إدلب في شهر ربيع الأول 1446هـ – مجلة بلاغ العدد ٦٦

أبو جلال الحموي

في هذا الشهر أهلك الله الظالمين بضربات من الظالمين، سلّطهم الله عليهم منتقماً بقدر من حزب إيران اللبناني الذي أذاق أهل السنة في سوريا ولبنان وغيرها الويلات، وذلك بسبب اختراق العدو الصهيوني له أمنياً وعسكرياً، ما جعله يفخخ أجهزة اتصالات الحزب وفجرها بوقتٍ واحدٍ، ففقد ألوفٌ من عناصر الحزب أصابعهم وعيونهم، ومنهم من فقد حياته.

ثم جاءت ضربة أقوى، فاغتال العدو الصهيوني زعيم الحزب في مقره في الضاحية الجنوبية لبيروت، ثم اغتال خليفته وقريبه هاشم صفي الدين، وقادةً آخرين، وبدأ العدو حرباً بريةً على لبنان متذرعاً بالحزب المجرم.

فالحمد لله على نعمة هلاك الطغاة الباطنيين الظالمين، ونسأله أن يحفظ أهلنا في لبنان وفلسطين وينصر مجاهديهم.

يستمر الحراك الثوري ضد الجولاني في شهره الثامن دون توقف ولا تراجع، وكله أمل أن تأتي فرصة للتغيير السلمي نحو الشورى والعدل، وذلك باستمرار دعوة التحاكم إلى شرع الله التي وجهها إلى قيادة الهيئة، ورفضت الأخيرة عملياً بأفعالها المستمرة في ملاحقة المتظاهرين واعتقالهم، فبعد اعتقال ابن إدلب الذي نصر الحرائر “أبو كمال قصاص” اعتقلوا “عبد الرزاق المصري” للمرة الثالثة، واعتقلوا “محمود أبو نصر” للمرة الثانية، وآخرين.

وصدرت بياناتٌ من أهالي إدلب وريفها ترفض تسلّط الجولاني ومن معه على محصول الزيتون، يزعمون جباية الزكاة، بينما تعهد الأهالي بتوزيع الزكاة على المستحقين الأولى فالأولى، كما أمر الله، لا يعطونها لجهاتٍ غير موثوقة.

حشدت عدة فصائل شمال حلب ضد بعضها، لسببٍ مباشرٍ وهو قرار وزارة الدفاع في الحكومة المؤقتة حل فصيل صقور الشمال سيء الصيت، واحتماء الفصيل بالجبهة الشامية التي عقدت تفاهماتٍ وتحالفاتٍ مع الجولاني، والأسباب غير المباشرة الدائمة تدخلاتُ الجولاني بكل الأطراف وسعيهُ المستمرُ لتأجيج الفتن، واستغلال الاقتتال الفصائلي من أجل التغلغل والتغلب وتحقيق مصالحه.

وعد الجولاني بإطلاق معركةِ تحرير حلب وذلك منذ سنتين، واستمرت وعوده التخديرية بعد احتدام المعارك في أوكرانيا وانشغال حلف إيران، فوضع شرطاً لأتباعه أن يقوم الصهاينة بهجومٍ بريٍّ ضد حزب إيران اللبناني، وهذا ما حدث، لكن انطلاق معركة التحرير لم يحدث، وأكثر من ذلك اقتطع الجولاني نصف رواتب المجندين والموظفين يوهمهم أن هناك تعبئة عسكرية.

ولقد حشد النظام المجرم على الجبهات حول المنطقة المحررة، ما يساعد الجولاني في تبرير عدم إطلاق معركة التحرير، التي لا ولن يقوم بها إلا أن تأمره الدول وتحارب عنه، وهذا مستحيل.

مُنِي التيار الإسلامي المناصر لقضايا الأمة المحقّة والعادلة بفتنةٍ عظيمةٍ، اجتالت كوادره ونخبه، بشأن التعزية بالهالك زعيم حزب إيران اللبناني، حتى أن البعض عده شهيداً بسبب زعمه نصرة القضية الفلسطينية، حيث كان يصرح تصريحات ضد اعتداءات الصهاينة على غزة، ويعد بالتحرك لمناصرتها، لكن عملياً خذل هو وأسياده في إيران غزة ومجاهدي فلسطين، ولم يقوموا إلا بحركات استعراضية أزعجت الصهاينة الذين قرروا إنهاء هذه المشكلة نهائياً.

من تطورات المشهد قيام الحرس الثوري الإيراني بإطلاق أكثر من مائتي صاروخ بالستي على مواقع للكيان المحتل، لكن لم تعلن خسائر مادية أو بشرية ترقى لمستوى الحدث، وفي الوقت ذاته قتل فلسطينيٌ واحدٌ سبعة صهاينة وجرح قرابة عشرين آخرين في عمليةٍ فرديةٍ انغماسيّةٍ في يافا المحتلة، ما جعل أهل الوعي يقارنون ويدعون الناس إلى المقارنة بين العمل المجاهد الصادق، والمتاجرة بالقضية.

هذا الوعي غاب عن بعض النخب المتصدرين الحائزين على متابعة إعلامية، وأدهى من ذلك نشر صورة زعيم حزب إيران اللبناني الهالك على غلاف مجلة أنصار النبي صلى الله عليه وسلم، من قبل الدكتور محمد الصغير والأستاذ محمد إلهامي، ما أثار شخص الألوف من أبناء الأمة، وفتح باب جهادٍ آخرَ لا بد من القيام له، وهو التصدي لحالة التشيع السياسي قم العقدي، ضمن صفوف التيارات الإسلامية المناصرة للثورات والجهاد.

لتحميل نسخة من المجلة BDF اضغط هنا 

Exit mobile version