إدلب في شهر ربيع الآخر 1444هـ – صدى إدلب -مجلة بلاغ العدد ٤٣

⁨مجلة بلاغ العدد ٤٣ - جمادى الأولى ١٤٤٤ هـ⁩⁩⁩⁩⁩December 02, 2022

إعداد: أبو جلال الحموي

كانت أبرز أحداث هذا الشهر هي رفع التصعيد بين تركيا ومليشيا قسد حيث حصل انفجار في إسطنبول أودى بحياة عدد من المدنيين يحمل بصمات حزب ال ب ك ك وأُلقي القبض على منفذة التفجير، وأعلن التحقيق التركي أن حزب العمال الكردستاني “ال ب ك ك” المتحكم الفعلي فيما تسمى قوات سوريا الديمقراطية “قسد” هو المتسبب في هذا الحادث الإجرامي الأليم، وبدأت على إثر ذلك الحكومة التركية في شن غارات جوية مكثفة على مواقعهم في شمال سوريا وشمال العراق، مع تأكيد على نيتهم القيام بعمل عسكري بري ضد تلك المليشيات خاصة في مناطق تل رفعت ومنبج وعين العرب، وسرعان ما تحول التهديد باجتياح عسكري إلى طلب تركي مقدم إلى الجانب الروسي والنصيري بأن تستلم القوات النصيرية تلك الأماكن من قسد!!، وشوهدت على إثر ذلك تعزيزات للجيش النصيري في تلك المناطق، وهو سيناريو سيئ جدا يعبر عن طعنة غادرة في ظهر الثورة السورية يقوي عسكريا وسياسيا كبير المجرمين والداعم الحقيقي لقسد وهو النظام النصيري المجرم.

* وفي إدلب استمر العدو النصيري وحليفه الروسي والإيراني في قصف مناطق عديدة منها؛ كان أبرزها قصف مخيمات غرب إدلب في كفر جالس وما حولها والتي أدت إلى استشهاد سبعة مدنيين وجرح قرابة ثمانين آخرين ونزوح كثير من العائلات إلى غير مأوى في ظل قدوم فصل الشتاء البارد، كما قصف العدو الغاشم محيط معبر باب الهوى بغارات متعددة.

وقد قام بعض الثوار بعملية انغماسية على محور جورين أدت لمقتل عدد من ضباط وجنود العدو الغاشم، ولله الحمد والمنة.

* سياسيا تصاعدت وتيرة التصريحات والتحركات التركية الداعية للتصالح والتطبيع مع النظام النصيري خاصة بعد تقارب وتصافح أردوغان والسيسي في قطر، مؤكدين أن العلاقات السياسية لا يمكن أن تدوم على القطيعة!! متمنين تصافحا قريبا بين أردوغان وبشار السفاح!، كما عقدت جامعة الدول العربية لقاء أكدت فيه وفود أكثر الدول على رغبتها في التصالح مع النظام النصيري والمسارعة في الحل السياسي الاستسلامي.

وفي الأستانا عقدت هذا الشهر جولة جديدة من مفاوضات التسليم لم تظهر نتائجها الحقيقية بعد، وتأتي هذه الجولة في ظل هزائم روسيا المتتابعة في أوكرانيا والتي كان من آخرها انسحابهم من مدينة خيرسون المهمة، ولكنها للأسف هزائم لا تجد في الشام من يستثمرها لصالح المجاهدين والثورة السورية.

* وفي إدلب تتزايد المعاناة الإنسانية يوما بعد آخر فقد بلغت حالات الإصابة بمرض الكوليرا آلاف الحالات، وحصلت مشكلة محروقات كبيرة حيث توقف استيرادها بعض الوقت بسبب مشاكل متعلقة بشركة وتد مما أدى لانقطاع البنزين معظم هذا الشهر، كما انتشر غش مواد التدفئة مما أدى وواأسفاه لاحتراق عدد من المنازل ومقتل بعض سكانها، في ظل حصار هيئة تحرير الشام لإدلب ومنع الأهالي من جلب المحروقات من مناطق الشمال بغية احتكارها ورفع سعرها.

ولتكتمل المأساة والملهاة افتتحت هيئة تحرير الشام ملعب إدلب البلدي بتكلفة ثلاثمائة ألف دولار وأقامت ما سمته كأس العالم للمخيمات؛ فمخيم يمثل دولة فرنسا وآخر الدنمارك وآخر أمريكا.. وهكذا، في إغفال لمعاني الولاء والبراء وإهدار لحقوق الفقراء والمشردين.

كما استمرت قيادة هيئة تحرير الشام في إفسادها وتجبرها المعتاد فهاجمت المبنى الشرعي لفيلق الشام واعتقلت عددا من أفراد حركة أحرار الشام..، كما قبلت تعيين حديثي التخرج من جامعات مناطق سيطرة اللانظام، وهو ما يهدد العملية التعليمية في المناطق المحررة بالانهيار؛ حيث إن أعداد خريجي تلك الجامعات عشرة أضعاف خريجي المناطق المحررة، ولكن خرجت مظاهرات طلابية كبيرة أجبرتهم على سحب القرار حاليا.

Exit mobile version