﴿ رداء الزور ﴾
📌من ادعى الملك والثروة والجاه ولم يملك ذلك.
ومن تزين بزي الخشوع والزهد والعلم ولم يكن كذلك.
ومن أوهم الناس بأنه صاحب السلطان والكلمة المؤثرة والقول الفصل الرشيد وتصنّع للناس وأوهم بغير حقيقة حاله بينهم أو في الإعلام فقد كذب من وجهين: كذب على نفسه بما لم يأخذ وكذب على غيره بما لم يعط، وهو كشاهد الزور الذي يظلم من وجهين: يظلم نفسه ويظلم المشهود عليه.
📌وحاله كما في الحديث الذي رواه البخاري عن أسماء أن امرأة قالت: يا رسول الله إن لي ضرة فهل علي جناح إن تشبعت من زوجي غير الذي يعطيني، فقال رسول الله ﷺ: “المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور”، وكما في الحديث: “ومن ادَّعى دعوى كاذبةً ليتكثَّرَ بها لم يزده اللهُ إلا قِلَّةً”.
📌قال ابن حجر في الفتح: “المتشبع أي المتزين بما ليس عنده يتكثر بذلك ويتزين بالباطل كالمرأة تكون عند الرجل ولها ضرة فتدعى من الحظوة عند زوجها أكثر مما عنده تريد بذلك غيظ ضرتها، وكذلك هذا في الرجال”.
📌 قال القاضي عياض: “هو عام فى كل دعوى يتشبع بها المرء بما لم يعط من مال يختال فى التجمل به من غيره، أو نسب ينتمى إليه، أو علم يتحلى به وليس هو من حملته، أو دين يظهره وليس هو من أهله، فقد أعلم ﷺ أنه غير مبارك له فى دعواه ولا زاك ما اكتسبه بها”.
📌فمن تشبع بما لم يعط فقد شابه النفاق وجانب الصدق الذي هو: “استواء السر والعلانية، والظاهر والباطن، وبألا تُكذب أحوال العبد أعماله، ولا أعماله أحواله”.
📌 ومهما أخفى المتشبع بما لم يعط حقيقته عن الناس فسينكشف يوماً ما، كما قال زهير بن أبي سلمى:
ومهما تكن عند امرئ من خليقة وإن خَالَها تَخْفي على الناس تُعْلَمِ
✍️ … أبو محمد الصادق
٢٦ / شوال / ١٤٤١ هجري