المسألة المخادعة .. تلبيس إبليس

المسألة المخادعة .. تلبيس إبليس

في كتابه “مدن متمردة” ينقل ديفيد هارفي -مؤيدا- قول ديفيد جريبر:”يجب أن تتحول الفقاعات المؤقتة للحكم الذاتي بالتدرج إلى مجتمعات حرة دائمة، لكن من أجل القيام بذلك لا يمكن لهذه المجتمعات ان تعيش في عزلة كاملة، كما أنه لا يمكنها أن تقيم علاقات قائمة فقط على المواجهة مع كل المحيطين بها، يجب أن تجد سبيلا للتعامل مع النظم الاقتصادية، والاجتماعية، والسياسية الأكبر المحيطة بها. وهذه هي المسألة المخادعة، ﻷنه ثبت أنه من الصعب للغاية على هذه المجتمعات المنظمة على أسس ديمقراطية راديكالية ان تتكامل بأي طريقة مجدية داخل هياكل أكبر من دون أن تقدم تنازلات لا تنتهي تتعلق بالمبادئ التي قامت على أساسها”

كل الجماعات التي دخلت ضمن المنظومة الدولية، أو في علاقات مع بعض أفرادها، بحجة “الخداع” أو “الاضطرار” أو “الاستفادة من الهوامش والتقاطعات” أو غيرها من الحجج، قدمت تنازلات كبيرة على حساب مبادئها؛ حتى غدت البراغماتية عند غالبيتها -إن لم يكن الكل- هي المبدأ الحقيقي، وما سواه شعارات لا أكثر؛ وفي مقابل هذه التنازلات لم تحقق هذه الجماعات مكاسب حقيقية ذات قيمة.

كذلك اظن أن غالب الأفراد الذين دخلوا في جماعات منظمة من أجل إصلاحها من داخلها هم من تغيرت مبادئهم في النهاية، ولم تتغير هذه الجماعات.

من الأرشيف

حزب العدالة والتنمية

حسين أبو عمر