اللهم غزة منك وإليك – الركن الدعوي – مجلة بلاغ العدد ٥٤ – ربيع الثاني ١٤٤٥ هـ⁩

بلاغ مجلة شهرية تصدر من قلب إدلب العز شمال سوريا الحبيبة في أرض الشام المباركة قلب العالم الإسلامي

إعداد وجمع الشيخ: رامز أبو المجد الشامي

بسم اللّه الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد؛

قال تعالى: {وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ ۚ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا ۘ بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ}.

 

قال تعالى: { لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا}.

 

قال رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «ما من يهودي أو نصراني يسمع بي ولا يؤمن بي إلا دخل النار».

وفي الحديث الصحيح عن رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم، قال: «لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود فيختبئ اليهودي خلف الحجر الشجر، حتى يقول الحجر والشجر: يا مسلم، هذا يهودي اقتله، إلا شجر الغرقد فإنه شجر اليهود».

*اليهود أهل غدر وخيانة:

وغدر اليهود وخيانتهم واضحان وضوح الشمس في رابعة النهار، ظهر ذلك جلياً منذ فجر الإسلام وهجرة الحبيب المصطفى صلى اللّه عليه وسلم إلى المدينة المنورة، فكم مرة حاولوا القضاء على الدعوة الإلهية في مهدها أو تآمروا مع من يريد القضاء عليها، فلم يستطع بنو قينقاع وبنو النضير وبنو قريظة التخلي عن طباع الغدر والخيانة حتى حكم اللّه تعالى فيهم إما بإجلائهم عن المدينة المنورة أو قتلهم فيها، كما حصل مع بني قريظة لعنهم الله، لما حكم فيهم سعد بن معاذ رضي اللّه عنه بقتل الرجال واغتنام الأموال وسبي الذراري، فقال له رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم: «لقد حكمت فيهم بحكم اللّه من فوق سبع سماوات».

اليهود لا يطاق العيش معهم:

فإن كانوا في مرحلة ضعف وجبن كانوا أهل كذب وتقية ونفاق يتزلفون للقوي حتى تقوى شوكتهم، وإن كانوا في مرحلة القوة كانوا أصحاب بطش وقتل وفساد، نعوذ بالله منهم ومن صفاتهم وندرأ به في نحورهم.

إجرامهم في غزة العزة:

شاهد العالم بأسره إجرامهم المتواصل منذ عشرات السنين، وتجلى بأوضح صوره بعد معركة طوفان الأقصى الذي نزل بساحتهم وقتل منهم الآلاف وجرح منهم أضعاف ذلك بالإضافة إلى تشريدهم من بعض مستوطناتهم، فما كان منهم إلا أن أعملوا آلة القتل والدمار والتهجير بل في دقائق معدودات ارتقى مئات الشهداء في مشفى المعمداني تقبلهم الله جميعاً.

اللهم غزّة منك وإليك:

غزّة البطولة.. تلكم المدينة التي ترْجمت للعالم دروس الصبر والتضحية والثبات والجهاد في سبيل اللّه..

غزّة الشهداء.. والرجال الأبطال والأطفال العظماء والنساء الفاضلات..

المدينة التي قامت بالنيابة عن الأمة كلها بقتال اليهود ورفعت رأس المسلمين عالياً..

غزّة العنفوان والقوة.. التي فاجأت جيش الصهاينة وقاتلت في سبيل المولى – نحسبها كذلك ولا نزكيها على اللّه – لتثبت للصهاينة قبل غيرهم أنّ جيش المحتل الصهيوني لم يعد من الجيوش القوية رغم ما يمتلكه من آلة حرب متقدمة وذلك عبر طوفانها الذي أطلقت عليه طوفان الأقصى، وفي هذا درس للأمة أن تتحرك بطوفانها لتغرق اليهود الغاصبين ومن معهم من متصهيني العالم بإذن اللّه تعالى.

العمليات الاستشهادية:

لا يخفى على كل متابع للمسلمين في فلسطين أنهم قد برعوا في تنفيذ العمليات الاستشهادية بضوابطها وشروطها التي وضعها أهل العلم والاختصاص، وهذا من أعظم أنواع الأسلحة التي تقذف الرعب في قلوب اليهود، وإننا ندعو المسلمين في غزّة لاستخدام العمليات الاستشهادية بما يضمن قلب موازين المعركة لصالح الإسلام وأهله، سائلين المولى العزيز الحكيم أن يحفظ العباد والبلاد بحفظه إنه خير الحافظين.

اللهم أهلك من حارب الإسلام وأهله، وأنزل بأسك على اليهود وأعداء دينك فإنهم لا يعجزونك، اللهم استخدمنا في طاعتك ورضاك ومحابك، وصلى اللّه وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد للّه ربّ العالمين.

Exit mobile version