المعركة المرتقبة.. الموقف التركي والدور الأمريكي

المعركة المرتقبة.. الموقف التركي والدور الأمريكي

بما أن الحديث عن “المعركة المرتقبة” لم يعد سرا، بل باتت تتحدث عنه حتى وسائل الإعلام!! أود الكلام عن جزئية الموقف والدور الذي يمكن أن تتخذه كل من تركيا وأمريكا بهذا الخصوص، وأهمل الكلام عن الباقي، ليس لعدم أهميته، وإنما لأسباب أخرى..

أولا: الموقف والدور التركي:
والسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل التركي جاد في السماح بالعملية، أم أنه يستثمر هذا التحشيد  للضغط من أجل تحقيق لقاء قريب بين بشار وأردوغان، خاصة أن هناك مفاوضات دائرة حول مثل هذا اللقاء في قمة البريكس القادمة في روسيا في 22 أكتوبر؟!

قبل أيام قلت لبعض الإخوة: تصوروا أن يكون مآل تحشيدكم هذا لقاء بين بشار وأردوغان!! يعني بدلا من تحقيق مكاسب عسكرية وسياسية، في تعطيل عملية التطبيع بين التركي وبشار تكونون قد سرعتموها!!

وحتى لو لم يرضخ الطرف الآخر ولم يحصل اللقاء؛ هل يرى التركي أن البديل هو عمل عسكري، خاصة في ظل المتغيرات الإقليمية، أم أنه يرى خلاف ذلك؟ وهل يرى التوقيت الآن هو الأنسب؟
والجواب: خيار لجوء التركي إلى العمل العسكري إذا وصلت المفاوضات إلى طريق مسدود؛ لا أستبعده بشكل كامل. لكن، في الوقت الحالي، أظن أنه ضعيف الاحتمال؛ لأمور تتعلق بالتركي نفسه، وأخرى تتعلق بالظروف الإقليمية الحالية؛ فهل يرى التركي مثلا أن له مصلحة في إضعاف إيران في الوقت الذي يتحدث فيه قادة الكيان، ويعملون، على تغيير الشرق الأوسط؟ والجواب: لا أظن أن التركي يرى ذلك؛ على الأقل لما سيلحقهم هم من ضرر مباشر من دعم الكيان والأمريكيين للانفصاليين الأكراد.

وإذا وصل التركي في النهاية إلى القناعة بأن الخيار العسكري هو الحل الوحيد؛ فسيكون تحضيرهم للعملية مختلفا.

ثانيا: الموقف والدور الأمريكي:
أعجب جدا من الذين يتحدثون عن ضوء أخضر أمريكي! ليس فقط من باب أنهم يدينون أنفسهم بهذا الكلام، وإنما أيضا من باب: ما الذي سيفيده الضوء الأخضر الأمريكي للمعركة؟!
ولنتكلم بوضوح أكثر: هل سيقدم الأمريكيون دعما للسيطرة على مناطق ذات قيمة في المحيط القريب من المحرر؟
والجواب: من المنطقي جدا أن تسعى أمريكا حاليا إلى استنزاف إيران، وحتى روسيا في أكثر من منطقة -وأنبه على كلمة استنزاف–. نعم من المحتمل جدا أن تسعى أمريكا إلى توريط الجميع في حرب استنزاف طويلة؛ أما عملية عملية سريعة للسيطرة على مناطق واسعة في المحيط القريب منا لا يمكن أن تدعمها أمريكا. والاستنزاف في العمليات المفتوحة لا يمكن أن يقتصر على طرف واحد، بل سيصيب الطرفين ولا شك؛ واستنزاف جميع أطراف صراع ما من خلال المعارك المتعادلة طويلة الأمد هي الاستراتيجية الأمريكية التقليدية أصلا.

هذا عدا أن عملية سيطرة على مناطق واسعة في محيطنا القريب بدون استنزاف الطرف الآخر ستؤدي إلى توجه عشرات الآلاف من الميليشيات الإيرانية باتجاه المناطق السورية الأخرى؛ وهذا ما لا تسمح به أمريكا فضلا عن أن تدعم عملا يؤدي إليه.

أخيرا، أعود وأنبه على أن هذه المناقشة مقتصرة على جزئية الموقف والدور الذي يمكن أن تتخذه كل من الدولتين بخصوص معركة بيننا والمليشيات الإيرانية في الوقت الحالي، وليست مناقشة عامة للفكرة.

نسأل الله أن يرزقنا الاستقلال في القرار وفي الإمكانات، وأن يوحد صفنا على أفضل رجل منا، وأن ينصرنا على بشار وأعوانه..آمين

t.me/husseinabuomar2

حسين أبو عمر