إدلب في شهر شوال 1444هـ – صدى إدلب – مجلة بلاغ العدد ٤٩ – ذو القعدة ١٤٤٤ هـ

إعداد: أبو جلال الحموي

– تطورت في هذا الشهر المساعي الدولية لإعادة إنتاج النظام البعثي النصيري الجاثم على قلب المستضعفين في سوريا، فقد قامت ما تسمى بجامعة الدول العربية بإعادة عضوية نظام بشار إليها، وعقدت تلك الجامعة مؤتمرا في السعودية دعت له السفاح بشارا الأسد، الذي حضره وسط استقبال وترحيب من الحكومة السعودية وعدد من طغاة الدول العربية، وألقى المجرم بشار في هذا المؤتمر كلمة باسم سوريا التي دمرها وقتل وهجر أهلها، وقد كافأت السعودية نظام بشار المجرم بالتجهيز لإعادة افتتاح السفارة السعودية في دمشق وقررت نزع ملف الحجاج السوريين بعد موسم هذا العام من المعارضة وتسليمه للنظام النصيري.

وكذلك سارت تركيا في تطوير تطبيعها مع نظام بشار المجرم وعقد وزراء خارجية روسيا وإيران وتركيا والنظام النصيري اجتماعا في موسكو أكدوا فيه مساعيهم الرامية للوصول لحل سياسي وحرب ما يتفقون على أنه إرهاب، وهو حل يصب في صالح خيانة الثورة وتقوية النظام المجرم.

 

– وإزاء هذه التطورات اجتمعت جموع من المقاتلين في إدلب للقيام بعمل عسكري متعدد الجبهات يهدف لتحرير بعض القرى والمدن إفشالا لحركة التطبيع القائمة على أكذوبة استقرار الوضع بانتصار بشار وضعف الثورة عن المبادرة، وبعد استكمال تحضيراتهم وقبيل انطلاق العمل هجمت أمنية الجولاني على قيادات العمل واعتقلتهم، ثم شنت حملة اعتقالات على كثير ممن ساهم في استطلاع محاور هذا العمل، كما شنت أمنية الجولاني حملة اعتقالات على قيادات حزب التحرير التي شجعت مثل هذه الأعمال، وكانت حملات الاعتقال همجية حصل فيها اقتحام للبيوت، وكشف للعورات، واعتداء على النساء والحرمات، وتعفيش للممتلكات، واحتلال للبيوت بعد طرد أهلها منها، وقد أدى ذلك لخروج مئات المظاهرات العامة والنسائية ضد هذا الإجرام وتشكيل تنسيقيات ثورية للتنديد بتلك الممارسات، وقد قوبل ذلك بمزيد اعتقال للأبرياء، وتهجم الشبيحة على بعض تلك المظاهرات، مع تهديد المشاركين فيها، وتلفيق التهم الكاذبة للمعتقلين والمتظاهرين.

وقد بلغ مجموع الأسرى الذين خطفتهم أمنية الجولاني هذا الشهر قرابة الخمسين شخصا؛ منهم مستقلون، ومنهم من هو مع تجمع دمشق، ومنهم من هو مع مجموعة الغرباء الفرنسية، ومنهم من هو مع حزب التحرير..، إلى غير ذلك من التشكيلات العسكرية والمجتمعية الموجودة في إدلب.

تزامن ذلك مع ازدياد محاربة الدعوة والدعاة في إدلب، وقد أخرج الجولاني في هذا الشهر كلمة مصورة يتهجم فيها على شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر زاعما أنه لا ينبغي التدخل في العبادات التي بين المرء والله جل وعلا كالصلاة، وقد قوبل هذا الكلام باستنكار عدد من المشايخ وردهم عليه وبيان ضلال ما فيه.

كما حضر صحفي فرنسي إلى إدلب والتقى بقيادات الهيئة، وأعلن أنهم أقروا له أنهم يحاربون عددا من التنظيمات كالقاعدة، وأن الجهاد انتهى، وأنهم يطلبون من النصارى افتتاح كنائس بإدلب ولكن النصارى هم الذين لا يجدون أعدادا تقوم على رعاية تلك الكنائس..، إلى غير ذلك من الاعترافات التي لا تخفى على المطلعين على حقيقة الواقع.

– على جانب آخر قصف التحالف الصليبي الذي تقوده أمريكا شخصا مدنيا في منطقة قورقانيا اسمه لطفي حسن مسطو، فقُتل على الفور، وأعلن التحالف الصليبي أنه قتل بهذا القصف قياديا كبيرا من القاعدة، ثم لما افتضح الأمر وأن القصف وقع على راعي غنم بالمنطقة خرجت تصريحاتهم التي تقول: إنهم سيدرسون احتمالية وقوع خطأ في الأمر!!، ورغم بشاعة الجريمة ووقوعها على شخص مدني، فإن قيادة هيئة تحرير الشام التي تزعم كذبا أنها سلطان المنطقة، وحكومتها الصورية التي تسمى حكومة الإنقاذ، لم يتخذا أي إجراء حيال هذا القصف ولا حتى بالشجب والاستنكار، بل ولا بالتعزية في هذا المسكين الذي قتله الأمريكان، ولا حول ولا قوة إلا بالله.

Exit mobile version