سألقي عليكم قولا ثقيلا..
انتصار غزة في #طوفان_الأقصى له احتمالان لا ثالث لهما:
1. أن تنهار القوة الإسرائيلية لعوامل نفسية واجتماعية داخلية خاصة بالدولة والمجتمع الإسرائيلي، بحيث لا يستطيع الدعم الأمريكي والأوروبي علاجه! فيذهبون إلى التفاوض مضطرين!
2. أن تنهار السلطة الفلسطينية أو النظام المصري أو الأردني.. ساعتئذ يحدث ارتباك أكبر في المشهد يجبر الجميع على إيقاف الحرب لإعادة ترتيب المشهد الأكبر خشية انفلات أكبر للشعوب.
بخلاف هذا، فإنه مهما كانت المقاومة أسطورية وخارقة ولا مثيل لها في العالمين فسيأتي عليها وقت لا بد معه أن تنهار، ولو بعد شهور طويلة.
إن الآلة العسكرية الإسرائيلية المدعومة أمريكيا وأوروبيا وعربيا، بالإضافة إلى الحصار القاتل الذي تنفذه الأنظمة العربية، وفي طليعتها الثلاثي الدموي: النظام المصري والأردني وسلطة عباس يستحيل أن تصمد أمامه مقاومة في ظروف غزة الجغرافية والاقتصادية.
وفي كل الأحوال، وفي أسوأ أسوأ الظروف، فإن مقاومة غزة قد كتبت تاريخها بأحرف من نور في صفحات التاريخ الإنساني كله، وستظل إحدى معجزات البشر، وإحدى الخوارق الإسلامية التاريخية على الإطلاق.
ودعوني ألقي عليكم قولا أثقل من الأول:
لئن انهزمت المقاومة وخرجت الشعوب من هذه التجربة بدرس واضح يقول: إن الأنظمة العربية هي أنظمة صهيونية من الواجب كفاحها وإسقاطها.. فإن هذه التجربة ستكون خطوة على طريق النصر.
وأما إن توقفت الحرب الآن، وظل هذا الدرس غائما وفيه شك، أو استطاع الغسيل الإعلامي أن يُغَيِّبه، فنحن ما زلنا في نكبتنا الفكرية التي ستتكرر معها نكباتنا العسكرية والإنسانية من جديد.
لا أعرف حركة مقاومة قد انتصرت وفي ظهورها الخونة يسرحون ويمرحون ويملكون قرار حصارها ويتحالفون مع عدوها، والجميع أكثر منها عددا وعتادا.. بل تجارب النصر حافلة بتجارب التخلص من الخونة.
ولكن أملنا في الله كبير.. أن ينصر الله إخواننا في غزة على الصهاينة، ويقذف في قلوب الصهاينة الرعب حتى يتساقطون من الخوف والفزع.. وأن ينصرنا في بلادنا على عملاء الصهاينة حتى تنكسر الحدود وتتصل الجهود وتتغير خريطة القوى والمعارك.
أسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلا وبما يحب ويرضى وبما سأله به عباده الصالحون أن يقر أعيننا بهلاك الطغاة الجبارين، وما ذلك على الله بعزيز.
محمد إلهامي