أبو يحيى الشامي (بروج-برهان):
⭕️ انهيار النظام الدولي الجديد بأصغر جند الله، هل خطر على قلب بشر؟
أعتى ما توصل إليه طغاة العالم، هو النظام الأكثر ذكاءً وحرصاً، ويقوم على مبدأي القوة والاحتواء، حاولت الكثير من الدول وحركات التحرر الانقلاب على هذا النظام والإفلات منه، لكنه بقي ثابتاً، ليس بسبب هيمنة وقوة دولة واحدة، بل بسبب تمركز أكبر الدول ورضاها المعلن والضمني بالتفاعلات البطيئة التي تحفظ لها مكانتها وتمنع المفاجآت الغير مرغوبة.
لطالما كانت التوقعات أن ينهار النظام الدولي بفعل بشر، عن طريق ضرب مبنى مركزي!، أو قيام حرب بين الدول الكبرى تكون الحرب العالمية الثالثة، أو انهيار اقتصاد الدول كأحجار الدومينو، لينهار معه النظام الدولي سياسياً وعسكرياً واجتماعياً، لكن لم يتوقع أحد أو ربما توقع قِلَّة أن ينهار النظام الدولي بسبب ما هو أصغر من الجراثيم والأحياء الطفيلية الدقيقة، بعد هذا التطور العلمي الطبي الكبير!.
فيروس كورونا الجديد، تسبب بمقتل نسبة ليست بالكبيرة من أعداد المصابين (حالياً ما لم يحدث تطور)، لكنه تسبب في رعب وهلع في الأوساط الشعبية والسلطوية، وسجن الأفراد والدول داخل البيوت والحدود اختيارياً، وأوقف الحياة السياسية والاقتصادية والاجتماعية في كثير من البلدان، هذا مؤقت حالياً للتخفيف من سرعة انتشاره، ريثما يتوصل البيولوجيون إلى مضاد له.
ربما يوجد مضاد لهذا الفيروس قريباً وربما لا، فيستمر بالانتشار ويفصم عرى النظام الدولي الحالي، فهو لا يميز بين حاكم ومحكوم، ولا توقفه أبواب الغرف المغلقة ولا أقبية المخابرات، يتسلل بصمت فيقتل من يشاء الله.
على كل حال، إن السلاح البيولوجي الذي تمتلكه الدول الكبرى، وتعبث به في مختبراتها خطر لا يقل عن السلاح النووي، وهذا السلاح وذاك وكل سلاح بأمر الله عز وجل وتحت مشيئه، ولا غالب إلا الله.
هذه دعوة للتفكر في خلق السموات والأرض حتى أصغر المخلوقات التي هي في الحجم أصغر بكثير من بعوضة النمرود، تغيير ما شاء الله في الوقت الذي يشاء الله، فيكون ما يخالف كل التوقعات وما لا يخطر على قلب بشر.
سبحان الله رب كورونا ورب العالمين، نسأله تعالى أن يجعل هذا الوباء هلاكاً للكافرين، وأن ينجي برحمته عباده المسلمين، اللهم آمين.