كلمة التحرير
بعد أن منّ الله تعالى على أهل الشام بالنصر والتمكين، لا بد أن الناس سيختلط بعضهم ببعض، فسيتعايش أناس كانوا يعيشون في المناطق المحررة التي كانت تتسم عمومًا بالالتزام، مع أناس كانوا يعيشون تحت وطأة النظام الكافر، في مناطقه التي كانت تعج بالفساد والبُعد عن الدين والانحلال الخُلقي.
ومع هذا الظرف، ينبغي للناس الذين كانوا يعيشون في المناطق المحررة (إدلب وما حولها) أن يضعوا في أذهانهم أمرين مهمين:
الأول: أن يكونوا مؤثِّرين لا متأثرين، فليحذروا أن تتسلل إليهم طباع الناس الذين كانوا يعيشون في مناطق النظام، وأن يفقدوا التزامهم الذي منّ الله عليهم به خلال عيشهم في المناطق المحررة، وأن يقلّدوا أولئك بأفعالهم.
الثاني: أن يجتهدوا بدعوة الناس إلى الله تعالى، ولكن بتواضعٍ ولطفٍ ولينٍ، وليحذروا أن يكونوا متكبرين متعالين عليهم، ظانين بأنفسهم أنهم أفضل منهم عند الله، فإن الله لا يحب المستكبرين، وبالتواضع يضع الله تعالى القبول لهم، ويلين لهم قلوب العباد.
نسأل الله أن يمن على بلدنا بالأمن والأمان والحفظ والرعاية، وأن يرد ساكنيه إلى دينهم ردًا جميلًا، والحمد لله رب العالمين.