أبو جلال الحموي
بعد اعتقال عدد كبير من المتهمين بالعمالة، وإنتاج الأفلام الوثائقية عنهم وعن مخططاتهم، أطلقهم الجولاني، وأطلق القحطاني الذي اتهمه بالعمالة والتدبير للانقلاب عليه، وأصبح المتهم المدان برئياً بجرة قلم، وهو الآن في احتفالات وتشىريفات.
ازدادت وتيرة الحراك الثوري ضد قيادة الهيئة، وتتالت البيانات المؤيدة له، وبيانات المبادرات التي تبحث عن حلول، منها بيانات صاغها الجولاني لتشتيت الحراك وإنقاذ نفسه، ومنها بيانات تعبر عن تطلعات الشعب المسلم، وأهمها بيان الكرامة التي أيدها عدد كبير من العلماء والأكاديميين وطلاب العلم والمجاهدين الثائرين الأحرار، واستنهض الجولاني أذرعه للدفاع عنه في مؤتمرات وندوات يديرها هو ويهدد الثائرين بالبطش والفوضى تارة، ويتحداهم أن يجدوا غيره قائداً تارة أخرى.
استغل الجولاني مناسبة ذكرى انطلاق الثورة السورية ليخرج مظاهرات ثورية في ظاهرها، وباطنها تأييد له وللاستقرار المزعوم، وخرجت مظاهرات الأحرار ضده في ساحات أخرى، ليرى العالم أن الجولاني فردٌ مستبدٌ أمعن في ضرب الثورة وتفريق أهلها، من أجل تحقيق نزواته السلطوية ومطامعه الشخصية.
طالب الحراك الثوري ضد الجولاني بالإفراج عن المعتقلين، فخرج عطون ليعد الناس بدراسة مطالبهم، ثم صدر العفو الذي لم يخرج به إلا المحكومون بجرائم، وبقي المشايخ والمجاهدون يعذبون في السجن، ولدى سعي بعض الوجهاء والمشايخ في إخراجهم اشترط الجولاني عليهم السكوت عن الحق ليخرجهم شأنه شأن الطغاة أمثاله.
أدخل العدو منذ مدة سلاح الطيران المسير الانتحاري، وزاد من استعماله وكثف من هجماته في الشهر الماضي، فاستهداف المدنيين والعسكريين على أطراف المناطق المحررة، فاستشهد عدد منهم وجرح عدد آخر، ولا يوجد مبادرة للردع، إنما عمليات انغماسية دعائية يستمر الجولاني في إرسال المقاتلين لتنفيذها لتجميل صورته وخديعة الناس، ولا يتحقق بها تحرير ولا ردع للعدو.