الجهاد التطوعي[1]
تقدمت مرة للعمل في مركز مرموق للبحوث الإسلامية وتم قبولي فيه، وجلس معي مدير المركز ليشرح طبيعة عمل المركز، ومما قاله لي: إننا في المركز لا نقبل العمل التطوعي بلا راتب! تعجبت منه، وتساءلت: ما المانع من الاستفادة من الباحثين المتطوعين، فأجابني: المركز عنده خطة عمل ومعدل إنجاز شهري، والأصل في المتطوع أنه لا يلتزم بإنجاز العمل في الموعد المحدد، وفي آخر الشهر يعتذر بالمرض أو السفر أو الانشغال..، وليس عند الباحث المتطوع ما يخاف خسارته عند تأخيره للعمل، ويبقى المركز هو المتضرر من التأخير، أما الباحث المتفرغ للعمل الذي يتقاضى راتبا وينظم حياته بناء على هذا الراتب، فإنه يحرص على إنجاز العمل وإلا فإن تأخيره للعمل يعني خسارة الراتب واضطراب وضعه المعيشي!
كثيرا ما أتذكر هذا الموقف عندما أرى حالة “الجهاد التطوعي” التي استشرت بين عدد من المجاهدين؛ فيجاهد المرء متى أراد ويتغيب متى أراد، ويتقن ما أراد ويهمل ما أراد..، ويكون انضباط الجند راجعا فقط لوازع التقوى في النفوس…
وهذا داء لا بد له من دواء، وقد قيل: سؤدد بلا جود كملك بلا جنود، وجود الرجل يحببه إلى أضداده وبخله يبغضه إلى أولاده.
نسأل الله أن يغني المجاهدين من فضله.
كتبها
أبو شعيب طلحة محمد المسير
لتحميل نسخة كاملة من كتاب مائة مقالة في الحركة والجهاد bdf اضغط هنا
للقرأة من الموقع تابع ⇓