ظاهرة المغالاة في مهور النّساء والمبالغة فيها في الشّمال السّوري المحرر

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين، وبعد:
لاحظنا في السنوات الأخيرة أنّ كثيرًا من النّاس في الشّمال السّوري المحرر قد أصبحوا يغالون في مهور النّساء ويبالغون فيها، وقد وُجهت إلينا ـــ في الآونة الأخيرة ـــ العديد من الأسئلة حول جواز ذلك.
ونحن إذ ننقل كلام الفقهاء بعدم جواز تحديد حدٍّ أعلى للمهور، إلّا أنّنا نذكِّر أهلنا في الشمال السوري بأنّ المبالغة في مهور النّساء يترتّب عليها مفاسدُ كبيرةٌ وآثارٌ خطيرةٌ، وذلك بأنّ تأخّرَ الشباب والفتيات عن الزواج بسبب ذلك سيكون سببًا في انتشار العلاقات المحرّمة بين الجنسين، وتبعات ذلك ومفاسده لا تخفى على ذي عقل.
كما أنّنا نذكّر النّاس بأنّ المغالاة في المهر ليستْ من سنّة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا صحابته الكرام، فعن سيدنا عمر بن الخطاب- رضي الله عنه- أنّه قال: (لا تُغالوا بصُدُق النساء، فإنّها لو كانت مَكْرُمةً في الدنيا أو تقوى عند الله لكان أولاكم بها النّبي صلى الله عليه وسلم، ما أصدق امرأةً من نسائه، ولا أُصدقت امرأة من بناته أكثر من اثني عشرة أوقيةً).
كما أنّ الحالة الماديّة الصعبة التي يعاني منها النّاس في بلادنا بسبب سنوات الحرب الطويلة، والنزوح والتهجير الممنهج الذي مارسه النّظام المجرم وأعوانه يُحتّم علينا أنْ نخفّفَ في المهر، ونيسّرَ في تكاليف الزواج، جاعلين نصب أعيننا حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي رواه الترمذي: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوّجوه، إلا تفعلوه تكنْ فتنة في الأرض وفساد كبير).
وقوله عليه الصلاة والسلام الذي جاء في الصحيحين: (فاظفر بذات الدين تربت يداك).
كما لا يخفى على أحد ازدياد عدد النساء الأرامل، وكذلك العوانس، ممّا يحتّم علينا تسهيل أمر الزواج أمام الرجال الرّاغبين فيه، حلّاً لهذه الأزمة التي تعصف بأهلينا.
سائلين المولى عزّ وجلّ أن يفرّجَ عن أمّتنا، ويعجّلَ بنصرنا، إنّه خير مسؤول، وأعظم مأمول، وصلّى الله وسلّم وبارك على سيّدنا محمد، والحمد لله ربّ العالمين.

الدكتور: أنس عيروط.
الدكتور: ماجد عليوي.
الدكتور: وضّاح رجب.
الدكتور: ياسين علّوش.

1-رجب 1442 ه الموافق ل 2021/2/13م.

Exit mobile version