الأستاذة: خنساء عثمان
بسم الله الرحمن الرحيم
“إننا نحن حرائر فلسطين نعلنها ونسمعها للعالم أجمع، أننا حفيدات خديجة، حفيدات الخنساء، بنات عائشة، على خطى أم سلمة، لا نرضى بغير شرع الله بديلا، نعتز بولاية الأب والأخ والزوج والابن، ونمسك بها بالتلابيب، ونعض عليها بالنواجذ.
شرفنا الإسلام وجعلنا الجواهر المصانة، وسيَّج علينا برجالنا يذودون عنا بدمائهم وأرواحهم، نلتزم أمر ربنا ونسلم به وله تسليما، رضينا بما وهبنا من حقوق.
نعتز بلباسنا الشرعي ونبغض الفسوق والاختلاط……”.
بهذه الكلمات صرخت الأخت المباركة في تظاهرة في فلسطين في وجه من يريد فرض نظام “سيداو”، وحق لها أن تفعل ذلك، فقد أدركت حفظها الله وبارك فيها خطورة هذه النظم التي يريد أعداؤنا فرضها بالقوة لتسود مجتمع المسلمين، ليصير بعد ذلك قاعا صفصفا “خرابا ودمارا”.
– فانتبهي أختاه، وكوني على قدر المسؤولية بما يخططه أعداء الإسلام.
فــأنت أيتها المسلمة المستهدفة الأولى عندهم، والسهام كلها موجهة ضدك؛ لأنهم عرفوا أنك الحصن الحصين لأمتك الإسلامية طالما تمسكت بتعاليم دينك، ومتى سقط هذا الحصن سقطت الأمة كلها وراءه.
لقد أدرك “لويس التاسع” ذلك منذ عام 1250م عندما جاء مصر غازيا فصده المسلمون لأن حصونهم كانت منيعة؛ فالأسر متماسكة آنذاك وأسباب قوتهم راسخة، والمرأة مصنع الأبطال، فهُزم جيشه وتم أسره…، وهناك في الأسر درس أسباب قوة المسلمين وعلم أن أساسها تماسك الأسرة المسلمة، ورأس هرمها الأب والأم اللذان بدأا حياتهما على نهج الإسلام، كلاهما يعرف مسؤوليته، ويرضى بحكم ربه، فالرجل له القوامة وهو راع ومسؤول عن رعيته. والمرأة الصالحة قانتة حافظة للغيب، راعية في بيت زوجها، ومسؤولة عن رعيتها، وقد مشت السفينة يومذاك في أمان الله تحفظ للمسلمين أسباب قوتهم، وتجدد المدد البشري لتلك الأمة حتى في أحلك الظروف حتى ولو هزمت دولتهم، فنواة الأسرة المسلمة موجودة حيث تربي الأمهات أبناءهن على الإسلام وتتنامى قوتهم من جديد.
علم “لويس التاسع” ذلك ورأى نتائجه أيضا، لذلك عندما وضع أسسا لتدمير أسباب قوة المسلمين، جعل أهمها إفساد المرأة المسلمة؛ لأنها أمنع الحصون، لذلك قرر تدمير هذا الحصن. وبما أن الحجاب هو اللبنة الأولى في هذا الحصن فيجب أن يحارب بكل الوسائل. وتبين له أن فساد المرأة بالأمة المحمدية يفعل ما لا يفعله جيش بأكمله.
فبين هذا كله لقومه… فأشاعوا الفجور والتحلل الأخلاقي بواسطة نسائهم وبغاياهم، وشجعوا الفسقة وضعاف النفوس من المسلمين على الخوض فيه والتبجح فيه، وحرصوا أشد الحرص على إخراج المرأة المسلمة عن إطارها المعتاد وإقناعها بأن الإسلام ظلمها وقيدها وهمشها، وهكذا…
وللأسف نجحوا في كثير من ذلك بسبب غفلة كثير من المسلمين واستسلامهم لخطوات الشيطان، وبعد خمسمائة عام جاء بعدها “نابليون” على ثغر الإسكندرية من أرض مصر أيضا فنجح هذه المرة بالدخول وأكمل ما بدأه لويس التاسع.
ومن حينها وحال المسلمين من هزيمة إلى هزيمة أكبر، ومن غفلة إلى غفلة أسوأ، وزاد الأمر سوءاً عندما تكونت الأمم المتحدة ذراع النظام العالمي، وأصدرت مقررات بعنوان (اتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة) واختصارها “سيداو” هذه المقررات تشجع المرأة على الزنا تحت مسمى الحرية الجنسية لتسود الفوضى في الأعراض والأنساب، وتحرض المرأة على رفض ولاية الرجل تحت مسمى تمكين المرأة لتقع فريسة بين أيديهم دون أن يحميها أحد من بين براثنهم لتصبح سلعة رخيصة في أيدي النظام العالمي وأذنابه.
وأين الأبناء في هذا كله؟
يضيعون ويربون على ما يريده النظام العالمي عبر “التعليم” و”الإعلام” وتبقى الأمة مهانة ذليلة تتداعى عليها الأمم كما تتداعى الأكلة على قصعتها، ولا يرفع عنها هذا الذل حتى تعود إلى دينها.
فيا أختاه:
شدي يديك على يد أختك الكريمة.
واصرخي في وجه أعداء الإسلام كما صرخت أختنا.
عودي إلى دينك الذي حرر المرأة من العبودية لغير الله وأكرمها وأعاد حقوقها التي سلبت قبل الإسلام، وعند كثير من المجتمعات غير الإسلامية.
أختاه:
كانت الأنثى قبل الإسلام توأد أو تمنع من الميراث إن بقيت حية وتورث كما يورث المتاع عند العرب في الجاهلية، أما في فرنسا ففي عام “673م” عقد مؤتمر خرج بقرار بالإجماع أن المرأة روح إنسانية لكنها لا تكافئ روح الرجل بل هي أدنى منزلة وقدرا لأنها الكائن المدنس، جاء هذا المؤتمر على إثر مؤتمر قبله في عام “586م” قرر أن المرأة إنسان خلق لخدمة الرجل، أما في القرن السادس عشر فقد ظهرت فكره اجتاحت أوروبا أن المرأة ذات روح شيطانية.
أما المرأة عند اليهود فهي كائن شيطاني وأدنى من الرجال، ولقد ورد في التلمود الكتاب المقدس عندهم أن المرأة هي “حقيبة مملوءة بالغائط” كما ورد فيه أنه يجب على الرجل المحترم أن لا يمر بين امرأتين أو كلبين أو خنزيرين.
وعندهم أن المرأة التي أنجبت بنتا تظل نجسة 80 يوما، كما أنهم حرموها من الميراث إذا كان لأبيها ذرية من البنين، وكتب اليهود المقدسة تعتبر المرأة مجرد متعة جسدية، كما أنه ينقل عن اليهود أنهم إذا حاضت المرأة منهم أخرجوها من البيت ولم يجلسوا معها أو يأكلوا معها.
أما الهندوس فالمرأة عندهم تحرق مع جثمان زوجها….
وهكذا الديانات المنحرفة أذلت المرأة ومنعتها حقوقها.
إلى أن جاء الإسلام ليرجع للمرأة كرامتها ويصون حقوقها ويحميها من ألوان الجاهلية العمياء، فقد أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالنساء، وكذلك أمر الرجال بالرفق واللين في التعامل معهن، وجعل الجنة عند أقدام الأمهات بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “الزم رجلها فثم الجنة“.
أختاه…
هذا دينك الذي حفظ حقوقك فعودي إليه وعضي عليه بالنواجذ، ولا يغرنك “نظم سيداو” الخبيثة وبريقها الزائف الذي يخفي تحته الويلات التي تعاني منها المرأة في عصرنا الحاضر من استغلال وتجارة رخيصة بجسد المرأة، تروج به البضائع عن طريق الإعلانات.
وحذار ثم حذار أن يؤتى الإسلام من قبلك.
ولتكوني لأمة الحق نورا
ساطعا يهديها في دنياها
خرِّجي من عرين بيتك أُسدا
تبذل الروح في سبيل حماها
أمتي في حاجة لنساء
شمرت إلى الجهاد يداها
باعت الدنيا بجنة خلد
وتسامت إلى أعلى علاها
أنفقت أموالها لجهاد
يعمر الجنات في أخراها
وقضت أوقاتها في صلاة
ودعاء يزيد في تقواها
همها دعوة النساء لدين
قيم والله لن ينساها
فالنساء في عصرنا غافلات
خطوهن على الزخارف تاها
فارتقي، ارتقي بتقاك
ترتقي النفس إن تخالف هواها
والله الموفق لكل من رضيت بالله ربا والإسلام دينا ومحمد صلى الله عليه وسلم نبيا.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين