مسلسل انتخاب الطاغوت -كلمة التحرير – مجلة بلاغ العدد ٢٤ شوال ١٤٤٢هــــ
كلمة التحرير
يقول المجرم فاروق الشرع في مذكراته التي صدرت بعنوان: “الرواية المفقودة” ص457 عن لحظة هلاك الطاغوت حافظ الأسد: “لم يتساءل أي منا في جلسة حزينة كيف حدثت الوفاة المفاجئة، لكن العماد مصطفى طلاس كسر الصمت، واقترح مباشرة ضرورة تعديل الدستور كي يتمكن الدكتور بشار من تولي الرئاسة. وتابع بأن التعديل المقترح يتطلب إبلاغ رئيس مجلس الشعب عبد القادر قدورة لعقد جلسة طارئة لهذا الغرض. ولقد نبهت الحاضرين بطبيعة الحال بأن التعديل يتطلب التدقيق بتاريخ ميلاد الدكتور بشار حتى لا تتبع تعديلات أخرى على الدستور”.
طَغام من الطغاة يصنعون دساتير على مقاييسهم الخاصة ثم يسوقونها على أنها رغبة شعب، وما دستورهم وقانونهم ومجلس شعبهم إلا استخفاف الطغاة بالشعوب، وكله بالقانون!!
إنها آلهة التمر التي كان يصنعها المشركون ويعبدونها فإذا جاعوا أكلوها وصنعوا لهم آلهة أخرى فعبدوها ثم أكلوها..
– لقد جاء المجرم السفاح حافظ الأسد للسلطة بانقلاب سنة 1970 ثم أقام أول مهازله الانتخابية سنة 1971 وكانت نسبة نجاحه المدعاة فيها 99.2 %.
– ثم تتابع مسلسل الانتخابات فسنة 1978 كانت نسبة نجاحه المدعاة فيها 99.9 %.
– وسنة 1985 كانت نسبة نجاحه المدعاة فيها 100 %.
– وسنة 1991 كانت نسبة نجاحه المدعاة فيها 99.9%.
– وسنة 1999 كانت نسبة نجاحه المدعاة فيها 100%.
– ثم هلك الحمار وجاء الجحش وخاض بشار انتخابات مزعومة سنة 2000 كانت نسبة نجاحه المدعاة فيها 99.7 %.
– وسنة 2007 كانت نسبة نجاحه المدعاة فيها 97.62 %.
– وسنة 2014 كانت نسبة نجاحه المدعاة فيها 88.7 %.
– ثم يتتابع المسلسل السمج بانتخابات مزعومة هذه الأيام من سنة 2021.
إن خمسين سنة من تسلط الطاغية وابنه تسلطا قائما على الكفر، والطغيان، وحرب الإسلام، والعمالة للأعداء، وتدمير البلد، وقتل خيرة رجالها، وانتهاك أعراض أخوات لنا عفيفات، ونشر الإفساد، وسرقة مقدرات الأمة..، لتؤكد أن صراعنا هو صراع مع النصيرية العلمانية العميلة المفسدة، وكل وصف من تلك الأوصاف كفيل باستمرار العداوة أبد الدهر، فكيف وقد اجتمعت تلك الأوصاف في هؤلاء الزنادقة المجرمين؟؛ فيستحيل أن يعترف المسلم الصادق بأي ولاية أو سلطة لهؤلاء الكافرين الطغاة المجرمين، ولو قهروا كل الشعب وقمعوه، ولو زعموا إقامة ألف انتخابات، ولو اعترفت بهم حكومات الشرق والغرب.
فليُقم الطاغوت ما شاء من انتخابات، فلا مساومة ولا أنصاف حلول؛ فالأمر أمر دين ودم وعرض، وثارات الإسلام لا تمحوها شهور ولا أعوام، ((لِيَقْضِيَ اللَّهُ أَمْرًا كَانَ مَفْعُولًا وَإِلَى اللَّهِ تُرْجَعُ الْأُمُورُ)).
كلمة التحرير