مقدمة كتاب مائة مقالة في الحركة والجهاد للشيخ أبو شعيب طلحة المسير

المقدمة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه، والصلاة والسلام على سيدنا وقائدنا وقدوتنا نبينا محمد، وعلى آله الأطهار وصحابته البررة الكرام، وعلى من سار على نهجهم واقتفى أثرهم إلى يوم الدين.. وبعد؛

فقد أنعم المولى جل وعلا علي بنعم عظيمة وآلاء جسيمة، ومنها أن أخذ بيدي لساحة العمل الإسلامي العام، وتكرم علي بمعايشة بعض قضايا الأمة الإسلامية الحركية والجهادية ومنها الربيع العربي في العشر سنين الأخيرة (1432هـ – 1442هـ) خاصة بمصر وسوريا، وكان من شكر تلك النعمة أن أستخدم القلم في الدعوة إلى الله تعالى مسددا ومقاربا إزاء الوقائع والمستجدات المتلاحقة، فتجمَّع من ذلك بعض كتب ومقالات وفتاوى وتغريدات..

ووجدت أن المقالات وإن تعددت مواضيعها وظروفها وأسلوبها إلا أنها أقرب لتصور الأحداث المتعاقبة والظروف المتغيرة، فعمدت تذكرة لنفسي وتواصيا بالحق والصبر مع إخواني العاملين للإسلام إلى جمع بعض المقالات التي يغلب عليها الطابع الحركي وتناول القضايا الجهادية في هذا الكتاب، أما المقالات التي يغلب عليها طابع الفتاوى أو الطابع الإداري أو الفصائلي أو الخاص وما شابه ذلك فلعله يصدر بعضها في كتاب آخر إن شاء الله، وجعلت عنوان الكتاب: “مائة مقالة في الحركة والجهاد”، وعدد المقالات أكثر من مائة، ولكن العدد يراد به هنا التقريب لا التحديد.

وقد اخترت من المقالات أكثرها عموما وعناية بالفكرة لا الأشخاص، مع وجود بعض المقالات التي ارتبطت بأحداث لشخصيات معينة يفيد ذكرها في هذا السياق الحركي والجهادي، وحاولت ترتيب المقالات حسب تقارب مواضيعها، ووضعت سنة كتابة كل مقال ليُعين على فهم السياق الزمني الذي كُتب فيه.

– وإني أعلم أنه ما كان لمثلي أن يتكلم في كثير من تلك القضايا لو كان الزمان غير الزمان، ولكنها الضرورة التي اقتضت سد بعض هذا الثغر قدر المستطاع، وحسبي قول سعيد بن جبير رحمه الله، “قد أحسن من انتهى إلى ما سمع“، ومما يطمئن النفس أن هذه المقالات كُتبت في أكثر من عشر سنين، وبعضها عُرض قبل نشره على أفاضل، وبعضها ذاع بعد نشره بين أفاضل، وكان القبول لها هو السائد بينهم، والحمد لله رب العالمين.

وجل مقالات هذا الكتاب متعلقة بالواقع الذي عايشته ومتعاطية معه محاولة التأثير فيه؛ فيوم أن كنت بمكة المكرمة ونزلت نازلة افتتاح جامعة مختلطة كانت مقالة: (سياسة الحكم الذاتي داخل جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية) وتسبب ذلك في فصلي الفوري من العمل، ويوم كنت في القاهرة وجاء أوباما ليخطب فيها كانت مقالة: (خطيب المرتدين “باراك حسين أوباما”، لا مرحبًا)، وعندما رأيت إهمال لبس الدروع في الجهاد كانت مقالة: (أهمية لبس الدروع عند الجهاد)، ولما نزلت نازلة الخوارج كانت عدة مقالات في الأمر، وكذلك لما حصلت مذابح حلب ومعارك الغوطة وتهجير درعا، وكذلك توجد مقالات عن أمور فكرية كانت تثار عن المنهج والحركة والقيادة والنخبة والأمة والسياسة الشرعية والرخص والضرورات والهدن..، ومقالات عن الهجرة والتحريض والثبات وإعداد العدة والردع والحذر والبدع الدخيلة على الجهاد، وبعض المقالات في الرد على مواقف مغلوطة وشبهات مردودة.. إلى غير ذلك.

أسأل الله جل وعلا أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم، وأن يتقبل صالح العمل، وأن يغفر الزلل، والحمد لله رب العالمين.

طلحة محمد المسير  

سوريا – شعبان 1442ﻫ

كتبها

أبو شعيب طلحة محمد المسير

لتحميل نسخة كاملة من كتاب مائة مقالة في الحركة والجهاد  bdf اضغط هنا 

للقرأة من المواقع تابع

مائة مقالة في الحركة والجهاد الشيخ أبو شعيب طلحة المسير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى