ينهض من النوم كان يقول: هاتوا لي الرئيس الفلاني. كان يتصرف وكأنه رئيس الرؤساء، وأن من حقه استدعاءهم ساعة يشاء وأن من واجبهم أن يلبوا… كان القذافي يحب احتقار الرؤساء وإذلالهم تصور أنه كان يقول لي: هات العبد، وقصده رئيس الدولة الإفريقية الذي يستعد لمقابلته، وحين يغادر الرئيس يقول القذافي: ذهب العبد أعطوه شيئا”[16]
أما من يعارضه فإما أن يبيع ضميره وإما أن يحل به الذل والهوان وسفك الدم الحرام أهون شيء عند القذافي
يقول شلقم: ” القذافي لا يتهاون أبدا مع من يقترب من الكرسي، الثاني في لائحة القتل هو من يتطاول على شخصه، لا يقبل أن تشوه صورته أو سمعته، إذا ارتكب ليبي شيئا من هذا النوع فإن القذافي مستعد لدفع ثروة من أجل تصفيته، الثالث في لائحة القتل هو من يتطاول على عائلته الاتهامات الثلاثة لا يمحوها إلا الدم”[17]
ووحشيته القذافي وزبانيته واستهانتهم بالشعائر والمشاعر لا حدود لها
“وبمناسبة الحديث عن الإعدامات فإن أجهزة القذافي كانت تتعمد بث صور عمليات الشنق ضد الشباب المعارض والمظلوم في شهر رمضان في لحظات إطلاق مدفع الإفطار والناس بدل أن تصغي إلى آيات من القرآن الكريم تسمع بيانات إعلان الإعدام وصور عمليات الشنق ثم تخرج عناصر من أجهزة الأمن لإطلاق الرصاص ابتهاجا بعمليات القتل المجرمة هذه[18]
والقذافي مجنون يفعل الشيء ونقيضه ويجبر الناس على موافقته وتصديقه ثانيا كما أجبرهم على موافقته وتصديقه أولا
فبعد أن اعتقل معارضيه وزجهم في السجون في نهاية العشرية السابعة من القرن المنصرم ورماهم بكل نقيصة فقال فيهم: إنهم عملاء وزنادقة ومخربين…إلخ قام بعد أحد عشر عاما وتحديدا في آذار من عام 1988م بإطلاق عملية أصبح الصبح وقاد بنفسه بلدوزرا حطم فيه أسوار السجن وأطلق سراح السجناء[19] ثم ألقى في اليوم التالي خطابا في الجماهير المحتشدة استهله بأبيات من قصيدة للشاعر الفيتوري
أصبح الصبح
فلا السجن ولا السجان باقي
وإذا الفجر جناحان يرفان عليك
وإذا الحزن الذي كحل هاتيك المآقي
والذي شد وثاقا لوثاق
والذي بعثرنا في كل وادي
فرحة نابعة من كل قلب يا بلادي
وقال القذافي: “أنا لا أستطيع النوم أو الراحة وأحد أبناء ليبيا سجناء” وشنع في خطابه تشنيعا عظيما على اعتقال المعارضين، واعتبر أن اعتقالهم إنما كان بسوء فهم ووصفهم بأنهم “إخوة”[20]
ومن جنونه جرأته على كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم فقد دعا إلى نبذ السنة النبوية ولم يكتف بذلك حتى تجرأ على القرآن فدعا إلى حذف كلمة “قل” من سور الإخلاص والفلق والناس[21] ولم بكتف هذا الزنديق بذلك حتى افترى أن القرآن لا يلبي احتياجات المجتمع فقال : ” القرآن لا يتحدث عن المشاكل التي نحن نحكم بها في المجتمع… القرآن نسخة واحدة وكتاب واحد…إن القرآن جزء من قليل نستطيع أن نحكم به مجتمعنا الآن أما الباقي فأغلبه يتعلق بيوم القيامة[22]
ولأجل هذا وأشباهه صرح جمهرة من علماء المسلمين بتكفير القذافي[23]
في حين وصف هذا المرتد كتابه الأخضر بقوله: “إن الكتاب الأخضر هو الدليل والمرشد لتحرر الإنسان، إن الكتاب الأخضر هو الكتاب المقدس الجديد، الكتاب المقدس للعصر الجديد (عصر الجماهير)[24]
وقد ارتكب مجزرة سجن بو سليم عام 1996دون أن يرف له طرف وقتل في تلك المجزرة أكثر من 1300 شابا جلهم من الإسلاميين وأنكر القذافي وقوع هذه المجزرة ثم أقر بها بعد أعوام نتيجة الضغوط ونفى أن يكون ذلك جرى بأمره وتعهد بدفع تعويض لأسر القتلى ووعد ابنه سيف الإسلام بتقديم الجناة إلى القضاء[25]
وهذه سياسة القذافي عند ارتكابه جريمة يتنصل منها ويرمي بها زبانيته فبعد أن أعدم المحيشي قال لعبد السلام جلود:[26] ” المحيشي أجرم وأفشى أسرار الجيش الليبي أخضعه الضباط الأحرار لمحاكمة عسكرية ونفذوا فيه حكم الإعدام أنا ما ليش علاقة”
والقذافي يعتبر أن ليبيا بكل ما فيها من بشر وشجر وحجر ملكا له يفعل فيه ما يشاء “وقد دفع من 200 مليون دولار للملك الحسن الثاني من أجل تسليمه عمر المحيشي ليعدمه”[27]
“وكذلك دفع 200 مليون دولار لرفعت الأسد كي يقبل بالنفي الطوعي ويكف عن منازعته حافظ الرئاسة”[28]
“وكان مستعدا لدفع 50 مليون دولار من أجل خطف نوري المسماري الذي انشق عنه أثناء الثورة الليبية”[29]
وكان له فريق نسائي مهمته إحضار النساء اللاتي يعجب القذافي بجمالهن إما طوعا عن طريق الإغراء بالمال وقد بدد ثروات ليبيا على الداعرات وإما كرها عن طريق الخطف وقد قال لإحدى الفتيات اللواتي خطفهن ليبيا ملك لي وأنتن من ملك اليمين المذكورات في القرآن[30] وقد ذكرت كوجان في كتابها الطرائد عددا من جرائمه المتعلقة بهذا الموضوع المؤلم
ومع أن القذافي كان يعلن عداوته لأمريكا ويجاهر بذلك غير أن هذا لم يكن إلا للاستهلاك المحلي وخداع الشعب وأما الحقيقة فهي الخنوع والذل والمسارعة في تلبية أهوائهم وهاك موقفا يدل على ذلك يقول جلود: “وأذكر في هذا السياق أن الأخ معمر أصدر في أواخر خريف 1990أمرا للعميد أبو بكر يونس رئيس الأركان وقادة الأركان بنشر الدبابات والمدفعية والصواريخ في العراء وكان ذلك يعني تعرضها للصدأ والتآكل بفعل عوامل التعرية (الأمطار والحرارة) في الواقع لم تكن عندي معلومات دقيقة عن مبررات هذا القرار ولكنني اعتقدت أنه ربما اتخذ هذا القرار بالاتفاق مع جهة ما لتدمير الأسلحة الثقيلة كلها بطريقة ناعمة وكأنه يقول لهم: لا تحرجوني أنا أدمرها بطريقتي”[31]
وبعد طول صبر وعظم تحمل حدث ما لا بد أن يحدث انفجر الثورة في أرجاء ليبيا وعمت أقطارها وظن القذافي أن بإمكانه قمع الناس وتركيعهم فأطلق كتائبه كالكلاب المسعورة وقد أباح لها أن تفعل ما تشاء من قتل ونهب واغتصاب حتى بلغ الحال أنه كان يتم توزيع حبوب الفياغرا على الكتائب ليرتكبوا أكبر عدد من جرائم الاغتصاب[32] ولم تنفع هذه الأساليب فبدأ رجاله ينفضون من حوله وكثرت الانشقاقات في حكومته وأنصاره فأراد أن يتاجر بالدين مجددا فاتصل بعبد السلام جلود وقال له: ” ماذا تنتظر بعد تدخل الصليبيين ما هي حجتك الآن؟ ليس أمامك سوى أن تظهر في التلفزيون لتطالب الشعب بالوقوف معي للتصدي للعدوان”[33] ولا أدري أي وقاحة يتمتع بها القذافي ليظهر نفسه قائدا إسلاميا يحارب الصليبيين وهو الذي أمضى عمره مناصرا لخططهم قامعا للحركات الإسلامية قاتلا لرموزها
وذاق القذافي من الكأس التي طالما ساقها للناس انفض الناس حوله وقتل عدد من أولاده وأمضى أياما مطاردا حتى آل به الحال إلى الاختباء في أنبوب للصرف الصحي كالجرذان بعد أن وصف الثائرين عليه بذلك
وأخيرا قبض عليه وضرب ضربا مبرحا ثم نيل من اغتصب بقضيب من حديد كما كان يغتصب سابقا الفتيات والفتيان[34] وأخيرا أطلقت عليه النار لتكون الفصل الأخير في ختام حياته الحافلة بالظلم والعدوان ولتكون قصته عبرة لكل طاغية وظالم ومتجبر
[1] في خيمة القذافي رفاق العقيد يكشفون خبايا عهده، غسان شربل، ط1، 2012 (ص170
[2] مذكرات عبد السلام جلود (ص 346)
[3] المصدر السابق (ص346وما بعدها)
[4] المصدر السابق (ص347 وما بعدها)
[5] مذطرات عبد السلام جلود (ص401)
[6] في خيمة القذافي (ص83)
[7] في خيمة القذافي (85)
[8] في خيمة القذافي (ص168)
[9] جماهيرية الرعب (ص82)
[10] في خيمة القذافي (ص250)
[11] في خيمة القذافي (ص97)
[12] في خيمة القذافي (ص80)
[13] في خيمة القذافي (ص83)
[14] مذكرات عبد السلام جلود (ص403)
[15] مذكرات عبد السلام جلود (ص 357 وما بعدها)
[16] في خيمة القذافي (ص310 وما بعدها)
[17] في خيمة القذافي (ص176)
[18] جماهيرية الرعب، حسن صبرا، الدار العربية للعلوم، ط2 2012 (ص81)
[19] المصدر السابق (ص85)
[20] انظر: مقطع مرئي على قناة منوعات قناة الجماهيرية
[21] جماهيرية الرعب (ص92)
[22] جماهيرية الرعب (ص100)
[23] انظر: الرد الشافي على مفتريات القذافي، رابطة العالم الإسلامي، مكة المكرمة، 1410هـ
[24] جماهيرية الرعب (ص331)
[25] انظر: الجزيرة الوثائقية، مجزرة سجن بو سليم لغز مستمر وجراح لم تندمل
[26] في خيمة القذافي (ص103)
[27] في خيمة القذافي (ص157)
[28] مذكرات عبد السلام جلود، الملحمة، المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، ط1، 2022م (ص180)
[29] في خيمة القذافي (ص305)
[30]انظر: الطرائد، جرائم القذافي الجنسية، أنيك كوجان، الدار المتوسطة، ط1، 2013م.
[31] مذكرات عبد السلام جلود (ص 339)
[32] ذكرت ذلك أنيك كوجان في كتابها الطرائد نقلا عن أحد عناصر الكتائب الذي كان معتقلا لدى الثوار الليبيين وقد أجرت كوجان معه لقاء
[33] مذكرات عبد السلام جلود (ص410)
[34] انظر: الطرائد وقد ذكرت كوجان أنها رأت المقطع المرئي الذي صور فيه القذافي وهو ينال ذلك العذاب وقال الناس حينها “المغتَصب اغتُصب”