روى أصحاب السير والمغازي أن الحباب بن المنذر قال للنبي -صلى الله عليه وسلم- في المنزل يوم بدر:«يا رسول الله، أرأيت هذا المنزل أمنزلاً أنزلكه الله ليس لنا أن نتقدمه ولا نتأخر؟ أم هو الرأي والحرب والمكيدة؟ قال: “بل هو الرأي والحرب والمكيدة” قال: يا رسول الله فإن هذا ليس بمنزل، فانهض بالناس، حتى نأتي أدنى ماء من القوم فتنزله، ثم نعوِّر ما وراءه من القلب، ثم نبني عليه حوضاً فنملؤه ماء، ثم نقاتل القوم، فنشرب ولا يشربون، فقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “لقد أشرت بالرأي”»
تكرر مثل هذا المشهد مع الصحابة -رضي الله عنهم- مرارا.. يستفسرون من النبي -صلى الله عليه وسلم-: أمر أمرك الله.. وحي فلا نقدم بين يديه أم هو الرأي؟
فإذا قال لهم أنه: “الرأي”؛ ربما أشاروا بخلافه.
أما في زماننا -زمان الخلوف- فإن الناس لا يقدمون بين يدي من يرأسونهم رأيا.. جوابهم على أمرائهم دائما “نعم الرأي رأيك” مهما قال أمراؤهم!!، أما إذا جاء قال الله قال الرسول بدأ تقديم الآراء و”فقه المقاصد” والتملص من الالتزام بأمر الله وأمر الرسول.
حسين أبو عمر