إدلب في شهر صفر 1445هـ -صدى إدلب – مجلة بلاغ العدد ٥٣ – ربيع الأول ١٤٤٥ هــ

إعداد: أبو جلال الحموي

يستمر قصف النظام المجرم وداعميه على إدلب من كل أطرافها، وترد الفصائل التي حصرها الجولاني في غرفة عمليات “الفتح المبين” بردود باردة لا تثخن في العدو ولا تردعه، إلا ما حدث على محور الملاجة جنوب جبل الزاوية مؤخراً، حيث استطاع فصيل “أنصار التوحيد” حفر نفق إلى تحت نقطة للعدو وتفجيرها والسيطرة عليها، وهذا عمل خاص لم يستطع الجولاني تبنيه، وإن هذا العمل يؤكد أن التحرير والصمود ممكن ولا يحتاج إلى الكثير من الأسباب المادية، ولقد ارتقى عدد من المجاهدين المستقلين وطلاب الجامعة الذين هبوا لمؤازرة أنصار التوحيد، نسأل الله أن يتقبلهم.

في تطورات قضية القحطاني، لم يستطع أنصاره وحلفاؤه تحريره من الإقامة الجبرية، رغم أنهم حاولوا الحشد والضغط على الجولاني وأعوانه، لكن الملفات التي جمعها الجولاني على من حوله جعلت مواقفهم هزيلة، يخافون أن يلحقوا بالقحطاني إلى المحاسبة والحجز، ومنهم أبو أحمد زكور، وأبو النور الديري، وأبو محجن الحسكاوي، وحكيم الديري “ضياء العمر” الناطق الرسمي باسم جهاز الظلم العام، وكل هؤلاء بدأ الجولاني بتهميشهم والاستغناء عنهم.

وثقت كاميرا مراقبة عملية اغتيال حدثت بالقرب من مخيم سنجار جنوب سرمدا اليوم، وقتل فيها شاب يركب هذه السيارة، الجريمة في وضح النهار علناً وبكل أريحية، في منطقة تعج بأمنيي الهيئة، كما حدثت عدة حالات اختطاف منها ما نفذه جهاز الظلم العام بحق ثوار، مثل أحمد عبد العزيز أبو الليث، الذي صدموه بالسيارة وهو يركب دراجة نارية، بطريقة خطف معتمدة عندهم، وهذا ما فعلوه مع الشيخ أبي شعيب والأستاذ عصام الخطيب وغيرهم كما اختفى عدد من النساء والفتيات دون أن يعثر لهن على أثر.

تحركت القبائل والعشائر العربية ضد قسد في دير الزور، واستطاعت تحرير عدة قرى وبلدات، لكن الحراك لم يتطور ليشمل كل القبائل والعشائر، ولم يفرز قيادة عامة ثابتة، وهذا ما جعله يتراجع أمام قسد ويتحول إلى ضربات نوعية على شكل حرب عصابات، وبالتزامن هبت العشائر العربية في إدلب وشمال حلب وشمال الرقة لنصرة دير الزور، لكن الحركة لم تكن على القدر المطلوب للتحرير وتشتيت قوات قسد، رغم أن تركيا الدولة الضامنة لالتزام هذه المنطقة وعدم تحركها عسكريا لم تمنع العشائر من التحرك، لأنه تحرك يصب في مصلحتها.

وكالعادة كان لهيئة الجولاني دوراً مضاداً للثورة، حيث أرسل أرتالاً من الألوية التابعة له للتغلغل في منطقة الباب-جرابلس للسيطرة عليها، بحجة دعم العشائر العربية، وما زال يحاول البغي والسيطرة في كل يوم له محاولة، ومنها سيطرته على مقر لأحرار الشام القاطع الشرقي بالتزامن مع هجوم لقسد أسفر عن قتل وجرح أكثر من عشرة من الأحرار.

محاولاً تسويق نفسه للغرب بالتزامن مع حراك الدروز في السويداء التقى الجولاني مع عبد الرحيم عطون ومظهر الويس وجهاء جبل السماق الذين تركوا الدرزية وأعلنوا إسلامهم، فأكدوا له خلال الاجتماع أنهم مسلمون ولا يقبلون أن ينعتهم أحد بوصف الدروز، أما هو فذكرهم بالعلاقة بينهم وبين السويداء وحملهم رسالة تأييد لحراك السويداء وأن قلبه معهم، في خطوة مكررة من خطوات ضلاله ومصلحيته الخاصة التي لا تلتزم بمبدأ ولا تستقر على قرار، ومن معه يؤيدونه فيما يقوم به، ثلة بعضها من بعض.

أصدرت الخزانة الأمريكية نشرة فيها قرار بفرض عقوبات على فرقة السلطان سليمان شاه وفرقة الحمزة التابعتين للجيش الوطني، بسبب الانتهاكات التي تمارسها الفرقتان كما جاء في البيان، وبالمقابل حشدت قيادة الفرقتين الأتباع الأنصار للتظاهر ضد القرار الذي وصفوه بالجائر، وعلق آخرون أن الولايات المتحدة لم توفر أكثر الفصائل فساداً وتمسحاً بها من التصنيف والعقوبات، فكيف بغيرها من فصائل حرة ومجاهدة، كما أن فساد هؤلاء لا يعدل شيئاً من فساد وجرائم قسد، لكنها المصالح، ومصلحة الولايات المتحدة ضد الثورة السورية ككل.

Exit mobile version