إنَّ أول وأهم أسباب النصر بعد السُنَّن الشرعية، وكسُنَّة كونية هي إرادة القتال ذاتها.
لما خرجت قريش، كان الهدف واضح: السمعة والبطر ولتتحدث العرب وتهابهم، وليس يظنون قتال وحرب. وهذه كانت سبب في اختلال التوازن الداخلي قيادةً وجندًا عند المحك.
على الطرف المقابل، كان خروج النبي ﷺ بدايةً لأجل الإغارة، ولما تغير الموقف والحال، عزم بعد التشاور على الحرب، فكان مسيره لأجل قتال ولقاء. وحدثت حينها بدر الكبرى.
الطرفان خرجا بنية قتال، ومع الوضع الجديد تبدل الموقف: المسلمون زادت إرادتهم، والمشركين فقدوا أسباب القتال التي خرجوا من أجلها.
الإرادة المسبقة المبيتة بحد ذاتها عامل من عوامل النصر لما تتضمنه من تهيئة نفسية ومعنوية، وبالتالي شحذ للطاقة الكامنة في سبيل تحقيق هدف الإرادة.
على طول الأزمان نرى أنَّ المجتمعات التي تمتلك إرادة، مستعدة للفداء والتضحية ولو أُفنيت عن بكرة أبيها، في حين المجتمعات التي تفقد الإرادة، تكون مهيئة للتسليم والاستسلام.
إذًا القضية ليست في حجم الخسائر مطلقًا، إنما في مقياس قوة الإرادة، والأخيرة بدورها مرتبط بالقناعة وهذا باب آخر.
الأسيف عبد الرحمن