من مشاركات القراء
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:
كتاب معركة الأحرار للمهندس الشاب أحمد سمير فك الله أسره، وهو شاب مصري اعتقل 2021م على يد الحكومة المصرية، وهذا الكتاب فريدٌ من نوعه، ليس لقلة الكُتاب في هذا المجال، بل لندرة الأسلوب المتبع، والطريقة السهلة البسيطة في تناول الأفكار العظيمة والعميقة التي لا بد لكل مسلم أن يعرفها.
الكتاب مقسمٌ إلى مقدمة، وثلاث فصول، وخاتمة: ففي المقدمة يتحدث الكتاب عن القواعد الثلاثة في معركة التغيير، وهي: المنهج الراسخ، والنظرية الواضحة، والإقدام على خوض التجربة، وأهمية قراءة التاريخ لفهم ما يجري وما سيكون.
الفصل الأول: بعنوان “الهيمنة” الأمريكية على عالمنا العربي بكل أشكال الهيمنة والسيطرة:
وهذه الهيمنة مرت بمراحل متعددة منها الحدود الترابية المصطنعة التي رسمها المستعمر لتفكيك الوطن العربي، وعن صنم الشرعية الدولية، الذي لا بد للشعوب من كسره، وعن الأساليب الغربية في السيطرة على بلادنا بالقوانين الدولية، والمنظمات الاستعمارية، والمعاهدات، والاتفاقيات الدولية، وعن الشرعية الاقتصادية، كقداسة صندوق النقد الدولي، والدولار الورقي الذي صار في ذاته أغلى من الذهب، والرأسمالية المتوحشة، والإمبريالية، وكيف أن الهيمنة الاقتصادية هي أصلٌ من أصول الهيمنة على الشعوب، والشرعية العسكرية لمنظومة الاحتلال الدولي، واحتلال بلادنا بشكلٍ غير مباشرٍ، والهيمنة على العقول، وحرب ما يسمى السيطرة على العقول والقلوب، ومعركة الوعي والهيمنة الفكرية، وهل الحرب علينا هي حرب في حقيقتها حرب مصالح أم حرب على الإسلام!!!
الفصل الثاني: وعنوانه الإسلام: لماذا يخافون من الإسلام، وما هي عناصر القوى التي تجعل الإسلام مخيفًا بالنسبة للمجتمع الدولي:
تناول الكتاب خطر التقارير الغربية والمراكز البحثية التي اهتمت بدراسة منطقة الشرق الأوسط بالذات، وعن الصراع الفكري الواقع بين الإسلاميين، والليبراليين، وعن أشكال العلمانية، ولا سيما العلمانية المصطنعة، التي ظهرت في بلادنا لتواجه الإسلام وحده، وعن العلمانية ذات الشعارات الإسلامية، وتحدث أيضاً عن طبيعة العلمانية، وطبيعة الإسلام، وطبيعة الشعوب المسلمة، والديمقراطية والإسلام، والنظام الديمقراطي، والرابط بين الديمقراطية والعلمانية، والنظام السياسي في الإسلام، وعن الثوابت في النظام الإسلامي، والحدود في الإسلام، والفرق بين الشورى والديمقراطية، وتحدث عن آلية تولي السلطة، وعن دور أهل الحل والعقد، وتناول الكتاب الفرق بين الاحتلال الإمبريالي، والفتوحات الإسلامية القديمة.
الفصل الثالث: تحدث عن ثلاثة أمور هي:
أ- الثورة الحقيقة:
وفيها مقدمةٌ هامَّةٌ عن القيمة والسلوك، والأنظمة بين القيمة والشعوب، وكيف أن الأنظمة العربية لا قيمةَ لشعوبها عندها، وتحدث عن الثورة بين القيمة والسلوك، وعن الفرق بين الإسقاط الحقيقي للنظام، وبين تبديل الوجوه، وعن أن العمل للتغيير يكون من خارج المنظومة الدولية الفاسدة لا من داخلها.
ب- ثورتنا والإسلام:
إن تحركنا اليوم هو بالإسلام والإسلام وحده، وأيضًا مما أورده الكتاب: الفرق بين جاهلية العدو وجاهلية الشعوب، وأيضاً أهمية دعوة الشعوب مع مراعاة جهلهم، وعن خطر أصحاب الذنوب من المسلمين، وعن سبب سقوط الثوار أمام الجماهير، العزلة بسبب الخطاب، عزلةٌ بسبب اختلاف الاهتمامات، عزلةٌ بسبب اختلاف الشكل.
ج- كيف نخاطب الجماهير برسالتنا:
معنى الخطاب، الفرق بين إفهام الناس وبين إرضائهم، أثر الخطاب على المنهج، المقدمة والنتائج، خطر المصطلحات الملغمة، وأيضاً الفرق بين إقامة الشريعة وتطبيق الشريعة، وأيهما أعم وأشمل، وكيف نحرك الشعوب، وأيضاً ربط الكتاب بين الثورة والجهاد، وتحدث عن خطأ ربط الثورة بالسلمية المطلقة، وكيف أن الحزبية مقبرة الأفكار، وخطورة وخطأ الولاء والبراء للكيانات والأحزاب، وكان ختام الفصل الثالث: هل نحن مخيرون في خوض المعركة، وهل هي حربٌ دنيويةٌ لنعتزلها، أم هي حربٌ بين الحق والباطل وبين الجاهلية والإسلام.
الخاتمة:
إننا اليوم نخوض معركةً كبيرةً باختيارنا، نفتح فيها أبوابًا مغلقةً، لا ينبغي أبداً أن تتردد في خوضها معنا، ليس ضرورياً لكي تخوضها أن تعرفنا ونعرفك، ولكن من الضروري أن تكون حراً من داخلك، وإن كتابتي لهذا الكتاب وقراءتك له ليست إلا خطوةً في طريق هذه المعركة.
وأختم بنصيحة للدكتور أياد قنيبي -حفظه الله-: “لن أقول لكم أنصح بقراءة هذا الكتاب، بل لا بد من قراءته، هذا الكتاب ليس كتاباً عادياً ولا يكفي وصفه بأنه مفيد، بل هو ركيزة أساسية ومرجع لا غنى عنه”.