الشيخ: محمد سمير
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه وبعد؛
فقد ابتليت الأمة بعد تخلصها من الاحتلال العسكري المباشر بطغاة كانوا شراً عليها من الاحتلال نفسه، فهم صنائعه وأرباؤه [جمع ربيب] ولولاه لما وصلوا إلى السلطة، ولولا ثقته بهم ويقينه بخدمتهم مصالحه على أكمل وجه لما سهّل لهم اعتلاء العروش والاستحواذ على الحكم، وقد تميز هذا اللون من الطغاة بسمات عدة أشهرها ثلاثة:
الأولى: الخواء الفكري والفراغ الداخلي وستر هذه السوءة كان بالغرور والانتفاخ، والكذب المفضوح الممجوج، واصطناع المنافقين الذين يكيلون المديح المبالغ فيه ليل نهار.
الثانية: الاستئساد على الشعب وقمعه والتذلل لأعدائه والسعي في مصالحهم وتنفيذ مخططاتهم.
الثالثة: التقليد بغباء شديد لبعض من يُعجبون به من الطغاة السابقين.
وخذ نموذجا على هذا الصنف من الطغاة المجرم حسني الزعيم الذي قام بأول انقلاب في سوريا ـــ بعد جلاء المحتل الفرنسي عنها ـــ في 29/3/ 1949م.
وحسني الزعيم هذا متقلب لا يثبت على حال، فقد كان جنديا في الجيش العثماني، ثم جنديا في جيش فيصل بن حسين الذي حارب العثمانيين، ثم جنديا في الجيش الفرنسي الذي طرد فيصل من سوريا، ثم جنديا في الجيش الفرنسي الفيشي الذي حاربه الفرنسيون أنصار ديغول وانتصروا عليه ووقع حسني على إثر ذلك في الأسر وظل فيه إلى أن أطلق سراحه وعاد إلى الجيش السوري بعد الجلاء،([1]) وهو سكير مقامر لم يترك الخمر إلا بعد إصابته بالسكر ولم يترك القمار إلا بعد إفلاسه ولذلك لما طلب من الرئيس السوري شكري القوتلي نقله أبدى تخوفه منه لطيشه وسكره وقماره.([2])
وكعادة الطغاة في الكذب وخداع الشعوب فإنه بعد انقلابه سارع ليعلن أن غايته من هذا الانقلاب استنقاذ البلد وإعادة الكرامة إلى الشعب والضرب على أيدي من خان الأمانة([3]) وفي الوقت ذاته بدأ القمع والإجرام وعلل ذلك بحماية مؤخرة الجيش الذي يخوض حربا مع إسرائيل فكان في ضمن البلاغ الذي أذاعه: ” إنني على ثقة تامة بأن الشعب السوري النبيل سيقدر بلا ريب دقة المسؤولية الملقاة على عاتق الجيش، والتي تفرض عليّ بصفتي مسؤولا عن سلامة الجيش والحدود أن ألجأ إلى كل ما يؤدي إلى استتباب الأمن بأقصى سرعة حتى أستطيع أن أطمئن إلى أن مؤخرة الجيش المقاتل قد أصبحت في مأمن من كل ما يؤدي إلى عرقلة حركاته، لقد أصدرتُ أمراً إلى قواد القطعات والقوى المسلحة التي تسلمت زمام الأمن بأن يعتبروا كلَّ مخلٍ بالأمن أو محرضٍ على الإخلال بالأمن معتدياً على سلامة الجيش وسلامة الحدود، وأن يطبقوا بحقه أقصى ما يطبق بحق المتآمرين على سلامة الوطن وسلامة الجيش([4]) وبعد ذلك أعلن الزعيم نفسه حاكما عسكريا لسورية ([5]) وضمانا لكتمان أي صوت معارض ومنعا لأي نقد للسياسة الرعناء صدر المرسوم التشريعي رقم(1)والذي يتضمن: “للقيادة العامة للجيش والقوى المسلحة أن تلغي امتياز كلِّ جريدة يوميةٍ أو مجلةٍ أو نشرةٍ موقوتةٍ ترى في استمرار صدورها ما يؤدي إلى الإخلال بالمصلحة العامة أو بأمن البلاد أو بالعلاقات الخارجية”([6]) وهكذا يمكنك أن تثق برؤية القيادة ومراعاتها للمصلحة العامة وأمن البلاد وإلا غُيِّبتَ وراء الشمس.
ثم فُتح باب الترشح للرئاسة ليكون الرئيس مدنياً وليس عسكرياً وبالطبع فليس في البلد رجل يمكن أن يقود المرحلة ويجوز بالبلاد إلى بر الأمان سوى الزعيم حسني الزعيم ولذلك لم يترشح لمنصب الرئاسة سواه([7]) وخالف الزعيم في موضوع الانتخاب المبادئ الدستورية “ولما كانت النية متجهة إلى وضع أسس الدستور الجديد وأسس قانون الانتخابات الجديدة فقد استغربنا أن يجنح الزعيم إلى اتخاذ خطة لا تلائم المبادئ الدستورية، إذ لا يصح أن ينتخب رئيس الجمهورية قبل أن تنظم كيفية انتخابه.
ولما بين مجلس الوزراء نظريته بهذا الصدد قال الزعيم: إنه غير ضليع في الأمور القانونية والدستورية وإنه كلف السيد محسن البرازي أن يطلعنا على أسباب الاستفتاء وضرورته([8]) فالدستور والقانون عند الزعيم كصنم العجوة يأكله متى احتاج إليه وأي فعل يخالف المبادئ والتي سبق أن أعلنها يمكن تسويغه بالضرورة فالضرورات تبيح المحظورات
والآن وبعد أن اطمأن الزعيم إلى توطد سلطته وتكميم أفواه معارضيه سيبدأ بتقديم المنافقين ليثنوا على الزعيم الملهم صاحب الانقلاب الذي أنقذ البلد من الخراب والدمار ويمضي أولئك في الكذب الممجوج، ولا ضير أن تكون الكذبة تملأ الخافقين فلا يوجد من يردها.
كانت الجيوش العربية السبعة ــ وأحدها الجيش السوري ــ قد خرجت من حرب 1948 ــ والتي سميت بالنكبة ــ بهزيمة يندى لها الجبين هزيمة لطخت سمعتها بالعار ومع ذلك وبكل وقاحة يلقي مجموعة من المنافقين بيانا جاء فيه ” إن الجيش السوري لم يسجّل عليه التاريخ هزيمةً عسكريةً في جميع المعارك في فلسطين”([9]) وللعلم فإنه بُعَيد الانقلاب بزمن يسير بدأ الزعيم العملَ لعقد هدنة مع اليهود([10]) ومع تبجح الزعيم بالمحافظة على استقلال الوطن وعدم تبعيته للجهات الخارجية إلا أن ذلك لم يكن إلا للاستهلاك الإعلامي أما الحقيقة فقد صرح بها لبعض أفراد حكومته قائلا: “الدول الأجنبية تلح في أن تصبح سوريا دولة دستورية”([11]) بل إن الزعيم طلب من وزير الأشغال العامة والمواصلات وفريقه دراسة الاتفاق المعروف باسم (التابلاين) ــ وهو مد أنابيب تمر بالأراضي السورية ــ فأبدوا عشر ملاحظاتٍ على الاتفاق وبينوا أنه سيؤدي إلى وجود دولةٍ داخل دولة فالشركة الأجنبية الموقعة للعقد قد اشترطت شروطا مجحفة بحق الدولة السورية في الوقت الذي شرطت لنفسها صلاحيات واسعةٍ جداً ومع ذلك ضرب الزعيم تلك الملاحظات عرض الحائط وأمضى الاتفاق متذرعاً بالذريعة نفسها التي يعلق عليها الطغاة جرائمهم وهي “مراعاة المصلحة العامة” يقول صقال: ” وبعد أيام قلائل [من إرسال الملاحظات العشر] استدعانا الزعيم وقال لنا: إنه اطلع على تقريرنا وعلى الملاحظات التي أبديناها، وإنه إذا كانت تلك الملاحظات تتضمن كثيرا من الأمور الدقيقة، فإن مصلحة سوريا تقتضي بأن تصدق الحكومة دون تأخير على هذا الاتفاق، ولا سيما أن المملكتين المصرية والسعودية تصران على إنجاز هذا المشروع”([12])
وبلد كسوريا قد خرج من هزيمة منكرة بحاجة إلى بذل الجهود من أجل الثأر من اليهود وردِّ الاعتبار إلى جيشه المكلوم، وبحاجة إلى ضخّ الأموال كلها أو جلّها في تسليح الجيش وتدريبه ولكن بدلا من ذلك ينشغل حسني ببناء دور التمثيل والموسيقى يقول فتح الله ميخائيل صقال ــ وهو وزير الأشغال العامة والمواصلات في حكومة الزعيم ــ ” وقد طلب إلينا الزعيم أن نشيد دارا للموسيقى والتمثيل على غرار دار الأوبرا المصرية في القاهرة”([13]) فأي سفه فوق هذا وأي تضييع لأموال الأمة وجيشها أكثر من هذا؟
وقد استمر الزعيم على هذا الفساد والهراء حتى مقتله يقول صقال: ” دعاني الزعيم قبل مصرعه بيوم واحد إلى شهود حفلة راقصة أقيمت في بلودان تحت رعايته رصد ريعها للهلال الأحمر وكانت قاعة النُزُل بما فيها من أثاث وزينة لا تقل عن أجمل قاعة في نزل “والدرف أستوريا” وكانت الشابات السوريات السافرات مرتديات بالحلل التي تتطلبها مثل تلك الحفلة لا تقلّ إتقاناً وجمالاً عن الحلل التي تزدان بها النساء الأميركيات المثريات أو أية جماعة من أرقى طبقات الأمم الأوربية”([14]) لو أن سوريا خرجت منتصرة من حرب 1948 لعُدَّ هذا التصرف حماقةً من دولة لا يزال العدو في خاصرتها والحرب بينهما لم تضع أوزاها بعد فما بالك بها وقد خرجت منهزمة منكسرة ثم ينصرف قادتها إلى اللهو والعبث والرقص والبذخ
بل إن شغل الزعيم الشاغل كان اهتمامه بنفسه ولباسه حتى أن جريدة رسمية نشرت مقالا جاء فيه ” يشوق الكثيرين من الذين يودون أن يطلعوا على دقائق الأمور أن يعلموا ما هو الرداء الذي ارتداه حضرة صاحب الفخامة المشير حسني الزعيم المعظم لمناسبة انتخابه بالإجماع الشعبي العام لرئاسة الجمهورية” ومضت الجريدة في مقال يتحدث عن لباس الزعيم وأزيائه([15])
كان الزعيم شديد الإعجاب بالهالك أتاتورك ولذلك كان يحاول التشبه به وتقليده في كل شيء ومن ذلك محاربته الشريعة وإقصاؤها عن الحكم ففعل حسني الزعيم ما لم تجرؤ دولة الاحتلال الفرنسي على فعله لقد ألغى القوانين الشريعة وأحلّ مكانها قوانين وضعية مقتبسة من القوانين الغربية يقول صقال: “وكانت اللجنة المشار إليها قد أنجزت ثلاثة قوانين وهي القانون المدني والقانون الجزائي والقانون التجاري. أما القانون المدني فقد نسخ بحذافيره وتعابيره عن القانون المدني المصري ويكاد لا يختلف عنه في شيء…وأما القانون الجزائي أو قانون العقوبات فإنه مستمد في نصوصه ومواده من القانون اللبناني والمعروف أن هذا القانون وضع في الأصل باللغة الفرنسية بواسطة بعض العلماء الفرنسيين الذين استعان بهم لبنان ثم ترجم إلى اللغة العربية. وأما القانون التجاري السوري فقد أخذ أيضا عن القانون التجاري اللبناني الحديث ولم يختلف عنه إلا في بعض مواد بسيطة”([16]) وقد فرضت هذه القوانين بالعسف والقوة ولم يقبل الزعيم حتى نقاشاً في الأمر أو مهلة كافية لدراستها يقول صقال: ” طلب الأمير عادل أرسلان مهلة ليدقق في القانون ويقول كلمته فيه وقد انضم إليه الأديب الكبير الأستاذ خليل مردم بك بأسلوبه الرقيق الناعم فاحتدّ الزعيم وقال: إن هذا الطلب من وحي أشخاصٍ طافوا على بعض الوزراء وطلبوا إليهم عدم الموافقة على هذا القانون وإنه ــ أي الزعيم ــ لا يقبل بهذه الأساليب ويصر على التصديق حالا.
فأجاب الأمير عادل بحدّة: أنه لا يستطيع أن يصدّق على قانون لم يقلب صفحاته ويدرس مواده… وأخيرا اقترحنا على الزعيم أن يمهل الأمير يومين ليتسنى له خلالهما أن يلقي نظرة على القانون ويبدي ما يراه من الملاحظات فوافق على ذلك”([17]) أرأيت هذا العبث بالأمة يومين لدراسة ثلاثة قوانين ستلزم بها الأمة وتحاكم إليها ؟! أرأيت إلى هذه التبعية المهينة يقتبس من القوانين الفرنسية وتلغى القوانين الشرعية مع أن فرنسا كانت محتلة البلاد وقد ذاق السوريون منها الأمرين؟ إنها خسة النفس والوضاعة والتعبد للغرب، ولعلك تعجب أكثر عندما تعلم أن هذا القوانين أقرت بشكل نهائي وبعضها صدرت الموافقة عليه بالإجماع([18])
وقد رفض العلماء السويون هذا الكفر البواح حتى أن بعضهم هاجمه ووصفه بالملحد وتباروا بمهاجمته على المنابر ورفْضِ القانون العلماني الذي أقره وعقد العلماء اجتماعا تمخض عنه تشكيل وفد لزيارة الزعيم والتحدث إليه بشأن ذلك فما كان منه إلا أن قابلهم بالتهديد المبطن قبل أن يسمع منهم كلمة واحدة([19]) فقد تظاهر أنه يستقبل مكالمة هاتفية من المقدم إبراهيم الحسيني وقال فيها له: “نعم مقدم إبراهيم ماذا ماذا؟ أنا لا أسمح بمثل هذه الأمور أخرجه من الزنزانة وأعدمه فورا في ساحة سجن المزة كان يحمل مسدسا أم موسى لا فرق موسى أو مسدس أطلق عليه النار فورا أنا لا أسمح، لا أوافق أن يعترضني أحد وضعت دمي على كفي أريد أن أصلح أريد أن أطبق القوانين لا أقبل بأي أمر من هذا النوع افهمها…
وبعد هذه المخابرة أرجع سماعة التلفون بعصبية وقال: قبضوا على شاب معه مسدس أمرت بإعدامه فورا أنا سأربي هذا الشعب الذي علمه شكري القوتلي الاستخفاف بالدولة والقوانين”([20])
وبلغ به التقليد الأعمى لأتاتورك أنه أراد أن يغير أزياء الشعب كما ألغى أتاتورك الطربوش وفرض القبعة ” ومن مشاريع الزعيم الإصلاحية إبدال الأزياء المختلفة الأشكال بزي واحد على النسق الأوربي وعلى غرار ما فعله مصطفى كمال. وقد قال لنا يوما وكان الابتهاج طافحا على محياه: ما قولك في أهل بلدك الذين يلبسون العقال والسروال ويلتفون بالزنار المزركش المقصب ويحملون على أكتافهم المشالح والعباءات ألا تشعر أن هذه الألبسة تشبه ألبسة المساخر وما رأيك إذا جعلنا الجميع يرتدون لباسا واحدا ابتداء من السنة القادمة؟ فقلنا له: نعمت الفكرة ونعم الإصلاح”([21])
لقد سعى حسني الزعيم في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل وينشر الكفر والضلال وينافق أعداء الأمة ويحقق لهم مصالحهم ويقرب المنافقين ليستمتع بمدحيهم وتزلفهم ولكن الله لم يمهله فلم يُترك في الحكم سوى مائة وسبعة وثلاثين يوما فقط ثم انقلب عليه أحد أكثر المنافقين نفاقا له وهو سامي الحناوي والذي كان سابقا قد ” ربط غطاء الطاولة على خصره وصار يرقص للزعيم ويهرج له ويضحكه ليثبت دوام محبته له”([22])
لقد انقلب الحناوي على حسني الزعيم وقام باعتقاله وهو في ثياب النوم حافي القدمين([23]) واعتقل معه رئيس وزرائه محسن البرازي ثم أمر بإعدامهما ” لقد استمر إطلاق الرصاص على الزعيم زهاء خمس دقائق كان خلالها يخترق جسمه كخيط من نار وقد قام الضباط الثلاثة [الذين أعدموه] بدوس جثته بأرجلهم”([24]) وفي هذا عبرة لكل من يبيع دينه ويصبح خادما لأعداء الدين والأمة. والحمد لله رب العالمين
([1]) انظر: الانقلاب السوري أسراره ودوافعه ومراميه وكيف تمت حوادثه؟ ، بشير العوف، مكتبة محمد حسين النوري، دمشق (ص1وما بعدها)
([2]) أيام حسني الزعيم 137 يوما هزت سورية، نذير فنصة، دار الآفاق الجديدة، بيروت، ط1، 1983م، (ص13)
([3]) انظر البلاغ رقم 1 والذي أصدره الزعيم بعد انقلابه، في المصدر السابق (ص24) والبلاغ رقم 3 (ص26)
([4]) الانقلاب السوري، (ص10)
([5]) انظر الانقلاب السوري أمر عسكري رقم 1 (ص45)
([6]) الانقلاب السوري (ص109)
([7]) انظر: من ذكريات حكومة الزعيم حسني الزعيم، فتح الله ميخائيل صقال، دار المعارف، مصر (ص82)
([8]) من ذكريات حومة الزعيم (ص81)
([9]) الانقلاب السوري (ص80)
([10])انظر: الانقلاب السوري (ص123)
([11]) من ذكريات حكومة الزعيم (ص83)
([12]) من ذكريات حكومة الزعيم (ص60)
([13]) من ذكريات حكومة الزعيم (ص41)
([14]) من ذكريات حكومة الزعيم (ص152)
([15]) أيام حسني الزعيم (ص74)
([16]) من ذكريات حكومة الزعيم (ص70 وما بعدها)
([17]) من ذكريات حكومة الزعيم (ص71 وما بعدها)
([18]) المصدر السابق (ص72)
([19]) أيام حسني الزعيم (ص60 وما بعدها)
([20]) المصدر السابق (ص63)
([21]) من ذكريات حكومة الزعيم، وانظر أيام حسني الزعيم (ص75)
([22]) أيام حسني الزعيم (ص68 وما بعدها)
([23]) انظر: أيام حسني الزعيم (ص86)
([24]) أيام حسني الزعيم (ص99)
لتحميل نسخة من مجلة بلاغ بصيغة BDF اضغط هنا
لمتابعة بقية مقالات مجلة بلاغ اضغط هنا