الأستاذ: خالد شاكر
لا تزال تجربة الطليعة المقاتلة قبل أربعين سنة في جهاد النظام النصيري تحتاج إلى مزيد من الدراسة والبحث والتأمل؛ حيث إن استشهاد جل قادتها وجنودها حرمنا من مادة ثرية لتفاصيل تلك التجربة المهمة.
ومن المصادر المهمة في دراسة تلك التجربة مذكرات الأخ أيمن الشربجي رحمه الله قائد الطليعة المقاتلة في دمشق والتي كتبها بعنوان: “تاريخ العمل المسلح في مدينة دمشق” ونُشرت بعنوان: “على ثرى دمشق”، وقد اشتمل الكتاب على كثير من تفاصيل أعمال الطليعة المقاتلة في دمشق من أول نشأتها في بداية السبعينات من القرن الماضي إلى سنة 1982م، وهي تفاصيل مهمة في دراسة تلك الحقبة.
* ونصرةً لإخواننا الذين يعملون اليوم في حرب العصابات داخل مدن سوريا المحتلة في درعا ودمشق وحمص وغيرها؛ فهذه مقتطفات من كلام القائد أيمن الشربجي رحمه الله تبين كيف كانوا يدرسون مراحل عملهم في حرب العصابات ضد النظام النصيري المجرم بشكل دائم ويتكيفون مع مستجدات الواقع:
– ص62: (التربية القائمة على الإيمان بالله وتحمل الصعاب في سبيله والتضحية بالغالي والنفيس من أجل هذا الدين جعلت الإخوة الذين مروا بهذه المحنة يتابعون الطريق بعزيمة لا تلين وقوة لا تقهر بإذن الله).
– ص63: (كان التنظيم في هذه المرحلة يعاني ضعف الإمكانات المادية، ورغم ذلك حرصت قيادة التنظيم على الاكتفاء باشتراكات الإخوة دون طلب المساعدة المالية من أي كان؛ حفاظا على سرية التنظيم ولإبعاد الشكوك حول استمراره).
– ص64: (إن عدم التأكد من استشهاد الأخ عمر ريحاوي وتمشية الأمر على ذلك دون وضع احتمالية اعتقاله في الحسبان كان خطأ تكتيكيا واضحا).
– ص67: (تم سبك الأسلوب المناسب ووضع المنهج الذي سيتبعه التنظيم في مواجهة النظام، وهذا الأسلوب هو حرب العصابات الحرب اللامتكافئة، التي ليس لها إلا هذه القاعدة: اضرب واهرب، تابع الضربة الأولى دون أن يؤدي ذلك إلى مواجهة).
– ص69: (قررت قيادة التنظيم أن ترد بحزم وقوة على كل اعتداء تتعرض له، وهذا يعني أن السلطة ستخسر عددا كبيرا من رموزها في حرب حقيقية سوف تخوضها مع هذا التنظيم المجاهد).
– ص72: (قررت السلطة الاستفادة من هذا الجاسوس إلى أبعد الحدود إلا أن العمل السري والبناء الهرمي للتنظيم والاحتياطات الأمنية الشديدة لم تمكن هذا المجرم من القيام بأي دور يذكر بعد اعتقال الشيخ مروان رحمه الله).
– ص77: (أخبرني بأننا لا نستهدف من عناصر السلطة إلا الشخصيات النصيرية؛ لأن العناصر السنة غير ثابتة في السلطة فهي معرضة في أي لحظة للتغيير والتبديل، وعلى هذا فسيقتصر عملنا على الرؤوس المدبرة في السلطة السياسية والجيش والمخابرات).
– ص77: (بحثنا وضع المجرم الجاسوس مصطفى جيرو.. إننا لن نستفيد شيئا من قتله؛ لأننا كشفنا أمره، وبالتالي فلم يعد له أي تأثير يذكر علينا، فقد أخبرْنا كلَ الإخوة بقصته وحذرناهم منه، إضافة إلى ذلك فإن السلطة ما زالت تتخبط في تحقيقاتها حول هوية الذين قاموا بتنفيذ العمليات الأخيرة في حماة، فإذا تركنا هذا المجرم فإننا سنبعد الشبهة عن أنفسنا. وبالفعل فقد استبعدت السلطة تنظيم مروان حديد من حسابها في أن يكون له أي ضلع في عمليات الاغتيال الحاصلة، فما دام هذا التنظيم قد عجز عن قتل المجرم مصطفى جيرو الذي تسبب باعتقال الشيخ مروان المؤسس الأول لهذا التنظيم مع مجموعة من خيرة إخوانه رغم التأكد التام من أنه هو القائم بهذه الجريمة؛ لذلك فهذا التنظيم أعجز عن الوصول إلى رؤوس النظام ورموزه، وهكذا نجد أن ترك المجرم جيرو قد أبعد الشبهة عن التنظيم مدة عام ونصف تقريبا).
– ص80: (كانت الغاية من هذه العملية إعلامية بالدرجة الأولى، ولم يكن يراد منها إزهاق الأرواح).
– ص80: (كان الهدف من هذه العملية إرباك النظام وتشتيت جهوده الأمنية؛ كي لا تنحصر اهتماماته بعمليات الاغتيال فقط).
– ص81: (قررت القيادة اغتيال المجرم العميد عبد الكريم رزوق قائد سلاح الصواريخ.. والمجرم المذكور هو أحد أعمدة النظام النصيري العميل).
– ص85: (لقد ملك تنظيمنا في دمشق الإمكانيات اللازمة للتنفيذ، ولكن كانت تنقصه الخبرة الضرورية في التنفيذ؛ لذلك تم الاتفاق مع تنظيم حماة للقيام بعمليات مشتركة ريثما يشتد ساعد التنظيم الدمشقي).
– ص92: (استمر التركيز على رفع مستوى الإخوة إلى الذروة التي نطمح إليها، وكان التجاوب رائعا، فتحمُّل المسؤولية من جانب الإخوة كان كبيرا، وهكذا خرج إلى الوجود جيل جديد).
– ص93: (لن نهاجم عدونا وهو يضع يده على الزناد وسننتظر قليلا، إن حرب العصابات هي حرب الأعصاب فمن يستطيع ضبط أعصابه أكثر يحقق نتائج أفضل).
– ص93: (لا بد من الانتظار فترة من الزمن حتى تهدأ أعصاب قيادة النظام الفاسد الموتورة، بعدها نوجه الضربة تلو الضربة إلى هذا النظام الذي سيقف مكتوف الأيدي بعد أن استنفذ سهامه دفعة واحدة. إننا نسعى دائما لأن نكون البادئين بأي عمل نريد، وبذلك نضع السلطة دوما في مواقف ردود الأفعال).
– ص98: (ساعدتنا على الانسحاب بشكل ناجح عدة أمور؛ وهي: هول الصدمة، دقة التنفيذ، سرعة الانسحاب).
– ص111: (بدأت مرحلة جديدة من العمل الجهادي المسلح جاء فيها دور تصفية الحساب مع كل عناصر السلطة مهما بلغ حجمها).
– ص113: (سنستمر في خطتنا القديمة، وسنقوم بعمليات اغتيال، كما سنضرب عناصر المخابرات بين الفينة والأخرى على سبيل التأديب فقط، أما معركتنا فهي مع رؤوس النظام.. إنني أخشى في حالة التصعيد أن نجر إلى معركة مكشوفة في مواجهة غير متكافئة مع السلطة.. وهذا ما تسعى إليه السلطة بكل ما أوتيت من قوة.. إن باستطاعة السلطة التفوق في مثل هذه المعارك فهي تملك الإمكانيات والأعداد الكبيرة من العناصر التي لا تتردد في أن تزج بهم في المعارك دون أن تخشى على مصيرهم، وبذلك تظل رؤوس أركان النظام بمنأى عن الخطر).
– ص119: (اجتمعت اللجنة العسكرية وقررت القيام بعدة عمليات تفجير لمراكز مختلفة تابعة لحزب السلطة؛ حتى تعلم السلطة ومن وراءها أن الإرهاب لن يولد إلا الإرهاب، وأن حمامات الدم لن تولد إلا حمامات الدم، وأن العنف الذي يزاولونه ضد أبناء شعبنا المؤمنين الآمنين سيرتد إليهم).
– ص126: (لقد أعطى التكتيك الجديد ثماره، التظاهر بالعجز عن تنفيذ عمليات الاغتيال والاكتفاء ببعض عمليات تفجير القنابل، فهاهم المسؤولون يستهترون بالحراسات وترتخي أعصابهم بعد أن كانت متوترة، وهذا هو الوقت المناسب لعمليات الاغتيال).
– ص128: (أوقف المجاهدون في دمشق عمليات التنفيذ مدة من الوقت؛ لتأمين بعض القواعد).
– ص129: (استمرت فترة وقف التنفيذ هذه مدة شهر تقريبا، قررت بعدها اللجنة العسكرية القيام بعدة عمليات خفيفة كانت الغاية منها تدريب الإخوة على التنفيذ).
– ص135: (في عهده أزيلت الفوضى، كما تم إخراج جميع العناصر غير الفاعلة في التنظيم).
– ص136: (الأخ عبد الستار قد خرَّج جيلا قياديا كاملا يستطيع أن يتابع الطريق بنفس القوة التي بدأها القائد الشهيد؛ لذلك لم يكن لاستشهاده رحمه الله أي تأثير على التنفيذ).
– ص139: (لقد ألقينا في عمليات سابقة أعدادا كبيرة من القصاصات الورقية التي تطلب من عناصر المخابرات الابتعاد عن الإخوة المجاهدين حفاظا على أنفسهم، وتم إبلاغهم عن حقيقة معركتنا وأنها مع المجرم حافظ أسد ورؤوس نظامه العميل، ولم تكن ولن تكون مع هؤلاء المرتزقة الأوباش، كما تم تحذيرهم بأنه في حال استمرارهم في تنفيذ أوامر السلطة المجرمة فإنهم شركاء لها، ولذلك فإن أي عنصر منهم يتحمل المسؤولية في اختياره لصف المجرمين، ولم يؤخذ هذا الأمر على محمل الجد، مما حدا بنا إلى تلقينهم الدرس القاسي).
– ص143: (إن عمليات الاغتيال التي حصلت في المرحلة السابقة كانت ضمن إطار أساسي وخط ثابت، وهو ألا نقتل إلا المسؤولين النصيريين الذين يهيمنون على السلطة الحقيقية في البلاد؛ لذلك وجد كثير من المخبرين المجرمين من أجراء السلطة الإجرامية من غير النصيريين مرتعا خصبا لممارسة أعمالهم الدنيئة..، ولهذا كان لا بد من عمل يوقف هؤلاء المجرمين أو يحد من نشاطهم بقتل عدد من رؤوسهم حتى يثوب الباقون إلى رشدهم ويكفوا عن إيذاء المواطنين).
– ص144: (بعد هاتين العمليتين السابقتي الذكر بدا وكأن السلطة مسرورة لتحولنا عن العناصر النصيرية وتمنت استمرارنا بهذا الاتجاه حتى تتسع الدائرة علينا مما يؤدي إلى إضعافنا من غير أن يصاب النصيريون بسوء، لكن قيادة التنظيم لم تكن غافلة عن هذا الأمر ولم تكن تقرر اغتيال غير عناصر النظام النصيريين إلا من أجل الضرورة وعلى سبيل التأديب، ولهذا كان قرار القيادة بالعودة من جديد لاغتيال رؤوس الإجرام من أزلام نظام أسد من الطائفة النصيرية).
– ص148: (بدأت عناصر النجدة بمحاولات لقتل الإخوة المجاهدين في عدة حوادث دون أن يتمكنوا منهم، وكان الإخوة حريصين على عدم إصابتهم، ولكن استمرار هذه العناصر في غيها دعا الإخوة المجاهدين في قيادة التنظيم إلى تأديبهم).
– ص150: (وصلت إلى قيادة المجاهدين معلومات تؤكد أن أعدادا كبيرة من الخبراء الروس المتخصصين في فنون الإرهاب والتعذيب قد وصلت إلى سوريا لمساعدة النظام العميل في حربه ضد المسلمين في سورية..؛ لهذا قررت الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين أن تعلن عن بدء المعركة ضد المصالح والأهداف الروسية في سوريا).
– ص155: (هنا أعمال تفجير مختلفة دأبت قيادة المجاهدين على القيام بها بين الفينة والأخرى؛ لكسر الطوق الإعلامي الذي فُرض على جهاد المسلمين في سوريا).
– ص156: (تفجير منازل عناصر النظام النصيريين.. كان لا بد من الرد على السلطة بنفس الأسلوب الذي بدأته والذي لا تفهم غيره).
– ص158: (نحن نعلم أن الإخوة في حلب وحماة كانوا يعملون على تجنب المواجهة المكشوفة مع السلطة لئلا يخوضوا معركة غير متكافئة..، وكانت السلطة تكرر محاولات الصدام مع الإخوة واتبعت الوسائل المتنوعة لتحقيق هذا الهدف فراحت تمشط الأحياء.. كما قامت بنصب عدد من الحواجز.. ونشرت أعدادا كبيرة من عناصر المخابرات.. وقتلت أقرباء المجاهدين..، ولم يكن المجاهدون ليسكتوا عن هذه الأعمال.. وهكذا نجحت السلطة في استدراج الإخوة بحلب إلى عدة مجابهات محدودة من خلال اشتراك أعداد كبيرة من الإخوة في منطقة أو حي يسقط خلالها عدد كبير من الإخوة الشهداء وأعداد مضاعفة من عناصر السلطة التي تستطيع أن تزج غيرهم من العناصر بكل سهولة ويسر).
– ص160: (في حلب.. اتساع حجم التنظيم أفقدنا الكثير من سريتنا..، وكما يلاحظ فإن التنظيم قد تحول من تنظيم سري يعمل على المدى البعيد وفق أساليب حرب العصابات إلى تنظيم يقف على حافة المواجهة المفتوحة مع السلطة قبل أن يستكمل عدته وينسق أموره).
– ص161: (شعبنا ما زال متمسكا بدينه وقد ضحى في سبيل ذلك ولم يتوان عن دفع أبنائه نحو الاستشهاد، وهو مستعد للتضحية والعطاء في كل زمان. إن هذه التضحيات يجب أن يواكبها تنظيم متقن وعمل هادئ ومدروس).
– ص163: (لم نكن في تنظيم الطليعة المقاتلة بمدينة دمشق نقبل بضم أعداد كبيرة دفعة واحدة، بل كنا نسعى إلى توسيع التنظيم بشكل فردي أو ثنائي أو ثلاثي ضمن ترتيبات سرية دقيقة، وكذلك كان سعينا لضم العناصر التي لم تصنف في محيطها في خانة الإسلاميين، فلسنا مضطرين لضم عناصر مكشوفة قد يجر ضمها للتنظيم إلى كشف عملنا، بل إننا لم نكن نتصل بهم لكي لا نتيح للسلطة فرصة البطش الجماعي).
– ص164: (كنا حريصين في كل المراحل على عدم تمكين السلطة من البطش بالشعب، ولم نكن نقبل بمبدأ التوريط؛ لأننا نعلم تماما بأن الذي لا يندفع للجهاد من تلقاء نفسه ولا يتحرك بإرادته سوف يخرب أكثر مما يبني).
– ص164: (لا نقبل بانضمام أي أخ إلى التنظيم حتى نتمكن من تأمين سلاحه ومصروفه ومأوى أمين له في حال ملاحقته من قبل السلطة، هذه ناحية والناحية الأهم هي تأمين الإخوة الأكفاء الذين يتفرغون للإشراف على شؤون الإخوة الملتزمين حديثا بعملنا).
– ص165: (تسريع المعركة يعني القضاء علينا واندثار الجهود التي بذلت طوال العشر سنوات الماضية دفعة واحدة..، نحن لا نريد أن نصبح أسرى للإمكانيات ولا نريد المجابهة مهما كانت الضغوط، نريد الاستمرار في تصفية رؤوس السلطة).
– ص166: (الإنسان الذي لا يعيش فترة طويلة من الزمن ضمن تنظيم سري يُخرِّب أكثر مما يبني في حال تحركه).
– ص182: (العمليات العسكرية التي نفذت ضد السلطة الطائفية في السابق لم تعد تتناسب مع الوضع الحاضر ومع جرائم السلطة الجبانة، لقد استشهد المئات واعتقل الآلاف وأهين المواطنون المسلمون في كل مكان؛ لذلك يجب علينا أن نغير نوعية الأهداف التي ننفذها، ولكن كل ذلك يجب أن يتم ضمن الحرب الشاملة حرب العصابات طويلة الأمد، وكانت الأهداف المقررة هي تجمعات عناصر السلطة في كل مكان).
– ص199: (حتى يتأكد النظام أننا لا نرضخ لتهديد ولا نسير وراء تضليل، وأننا لا نأخذ برأي أسير أُجبر على التكلم تحت سياط الجلادين).
– ص207: (الخلاف والنزاع لا يأتي إلا بالفشل والتدمير والعياذ بالله).
– ص211: (تنظيمنا قبل كل شيء هو تنظيم سري، والتفريط في هذا الأمر يعني القضاء على التنظيم مهما بلغت شدته وقوته).
– ص217: (قيادة التنظيم المسلح تختلف جذريا عن قيادة التنظيمات الفكرية، ولن يتمكن من إعطائها حقها إلا إخوة عركتهم التجارب والمحن ولم يغيبوا عن تطورها لحظة واحدة من الزمن).
– ص247: (كان قرار القيادة في الطليعة المقاتلة تفجير بيوت بعض المسؤولين النصيريين، وذلك لعدة أسباب: 1- لتكذيب ادعاءات السلطة وأضاليلها حول القضاء على المجاهدين في دمشق. 2- لرفع الروح المعنوية لدى شعبنا الصابر الذي كان يتمزق ألما وهو يرى قواعد المجاهدين تدمر بقذائف ال آر بي جي. 3- للحد من جرائم أتباع النظام النصيريين في دمشق الذين قاموا بإيذاء المسلمين بعد أن صدقوا كلام زعمائهم بالقضاء على المجاهدين).
– ص256: (لقد حذرنا ضباط وعناصر النجدة مرارا من التعرض للمجاهدين..، كل التحذيرات والإنذارات التي وجهناها إليهم ذهبت أدراج الرياح ولم تجد نفعا؛ فقد تبين أن عناصر وضباط شرطة النجدة يقومون بدور أساسي في محاربة إخوتنا المجاهدين..، لذلك كان لا بد من إعطائهم درسا أقسى من الدرس الماضي).
– ص259: (تعجرف ضباط وعناصر المخابرات نتيجة المرحلة السابقة الدامية، وكان علينا أن نتحرك من جديد لإعادة الأمور إلى نصابها..، ولكن هناك ناحية هامة أحب أن أنبه إليها وهي أننا في كل الظروف والأحوال لم نكن لنقع في شراك السلطة ومحاولاتها المستمرة لاستدراجنا إلى معركة مكشوفة تقضي بها علينا).
– ص264: (قررت قيادة الطليعة المقاتلة مهاجمة الأهداف المالية وذلك بسبب الحاجة الماسة لتأمين الدعم المالي للتنظيم، لقد كنا في السابق نحجم عن مثل هذه العمليات حتى لا تستغلها السلطة ضد المجاهدين فتصورهم وكأنهم مجموعة من اللصوص الذين امتهنوا السلب والنهب في فترة كان التنظيم فيها مجهولا من قبل الشعب، ولكن بعد سقوط هذه الأعداد الكبيرة من الشهداء عرف كل شعبنا أن شباب التنظيم الجهادي هم خيرة أبنائه، وعليه فإن هذه الأموال ستوضع في خدمة العمل الجهادي وليس لجيوب الإخوة المجاهدين).
– ص265: (في كل ظروف عملنا لا ننسى ضباط المخابرات المجرمين، هؤلاء الذين يحملون سياط الإذلال لشعبنا ويقومون بأبشع الأدوار ضد مجاهدينا ويتولون محاربة عقيدتنا وديننا في كل الأوقات والظروف، وكلما اكتشف المجاهدون أمر أحدهم فإن قرار التنفيذ يكون سريعا).
– ص271: (كان الإخوة الثلاثة مُوجِّهين في مسجد الغواص ولديهم عدد جيد من الطلاب، ولذلك أرادوا دعوة طلابهم إلى طريق الجهاد المسلح، وقوبل طلبهم هذا بعدم موافقتي عليه بتاتا، وذلك للأسباب التالية: 1- عدم توريط الإخوة صغار السن في عمل مسلح لا يعرفون صعوباته ومشاقه خاصة في مدينة مثل دمشق. 2- أن هؤلاء الإخوة سيصبحون عالة علينا في حال ملاحقتهم بسبب صغر سنهم. 3- أن أسلوبنا الذي نعتمده في حرب النظام هو أسلوب حرب العصابات وأسلوبنا هذا لا يحتاج إلى الأعداد الكبيرة من الإخوة وبالتالي فإن وجود الأعداد الكبيرة سوف يحد من قدرة التنظيم ونشاطه.. 4- أن انكشاف أحد هؤلاء الطلاب أمام السلطة بأنه من التنظيم الجهادي المسلح سوف يعطي السلطة فرصة لاعتقال كل الطلاب وإغلاق المسجد).
– ص274: (كانت عملياتنا تتصاعد بشكل مستمر وذلك من أجل إشغال السلطة المجرمة عن البطش بالأبرياء ومن أجل إعادة هيبة التنظيم الجهادي).
– ص275: (رغم صعوبة المرحلة وقسوتها علينا إلا أننا قررنا أن نواجه قدرنا بصلابة وقوة، ووطَّنا أنفسنا على تحمل أشد التبعات والمشاق، وكنا على استعداد دائم للموت في سبيل الله حتى تنفرج الأوضاع وتزول الخيوط التي تمتلكها السلطة عن التنظيم، وبذلك يعود التنظيم إلى سيرته الأولى في سريته المطلقة).
– ص284: (قررت قيادة الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين في مدينة دمشق إيقاف العمليات المسلحة وتضييق نطاق تحرك الإخوة وحصره بالأمور الضرورية فقط؛ وذلك حتى نتمكن من امتصاص الضغط الأمني الهائل الذي تمارسه السلطة).
– ص285: (نحن في تنظيمنا الجهادي نمتلك قيادة ميدانية تقوم بالتحرك على أرض الواقع وتمارس أعباء الجهاد اليومي كبقية الإخوة داخل التنظيم، لذلك فإن قرارات القيادة تكون واقعية مدروسة تعالج المشاكل بشكل دقيق).
– ص310: (لن نغير خطتنا في حرب العصابات “اضرب، اهرب” إننا لن نغيرها مهما دفعنا من خسائر، ولن نقوم بالمواجهة المكشوفة إلا في حالة واحدة وهي وصول قوة المجاهدين في المدن السورية إلى درجة تمكنهم من القيام بثورة عامة يشترك فيها الشعب كله للقضاء على النظام بكافة أجهزته).
– ص312: (كان لا بد لنا من أن نقوم بعمل ما لإيهام النظام بأننا ما زلنا ضمن حدود إمكانياتنا السابقة وأن هذه الإمكانيات لم تتطور، وبذلك نخفف من هياج النظام ومن حدة استنفاره).
– ص359: (نظام المجرم أسد لو تمكن من القضاء على تنظيمات المجاهدين في سورية لا قدر الله فإنه سيقوم باستباحة الشعب المسلم).
– ص359: (لا نرد على النظام المتسلط إلا بالعمليات المخططة والمدروسة).
– ص365: (سنسعى لتوجيه أعنف الضربات إلى رؤوس النظام وأدواته القمعية المجرمة بإذن الله).
– ص374: (نجحت إجراءاتنا المتخذة لمنع قتل الأبرياء، فلم يُقتل في التفجير أي مواطن بريء).
* رحم الله أبطال الجهاد الذين سطروا البطولات وسبقوا لمقارعة أعتى النظم الكافرة العميلة، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
لمتابعة بقية مقالات مجلة بلاغ العدد التاسع عشر جمادى الاولى 1442 للهجرة _ كانون الثاني 2021 للميلاد اضغط هنا
لتحميل نسخة من مجلة بلاغ العدد التاسع عشر اضغط هنا