إعداد: أبو جلال الحموي
عاش أهل إدلب في شهر ربيع الأول 1442 هـ أزمة استفحال انتشار وباء كورونا بالمنطقة؛ حيث إنه من رحمة الله بهم أن الوباء انتشر في جل بلاد العالم وفي المناطق الأخرى قبل أن ينتشر في إدلب بعدة شهور، حتى كانت ذروة انتشاره في هذا الشهر فدخل الوباء أكثر البيوت وبلغت أعداد الإصابات به ذروتها المتوقعة والتي تفوق كثيرا الأرقام التي تصدرها بعض المنظمات عن أعداد الإصابات والوفيات.
ولكن الملاحظ هو انتشار السكينة في المجتمع، ولم يحصل بفضل الله الفزع والهلع الذي أصاب أكثر شعوب العالم، فالمصاب يرضى بقضاء الله، والميت بالوباء يرجون له مرتبة الشهداء، والمعافى يقوم بخدمة المبتلى، سائلين المولى سبحانه أن يرفع الوباء عن المسلمين.
أما في الجانب العسكري فقد زاد العدو وتيرة قصفه للمنطقة عن الشهور الماضية؛ فارتكب مجزرة في كتيبة الدويلة والتي كان يقام فيها معسكر لجنود فيلق الشام “المعروف بعلاقاته القوية مع تركيا” مما أدى لاستشهاد وإصابة أكثر من مائة شخص، وإنا لله وإنا إليه راجعون.
كذلك استهدف طيران العدو أطراف مدينة إدلب ومناطق المغارة والرامي وسرجة وبنين، وقصف العدو بمدفعيته الثقيلة كفر عويد وتل واسط والزيارة وسفوهن والفطيرة وكنصفرة وإحسم وبليون وقسطون والنيرب وأريحا وكفريا وكفر تعال، مما أدى لاستشهاد وجرح العشرات.
وقام ثوار إدلب باستهداف تجمعات العدو في حزارين وجوباس وداديخ والملاجة وكفر نبل وجورين وسراقب ومعرة النعمان والبحصة وخان السبل وكفر بطيخ وترنبة وحنتوتين والسقيلبية وشطحة وكفروما، وحققوا نكايات في صفوفه.
وتزامن مع ذلك استمرار القوات التركية في إخلاء مواقعها بالمناطق التي سقطت تحت سيطرة العدو النصيري في الحملة الأخيرة؛ مثل نقاط مورك وشير مغار ومعر حطاط والشيخ عقيل، مما يدل على تراجع الموقف التركي في تلك المناطق.
أما سياسيا فقد بدا واضحا ترقب الدول الإقليمية لنتائج الانتخابات الأمريكية، وهي النتائج التي ترتب عليها استقالة المبعوث الأمريكي لسوريا جيمس جيفري وتعيين بديل عنه، وهي استقالة يمكن أن تفهم في سياق تنوع الأدوار الوظيفية التي تقوم بها أمريكا والتي تخدم في مجموعها السياسة الأمريكية العامة ورؤيتها للمنطقة، وهي سياسة يتوقع أن تكون في عهد بايدن استمرارا للتأييد الأمريكي للطغيان الروسي والإيراني ولكن مع إظهار الشجب والتنديد.
كذلك اتفقت أذربيجان وأرمينيا على وقف الحرب بينهما وترسيم خريطة جديدة للمنطقة المتنازع عليها برعاية روسية مع دعم تركي للموقف الأذربيجاني، وهي اتفاقية ينظر لأثرها في القضية السورية على أن لها بنودا غير معلنة بين الطرفين الروسي والتركي تتعلق بشمال سوريا بشقيه المحرر من النصيرية والواقع تحت سلطة ال ب ك ك، ولذلك فإن الحذر متعين خلال الشهرين القادمين من تحركات عسكرية متوقعة.
كما أرادت روسيا أن تسوق لما تزعم أنه انتهاء الحرب وانتصار للنظام المجرم؛ فعقدت في دمشق مؤتمرا لعودة اللاجئين تريد منه أن توهم الناس أن العودة لسوريا المحتلة آمنة، وتطلب من الدول المساعدة في إعادة الإعمار لاستقبال هؤلاء اللاجئين وتخليص الدول من أعباء رعايتهم، وهو المؤتمر الذي لم يجد تجاوبا دوليا، وشاء الله جل وعلا أن يجعل بعد نهايته بأيام وفاة وليد المعلم وزير خارجية النظام المجرم مما سيؤثر إن شاء الله على مكرهم المخطط له في مسألة عودة اللاجئين.
* أسأل الله أن يهيئ للمسلمين في سوريا أمر رشد فيه عز الإسلام والمسلمين.