إنفاق المجاهد في سبيل الله – الركن_الدعوي – مجلة بلاغ العدد ٤٧ – رمضان ١٤٤٤هـ⁩⁩⁩

الشيخ: أبو حمزة الكردي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وأفضل الصلاة وأتم التسليم على نبينا محمد، وعلى آله وصحبه أجمعين، أما بعد:

للجهاد في سبيل الله أنواع وأشكال وألوان، وأهمها ما جاء في قوله صلى الله عليه وسلم: «جَاهِدُوا الْمُشْرِكِينَ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَأَلْسِنَتِكُمْ»، وأساس الجهاد مباشرة الكفار بالقتال بالنفس وهي ركيزة الجهاد وأصله، ويأتي بعدها جهاد المال واللسان، وقد يكون الجهاد بالمال واللسان في بعض الأوقات والأماكن أشد إيلامًا وتأثيرًا في الكفار من جهاد النفس، ومقالنا اليوم عن إنفاق المجاهد في سبيل الله.

ينبغي للمجاهد الذي خرج باذلًا روحه رخيصة لله ألا يبخل بالإنفاق من ماله في سبيل الله، حيث إن الجهاد بالمال قرين الجهاد بالنفس في القرآن، قال تعالى: (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ).

وقال تعالى: (لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ).

وقال تعالى: (فَرِحَ الْمُخَلَّفُونَ بِمَقْعَدِهِمْ خِلَافَ رَسُولِ اللهِ وَكَرِهُوا أَن يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَقَالُوا لَا تَنفِرُوا فِي الْحَرِّ قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ).

وقال تعالى: (لَا يَسْتَأْذِنُكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ أَنْ يُجَاهِدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالْمُتَّقِينَ).

وقال تعالى: (الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ).

وقال تعالى: (لَا يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُولِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ عَلَى الْقَاعِدِينَ دَرَجَةً وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَى وَفَضَّلَ اللهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا).

وقال تعالى: (تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ).

وقال تعالى: (انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ).

وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ).

لذا فحري بالمجاهد في سبيل الله الذي بذل روحه ودمه أن يبذل معهما شيئًا من ماله؛ لأن جهاد النفس مقترن بجهاد المال، ولما أخذ الله البيعة والعهد على عباده المسلمين في عقد صفقة تجارة الجهاد، وثق في العقد أن الصفقة بين الخلق والخالق مقرونة ببيع النفس والمال معًا، ولا تقتصر الصفقة على النفس دون المال، بل اشترى منهم أنفسهم وأموالهم مقابل الجنة، قال تعالى: (إِنَّ اللهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ فَيَقْتُلُونَ وَيُقْتَلُونَ وَعْدًا عَلَيْهِ حَقًّا فِي التَّوْرَاةِ وَالْإِنْجِيلِ وَالْقُرْآنِ وَمَنْ أَوْفَى بِعَهْدِهِ مِنَ اللهِ فَاسْتَبْشِرُوا بِبَيْعِكُمُ الَّذِي بَايَعْتُمْ بِهِ وَذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) فهنيئًا لمن وقع العقد وصدق.

* والإنفاق في سبيل الله أجره عظيم وخيره عميم، ومنه:

 

– أن النفقة تقع في ميزان صاحبها قبل أن تقع في يد محتاجها، قال تعالى: (وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ).

– أن النفقة يجب أن تكون خالصة لوجه الله ليكون أجرها عليه فيضاعفها: (وَمَا تُنْفِقُونَ إِلَّا ابْتِغَاءَ وَجْهِ اللهِ).

– أن النفقة سواء كانت قليلة أو كثيرة، صغيرة أو كبيرة، سرية أو علنية، فإن حسابها وأجرها على الله، وهو يعلم الصادق من الكاذب وباغي الأجر من باغي الرياء والسمعة، قال تعالى: (وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللهَ بِهِ عَلِيمٌ).

* وللإنفاق في سبيل الله عدة صور يختلف أجرها باختلاف طريقة بذلها والحاجة إليها ووقت إنفاقها ومقدارها؛ ومنها:

– الإنفاق وقت الحاجة الشديدة:

فعندما حان موعد غزوة تبوك، وقد كان المسلمون في ضيق شديد، لا يجدون ما يتجهزون به للمعركة، وقد سمي يومها “جيش العسرة”، فجاء عثمان بن عفان رضي الله عنه بألف دينار فصبها في حجر النبي صلى الله عليه وسلم، فبشره النبي صلى الله عليه وسلم بقوله: «مَا ضَرَّ ابْن عَفَّانَ مَا عَمِلَ بَعْدَ الْيَوْمِ».

 

– الدلالة على ما يحتاجه أهل الثغور من نفقة سبب للاشتراك في الأجر مع المنفق:

قال تعالى: (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفَاءِ وَلَا عَلَى الْمَرْضَى وَلَا عَلَى الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ مَا يُنْفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُوا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى الْمُحْسِنِينَ مِنْ سَبِيلٍ وَاللهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ)، يقول السعدي رحمه الله، “أي‏:‏ لا يجدون زادا، ولا راحلة يتبلغون بها في سفرهم، فهؤلاء ليس عليهم حرج، بشرط أن ينصحوا لله ورسوله، بأن يكونوا صادقي الإيمان، وأن يكون من نيتهم وعزمهم أنهم لو قدروا لجاهدوا، وأن يفعلوا ما يقدرون عليه من الحث والترغيب والتشجيع على الجهاد‏”.‏

قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ دَلَّ عَلَى خَيْرٍ فَلَهُ مِثْلُ أَجْرِ فَاعِلِهِ»، فالمجاهد في سبيل الله أعلم من غيره بما يحتاجه أهل الجهاد من طعام وشراب وسلاح وذخيرة ومعونة.

– الإنفاق في زمن الاستضعاف أعظم من الإنفاق في زمن النصر والتمكين:

قال تعالى: (وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُولَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلًّا وَعَدَ اللهُ الْحُسْنَى وَاللهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ).

– الإنفاق باب من أبواب الجهاد لأصحاب الأعذار:

ومن أصحاب الأعذار المريض والمصاب، فعن أنس بن مالك رضي الله عنه، «أَنَّ فَتًى مِنْ أَسْلَمَ، قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ، إِنِّي أُرِيدُ الْغَزْوَ وَلَيْسَ مَعِي مَا أَتَجَهَّزُ، قَالَ: ائْتِ فُلَانًا، فَإِنَّهُ قَدْ كَانَ تَجَهَّزَ، فَمَرِضَ، فَأَتَاهُ، فَقَالَ: إِنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُقْرِئُكَ السَّلَامَ، وَيَقُولُ: أَعْطِنِي الَّذِي تَجَهَّزْتَ بِهِ، قَالَ: يَا فُلَانَةُ، أَعْطِيهِ الَّذِي تَجَهَّزْتُ بِهِ، وَلَا تَحْبِسِي عَنْهُ شَيْئًا، فَوَاللهِ، لَا تَحْبِسِي مِنْهُ شَيْئًا، فَيُبَارَكَ لَكِ فِيهِ».

– تجهيز المجاهد غزو والإنفاق على أهله غزو:

ومن ذلك إمدادهم بما يحتاجونه في غزوهم أو يحتاجه أهلهم من مال أو طعام أو شراب أو لباس أو سلاح أو عدة أو عتاد أو مركوب أو أي شيء يعينهم على المضي في غزوهم وإتمامه ويعين أهلهم على الصبر والبعد، فعن زيد بن خالد رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: «مَن جَهًزَ غازياً في سبيلِ الله؛ فقد غَزا، ومَن خَلَفَ غازياً في سبيلِ الله بخيرٍ؛ فقد غَزا».

– مواساة المجاهد إخوانه المجاهدين بفضل ماله وإعارتهم ما يحتاجونه:

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: «بَيْنَمَا نَحْنُ فِي سَفَرٍ مَعَ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِذْ جَاءَ رَجُلٌ عَلَى رَاحِلَةٍ لَهُ، قَالَ: فَجَعَلَ يَصْرِفُ بَصَرَهُ يَمِينًا وَشِمَالًا، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ كَانَ مَعَهُ فَضْلُ ظَهْرٍ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا ظَهْرَ لَهُ، وَمَنْ كَانَ لَهُ فَضْلٌ مِنْ زَادٍ، فَلْيَعُدْ بِهِ عَلَى مَنْ لَا زَادَ لَهُ، قَالَ: فَذَكَرَ مِنْ أَصْنَافِ الْمَالِ مَا ذَكَرَ حَتَّى رَأَيْنَا أَنَّهُ لَا حَقَّ لِأَحَدٍ مِنَّا فِي فَضْلٍ».

– خلط الأزواد إذا قلت، والمواساة فيها:

عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه، قال: قال النبي صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الأَشْعَرِيِّينَ إِذَا أَرْمَلُوا فِي الغَزْوِ، أَوْ قَلَّ طَعَامُ عِيَالِهِمْ بِالْمَدِينَةِ، جَمَعُوا مَا كَانَ عِنْدَهُمْ فِي ثَوْبٍ وَاحِدٍ، ثُمَّ اقْتَسَمُوهُ بَيْنَهُمْ فِي إِنَاءٍ وَاحِدٍ بِالسَّوِيَّةِ، فَهُمْ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ».

وعن سلمة بن الأكوع رضي الله عنه، قال: «خَرَجْنَا مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَزْوَةٍ، فَأَصَابَنَا جَهْدٌ حَتَّى هَمَمْنَا أَنْ نَنْحَرَ بَعْضَ ظَهْرِنَا، فَأَمَرَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَجَمَعْنَا مَزَاوِدَنَا، فَبَسَطْنَا لَهُ نِطَعًا، فَاجْتَمَعَ زَادُ الْقَوْمِ عَلَى النِّطَعِ، قَالَ: فَتَطَاوَلْتُ لِأَحْزِرَهُ كَمْ هُوَ؟ فَحَزَرْتُهُ كَرَبْضَةِ الْعَنْزِ، وَنَحْنُ أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً، قَالَ: فَأَكَلْنَا حَتَّى شَبِعْنَا جَمِيعًا، ثُمَّ حَشَوْنَا جُرُبَنَا، فَقَالَ نَبِيُّ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: فَهَلْ مِنْ وَضُوءٍ؟، قَالَ: فَجَاءَ رَجُلٌ بِإِدَاوَةٍ لَهُ فِيهَا نُطْفَةٌ، فَأَفْرَغَهَا فِي قَدَحٍ، فَتَوَضَّأْنَا كُلُّنَا نُدَغْفِقُهُ دَغْفَقَةً أَرْبَعَ عَشْرَةَ مِائَةً».

* ومما يعين المرء على البذل والإنفاق والتصدق معرفة أن العمر قصير وأن الحياة فانية والآخرة باقية، وأن الإنسان محاسب ومسؤول عن عمره وماله، قال صلى الله عليه وسلم: «لَا تَزُولُ قَدَمَا عَبْدٍ يَوْمَ القِيَامَةِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ عُمُرِهِ فِيمَا أَفْنَاهُ، وَعَنْ عِلْمِهِ فِيمَ فَعَلَ، وَعَنْ مَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَعَنْ جِسْمِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ».

وليعلم أنه لن يبق من ماله إلا ما أنفقه في سبيل الله، فعن عبد الله بن الشخير رضي الله عنه، قال: «أَتَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَهُوَ يَقْرَأُ: (أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ)، قَالَ: يَقُولُ ابْنُ آدَمَ: مَالِي، مَالِي، قَالَ: وَهَلْ لَكَ يَا ابْنَ آدَمَ مِنْ مَالِكَ إِلَّا مَا أَكَلْتَ فَأَفْنَيْتَ، أَوْ لَبِسْتَ فَأَبْلَيْتَ، أَوْ تَصَدَّقْتَ فَأَمْضَيْتَ؟».

وفيما أذكره من كلام قريباتي كبيرات السن عندما كانت تنفق من مالها بكثرة في سبيل الله، فيعترض بعض أقاربها بأن تترك هذا المال لأولادها وهم يتصدقون عنها فيما بعد، فترد قائلة: “نيال اللي بمشّي الضو قدامه بدل ما يمشّي الضو وراه” وتقصد أن المفلح من يتقدم بالخير والبذل والتصدق قبل أن يموت بدل أن ينتظر من يأتي بعده لينفق أو يتصدق عنه.

– أخيرًا: لا بد للمجاهد أن يكون له حظ من الإنفاق في سبيل الله، فلا يدري أي عبادة قد تنفعه أو تقبل منه، ولربما كان جهاده ناقصًا فيأتي الإنفاق فيجبر نقصه.

والويل والخسران والشر والمعصية والهلاك لمن ترك الجهاد وأقام في الأهل وترك الإنفاق في سبيل الله، قال تعالى: (وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ).

* أسأل الله عز وجل أن يوفقنا لنصرة الإسلام والمسلمين، وللجهاد في سبيله حق الجهاد بأنفسنا وأموالنا وأوقاتنا وأهلينا وكل ما ملكت أيماننا، وأن يرزقنا الحفاظ والتمام على ميثاق العهد في الجهاد حتى نلقاه يوم القيامة وقد أتم لنا ما وعدنا (بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ)، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

والحمد لله رب العالمين..

لمتابعة بقية مقالات مجلة بلاغ اضفط هنا
لتحميل نسخة من مجلة بلاغ العدد 47 اضغط هنا

Exit mobile version