جمع وترتيب الشيخ: رامز أبو المجد الشامي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.. وبعد:
قال تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ) [سورة البقرة: آية 183].
وقال الله تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) [سورة البقرة: آية 185].
وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «بني الإسلام على خمس، شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج البيت» متفق عليه.
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى اللّه عليه وسلم: «مَنْ صَامَ رَمَضَانَ، إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» متفق عليه.
وعنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا، غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» متفق عليه.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «مَنْ لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ وَالعَمَلَ بِهِ، فَلَيْسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ فِي أَنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وَشَرَابَهُ» رواه البخاري.
* إنه الركن الثالث من أركان الإسلام صيام شهر رمضان، الذي جاءت في فضائله الأدلة والأخبار والآثار القطعية، وتناقلت الأمة ذلك جيلا بعد جيل.
إنه أفضل شهور السنة، فهو شهر خير وجدّ وعمل ونشاط وعبادة، ينتظره المؤمن ليغتنمه في التقرب من الله سبحانه وتعالى ونيل الثواب والفوز بدار الكرامة.
* القوة مطلوبة لتحصيل فضل رمضان:
كل مطلوب عظيم حتى يُحصل عليه لا بد من وجود آلة يستخدمها أصحابها ليصلوا لذلك المطلوب. وخير رمضان وثوابه يحصلّه المرء بآلة عظيمة هي القوة، قال النبي صلى اللّه عليه وسلم: «الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ» رواه مسلم، والحديث يدل على القوتين الإيمانية والبدنية؛ وكلما تحصلت للمسلم القوتان كان الأداء في رمضان أفضل، والقوة الإيمانية تعين البدن على العبادة؛ فتجد رجلاً كهلاً هرماً يقف الساعات الطوال راكعاً ساجداً يرجو رحمة ربه، وبالمقابل تجد شباباً لا يستطيعون القيام ولو لنصف ساعة؛ لأن الأول امتلأ قلبه إيمانا والثاني ضعف الإيمان في قلبه، نسأل الله السلامة.
وقد كان السلف يغتنمون رمضان للعمل والنشاط لا للنوم والكسل، فكانوا يجمعون مع الصيام: القيام، والدعاء، وقراءة القرآن، والإنفاق في سبيل الله، وأداء الصلوات في جماعة، والجهاد في سبيل الله، وقضاء حوائج الضعفاء، وغيرها من العبادات والقربات، ومغبون كل الغبن من خسر في زمن كل من عمل به ربح وفاز، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «رَغِمَ أَنْفُ رَجُلٍ دَخَلَ عَلَيْهِ رَمَضَانُ ثُمَّ انْسَلَخَ قَبْلَ أَنْ يُغْفَرَ لَهُ» رواه الترمذي.
* رمضان كله خير وعشره الأخير أكثر خيراً:
كل لحظة من لحظات رمضان فيها من الخيرات والحسنات ما لا يعلمه إلا الله، والعشر الأواخر باتفاق أهل العلم خير من العشرين قبلها، وفي العشر الأواخر ليلة القدر، فضلها عظيم وخيرها عميم، هي خيرٌ من ألف شهر، والألف عند العرب من الأرقام التي لا حد لها، والله يضاعف لمن يشاء -نسأل الله من فضله-، من قامها إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه.
اللهم سلمنا لرمضان، وسلم رمضان لنا، وتقبله منا على الوجه الذي يرضيك عنا، وأعنا فيه على حسن عبادتك يا رحمن الدنيا والآخرة.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، والحمد لله رب العالمين.
للمزيد من مقالات مجلة بلاغ اضغط هنا
لتحميل نسختك من مجلة بلاغ اضغط هنا