إعداد: أبو جلال الحموي
ظهر في شهر ربيع الثاني 1442 هـ استمرار مؤامرة الحل السياسي والتي تهدف إلى وأد الثورة وبيع التضحيات والمتاجرة بمحنة الشعب السوري، هذه المؤامرة التي تسلك سبيل التدرج وامتصاص ردود الأفعال وتطبيع التآمر..، فبعد أن كان إسقاط النظام القاتل إسقاطا كاملا ومحاسبة من أجرم في حق الشعب هو شعار العمل السياسي انتقل الأمر عبر الائتلاف الوطني وهيئة التفاوض إلى الحديث مع النظام النصيري حول مرحلة انتقالية وهيئة حكم، ثم وقبل أن يصلوا لنتيجة انتقلوا للحديث حول دستور جديد مشترك، وكالعادة وقبل أن يكتبوا هذا الدستور المزعوم أصبح الحديث الآن عن خوض انتخابات رئاسية ونيابية ومحلية؛ فقد أصدر الائتلاف الوطني في هذا الشهر تعميما يعلن فيه إنشاء مفوضية انتخابات هدفها: “تمكين قوى الثورة والمعارضة السورية من خلال ممثلها الشرعي من المنافسة في أي انتخابات مستقبلية رئاسية وبرلمانية ومحلية، وتهيئة الشارع السوري لخوض غمار الاستحقاق الانتخابي” ومهام تلك المفوضية: “وضع الخطط والاستراتيجيات وتنفيذها والتحضير للمشاركة بالاستحقاقات السياسية المقبلة، بما في ذلك الاستفتاء على مشروع الدستور. نشر الوعي بأهمية المشاركة الفاعلة في الاستحقاقات الوطنية”.
وقد قوبل هذا الإعلان بموجة غاضبة وبيانات رافضة من جهات متعددة؛ مثل: هيئة تحرير الشام وتنسيقية الجهاد والمجلس الإسلامي السوري.. وغيرهم، وقابل الائتلاف هذا الاستنكار ببعض التصريحات الدبلوماسية مثل أنهم لا يقبلون بمشاركة بشار الأسد في الانتخابات..، وهي تصريحات لا تغير من واقع مسارهم شيئا، خاصة وأن المتابع يعلم أن خطوتهم هذه وخطواتهم السابقة ما هم فيها إلا دمى استجابت لأوامر أطراف إقليمية ودولية معينة.
ومما يؤسف له وهو متكرر في كثير من التجارب أن المتآمرين يعلمون أن أقصى ما يملكه كثير من الناس هو الشجب والاستنكار ثم متابعة التعاطي مع الخيانة وتمرير مشروعها..، فرغم الاستنكار الواسع لتلك الخطوة إلا أن الائتلاف لم يقطع صلته بهيئة التفاوض، والحكومة المؤقتة لم تقطع علاقتها بالائتلاف، والجيش الوطني لم يقطع علاقته بالحكومة المؤقتة، والجبهة الوطنية لم تقطع علاقتها بالجيش الوطني، والفصائل لم تقطع علاقتها بالجبهة الوطنية..، وهكذا بقي الخونة المتآمرون يسيرون في مشروعهم المدمر غير آبهين بالشجب والاستنكار الذي لم تتبعه مفاصلة تقطع صلتهم بالداخل السوري.
وإن هذه الخطوات في اتجاه ما يسمونه الحل السياسي لها أبعاد خطيرة على الثورة السورية تصب في خانة عودة اللاجئين تحت الحكم الإجرامي ليعيد بهم بناء الجيش المجرم، مع حصار من لم يخن ولم يستسلم دوليا باعتباره شاقا لصف “الوحدة الوطنية”.
فالواجب التصدي لتلك المؤامرات، وأولى طرق التصدي هو التصدي الميداني الذي يغير واقع السيطرة فيتقهقر العدو ميدانيا وتنقلب تبعا لذلك المواقف السياسية الخارجية، خاصة وأن العدو مشغول حاليا بمواجهات في ريف حماة الشرقي مع تنظيم الدولة جعلته يسحب قوات تابعة له من معرة النعمان وسراقب باتجاه البادية وريف حماة الشرقي.
* أما في الجانب العسكري، فقد استمر قصف العدو النصيري والروسي لمدن وقرى إدلب خاصة القريبة من الجبهات؛ فقصف بالمدفعية كنصفرة، والموزرة، والبارة، وبنين، وأرنبا، وبليون، وكدورة، ومعربليت، ودير سنبل، وفليفل، وسفوهن، والفطيرة، وشنان، وكفر عويد، والعنكاوي، وقليدين، والنيرب، وتقاد، وكفر عمة.. وغيرها من الأماكن، كما قصف طيرانه الحربي الكبينة، ومشون، والشيخ بحر، كما حاولت قوات العدو التسلل على محور الفطيرة.
فيما قام ثوار إدلب باستهداف تجمعات العدو في: كفروما، وآفس، وكفر بطيخ، وتلة البركان، ومعرة النعمان، والملاجة..، وغيرها من الأماكن.
واستمرت القوات التركية في إخلاء قواعدها العسكرية بالمناطق التي سقطت تحت سيطرة العدو النصيري في الحملة الأخيرة وإنشاء قواعد جديدة في جبل الزاوية، كما سيرت القوات التركية دوريات من طرف واحد على طريقm4 الذي تعرض لتفجير جسر النحل الواقع على الطريق قرب بلدة محمبل مما عطل تلك الدوريات بضعة أيام، كما تعرضت القاعدة التركية في منطقة باصوفان بريف حلب الغربي لتسلل من قوات ال ب ك ك تمكنت فيه من قتل وجرح عدد من الجيش التركي..
* أسأل الله أن يرد كيد الكافرين في نحورهم، وأن يوفق عباده المجاهدين لما يحب ويرضى.
لمتابعة بقية مقالات مجلة بلاغ العدد التاسع عشر جمادى الاولى 1442 للهجرة _ كانون الثاني 2021 للميلاد اضغط هنا
لتحميل نسخة من مجلة بلاغ العدد التاسع عشر اضغط هنا