إعداد: أبو جلال الحموي
كان شهر ذو القعدة 1441 كأنه شهر التجهيزات التي يعدها العدو لاستكمال حملته على أجزاء من المناطق المحررة، وقد ظهر ذلك عبر مؤشرات؛ منها:
– الاستطلاع بالقوة، حيث قام العدو بعمليات تسلل على بعض المحاور بهدف تجربة الدفاعات الموجودة وتدريب مقاتليه وجمع المعلومات، فقد شهد هذا الشهر قرابة عشرة تسللات للعدو على محاور حرش بينين، وقرية رشا، والرويحة، والفطيرة، وحرش كفر نبل، وغير ذلك من المناطق.
– قصف عدد من الجبهات بشكل دوري خاصة في جبل الزاوية وسهل الغاب؛ ومن الأماكن التي تركز عليها القصف: كنصفرة، وشنان، وقليدين، والموزة، وكفر عويد، وعين لاروز، ودير سنبل، والفطيرة، والبارة، وبينين، ودقماق، وحميمات، وسرجيلا، والسرمانية، والكبينة، وغير ذلك من المناطق والجبهات.
– توافد حشود العدو إلى المناطق المحيطة بالجبهات؛ حيث استقدم العدو أعدادا من مقاتليه لجبهات إدلب، وظهر ذلك بشكل واضح على وسائل الإعلام.
– تكثيف عمل طيران الاستطلاع والاستمرار في مسح المناطق المحيطة بالجبهات وخطوط إمدادها.
– رسائل الضغط السياسي التي يعمل العدو الروسي على استغلالها في تحقيق تقدم ميداني له؛ مثل: تجميد الوضع الميداني حول سرت في ليبيا إلى حين حصول الروس على مقابل تراجعهم من سرت، واستخدام الفيتو فيما يسمى مجلس الأمن لمنع دخول المساعدات الإنسانية من كافة المعابر سوى معبر باب الهوى؛ في إشارة إلى أن النظام المعترف به هو نظام بشار وأن المنطقة المنكوبة والتي تعيش حالة اضطراب هي منطقة إدلب، وأن باقي المناطق التي هي خارج سيطرته لا تعاني ويلات الحرب، وكذلك قصف مدينة الباب بمنطقة درع الفرات للإشارة إلى أن البديل عن التفاهم الروسي التركي هو تهديد مناطق النفوذ التركي الأصلية، يضاف إلى ذلك صدور تقرير كاذب من اللجنة الدولية التابعة للأمم المتحدة يدين العدو النصيري وحلفائه ويدين كذلك المجاهدين والثوار في محاولة للبروز بمظهر الحيادية المفضوحة.
– الاستعجال في استكمال تسيير الدوريات الروسية التركية على طريق m4 حيث تمكنت الدوريات من السير في كامل المنطقة المحررة على هذا الطريق، وذلك ليطالب الروس الجانب التركي بتنفيذ بقية اتفاق موسكو الأخير والذي يتضمن تسليم مناطق جنوب الطريق إلى القوات الروسية، ورغم المحاولات الضعيفة التي حاولت خلال الفترة الماضية تأخير استكمال سير الدوريات من اعتصام ومظاهرات واستهداف للدوريات إلا أن العدو الروسي استمر في تسيير الدوريات حتى استكمل السير في الطريق لأن له مآرب أخرى بعد هذا التسيير.
* إن الأصل في العدو هو العمل على حرب الإسلام إن استطاع، فهو يتجهز ويعد العدة لاستكمال عدوانه، كما قال جل وعلا: (وَلَا يَزَالُونَ يُقَاتِلُونَكُمْ حَتَّى يَرُدُّوكُمْ عَنْ دِينِكُمْ إِنِ اسْتَطَاعُوا)، والأصل في المجاهدين بذل الوسع في جهاد المجرم الكافر، والنصر أقرب إليهم مما يظنون إن اتقوا الله تعالى.
وإن الواجب اليوم هو التوبة العامة إلى الله جل وعلا والتوبة من كل مخالفات أدت لتسلط العدو في المعركة الماضية، وهي مخالفات معروفة مشهورة تكلم كثيرون عنها كثيرا، فنسأل الله أن يوفق الصادقين لحسن الجهاد وأن يريح من الكاذبين الأمة والعباد، وإلى نصر قريب بإذن الله نستودعكم الله، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.