حقيقة العبودية

الشيخ أبو اليقظان المصري

لماذا قُتل عماد الدين زنكي بعد أقل من عامين من فتح الرُّها؟!
¶لماذا قُتل قطز بعد أقل من سنة من نصره الخالد على التتار في عين جالوت؟!
¶لماذا قُتل ألب أرسلان بعد أقل من عامين من انتصار ملاذكرد التاريخي؟!
¶لماذا لم “يستمتع” صلاح الدين بثمرة انتصاره في حطين إلا أقل من سنة
ثم سقطت عكا مرة أخرى في يد الصليبيين، وقُسمت دولته وضاعت بعد ست سنوات فقط من وفاته؟!
¶لماذا لم يرَ عبد الله بن ياسين مؤسس دولة المرابطين التمكين أصلاً؟!

❇️كم سنة عاش نوح -عليه السلام- يدعو إلى الله ويتعب ويصبر، وكم سنة عاش بعد الطوفان والتمكين؟!
❇️أين قصة هود أو صالح أو شعيب أو لوط -عليهم السلام- بعد التمكين؟!
❇️إننا لا نعرف من قصتهم إلا تكذيب الأقوام، ومعاناة المؤمنين، ثم نصر سريع خاطف، ونهاية تبدو مفاجئة لنا.

❇️لماذا عاش رسولنا صلى الله عليه وسلم إحدى وعشرين سنة يُعِدُّ للفتح والتمكين، ثم لم يعش في تمكينه إلا عامين أو أكثر قليلاً؟!

❇️أين التمكين في حياة موسى أو عيسى عليهما السلام؟! وأين هو في حياة إبراهيم أبي الأنبياء؟!

🔰هؤلاء هم أفضل من “عَبَدَ” الله
{فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهِ} [الأنعام: 90].

♦️إن المغزى الحقيقي لوجودنا في الحياة ليس التمكين في الأرض وقيادة العالم،
وإن كان هذا أحد المطالب التي يجب على المسلم أن يسعى لتحقيقها بكل ما أوتي من قوة،
ولكن المغزى الحقيقي لوجودنا هو:
عبادة الله: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: 56] ♦️والعبادة في مرحلة الاحتراق خير وأحب من العبادة في مرحلة الإشراق..

“فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ وَلَكِنِّي أَخْشَى عَلَيْكُمْ أَنْ تُبْسَطَ الدُّنْيَا عَلَيْكُمْ كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا، وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ”؟!

🔰هل أدركت لماذا تنازل خالد بن الوليد عن إمارة جيش منتصر؟!
🔰هل أدركت لماذا كان عتبة بن غزوان يُقْسِم على عمر بن الخطاب أن يعفيه من ولاية البصرة؟!
🔰هل أدركت لماذا لم يسعد أبو عبيدة بن الجراح بولايته على إقليم ضخم كالشام؟!

🔰أحبابي المجاهدين الصابرين:

ستأتي إن شاء الله مرحلة التمكين على أبنائكم أو من يطول به العمر منكم
ولكن حينها لن تجد لذة عبادة الاستضعاف..

📚أُتِيَ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ عَوْفٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَوْمًا بِطَعَامِهِ، فَقَالَ:
«قُتِلَ مُصْعَبُ بْنُ عُمَيْرٍ وَكَانَ خَيْرًا مِنِّي، فَلَمْ يُوجَدْ لَهُ مَا يُكَفَّنُ فِيهِ إِلَّا بُرْدَةٌ، لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ يَكُونَ قَدْ عُجِّلَتْ لَنَا طَيِّبَاتُنَا فِي حَيَاتِنَا الدُّنْيَا ثُمَّ جَعَلَ يَبْكِي».

🔰إنها..
#حقيقة_العبودية

https://t.me/aboyakzan

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى